أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، عبر الناطق باسمها أبو عبيدة، عن نيتها الإفراج غدًا السبت عن أربع مجندات إسرائيليات ضمن إطار صفقة "طوفان الأقصى" لتبادل الأسرى.

الأسماء التي كشف عنها تشمل المجندات:

1. كارينا أرف
2. دانييل جلبوع
3. نعمة ليي
4. ليري الباج.

في الوقت نفسه، أكد مكتب إعلام الأسرى التابع لحركة حماس أن الحركة بانتظار قائمة الأسرى الفلسطينيين الذين ستفرج عنهم إسرائيل ضمن الصفقة، وتشمل القائمة المتوقعة 120 أسيرًا محكومين بالسجن المؤبد و80 آخرين من أصحاب الأحكام العالية، وفقًا للمعايير التي وضعتها حماس.

مفاوضات معقدة وضغوط داخلية وخارجية

في تل أبيب، تصاعدت الضغوط الشعبية بعد أن أغلق أهالي الأسرى الإسرائيليين شارع "أيلون" الحيوي مطالبين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بتسريع إتمام الصفقة، وسط اتهامات له بالتباطؤ تحت ضغط وزير المالية بتسلئيل سموتريتش.

من جهة أخرى، أشار الصحفي المختص بالشؤون الإسرائيلية وديع عواودة، إلى وجود توترات داخل الحكومة الإسرائيلية بشأن القائمة التي قدمتها حماس، حيث تتهم إسرائيل الحركة بانتهاك الاتفاق من خلال إعلان أسماء لم تكن متفقًا عليها مسبقً، وأوضح عواودة أن الحكومة الإسرائيلية تحاول تضخيم القضية وإثارة الجدل حول أسماء الأسرى لضمان شروط أفضل في المفاوضات المستقبلية.

الموقف الإسرائيلي حسابات سياسية ومعضلة التنازلات

الحكومة الإسرائيلية تواجه ضغوطًا متعددة الأطراف، أبرزها الضغوط الأمريكية التي تسعى لدفع الصفقة قُدمًا تحت مظلة وسطاء دوليين، ويرى المحلل السياسي أحمد الحيلة أن نتنياهو يواجه مأزقًا سياسيًا كبيرًا؛ إذ أن نجاح الصفقة يظهره بموقف ضعيف أمام الشارع الإسرائيلي، خاصة مع إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين المحكومين بأحكام ثقيلة.

وأشار الحيلة إلى أن إسرائيل قد تحاول استغلال المرحلة الثانية من الصفقة، والتي تشمل إطلاق المزيد من الأسرى، لتعطيل العملية أو فرض شروط جديدة.

قائمة الأسرى الفلسطينيين حماس تتحكم بالأسماء

وفقًا لمتابعات سابقة، فإن حركة حماس تضع قائمة بالأسماء المطلوبة للإفراج، بينما تحتفظ إسرائيل بحق الاختيار ضمن الأعداد المحددة، اللافت أن اسم الأسير زكريا الزبيدي، أحد أبرز قادة كتائب شهداء الأقصى، قد تصدر القائمة، وسط تقارير عن تعرض عائلته للتنكيل اليوم من قبل قوات الاحتلال.

أبعاد الصفقة بين الإنسانية والسياسة

الصفقة، التي فرضت نفسها على نتنياهو بفعل الضغوط الشعبية والدولية، تعكس صراعًا داخليًا في الحكومة الإسرائيلية بين تحقيق مكاسب إنسانية وضمان تماسكها السياسي، ومع استعداد الطرفين لإتمام المرحلة الأولى من الصفقة غدًا، يبقى السؤال: هل ستفتح هذه الصفقة الباب لمفاوضات أوسع، أم ستكون محطة جديدة في تعقيدات المشهد السياسي بين غزة وتل أبيب؟