في تطور لافت يثير الجدل حول دور الدراما في تشكيل الوعي الاجتماعي، كشف الإعلامي العسكري اليمني راشد معروف عن مؤامرة خطيرة تستهدف القبائل اليمنية عبر بعض المسلسلات التي يتم إنتاجها وعرضها على الشاشات.

وأكد المعروف أن هذه الأعمال الفنية ليست مجرد ترفيه، بل هي أداة تُستخدم بشكل ممنهج لتشويه سمعة القبائل وتعميق الصور النمطية السلبية عنها.

وفي تغريدة نشرها على حسابه الرسمي بمنصة "إكس" (التي كانت تُعرف سابقاً بتويتر)، قال راشد معروف إن هناك تحذيراً ضرورياً يجب إيصاله للرأي العام بشأن هذه المؤامرة.

وأشار إلى أن بعض المسلسلات تسعى لتصوير القبائل اليمنية، وخاصة تلك الموجودة في مناطق مثل مأرب والجوف، بأنهم "قطاع طرق ومتخلفين".

وأوضح أن هذا النوع من التصوير السلبي لا يقتصر فقط على الإساءة المباشرة لهذه القبائل، بل يؤدي أيضاً إلى ترسيخ نظرة سلبية لدى المجتمع تجاه هذه الفئات قد تستمر لعقود طويلة.

وأعطى معروف مثالاً واضحاً على هذه القضية من خلال استعراض حالة مسلسل "همي همك"، الذي تعرض لهجوم واسع بسبب إساءته لأبناء تهامة.

وقال: "مسلسل همي همك كان نموذجاً صارخاً لإساءة تمثيل فئة معينة من الشعب اليمني. حتى اليوم، ما زالت نظرة المجتمع تجاه أهل تهامة متأثرة بهذا العمل، حيث صُوِّرَ أبناؤها على أنهم خائفون وغير قادرين على الدفاع عن حقوقهم، بل وأحياناً كأشخاص أغبياء ومحتاجين للرحمة."

وأشار إلى أن اللهجة التهامية لم تنجُ أيضاً من الإساءة، حيث صوّرها المسلسل بطريقة متكلفة وغير دقيقة، مما أثار سخرية واستهزاء.

واستطرد قائلاً: "اليوم، نشهد نفس النهج في مسلسل السعيدة ، الذي يحاول الإساءة للقبائل اليمنية بشكل عام، ولأهل مأرب بشكل خاص."

وحذّر المعروف من استمرار هذا النوع من الأعمال، مشدداً على أن عواقبه ستكون وخيمة. وأكد أنه إذا لم يتوقف هذا التوجه، فإن الأجيال القادمة ستظل تعاني من هذه الصور النمطية السلبية التي ترسخت في ذهن الجمهور.

وأكد راشد معروف أن هذه الأعمال الفنية تسهم في تكوين صورة مشوهة عن القبيلي اليمني، بحيث يصبح لدى المشاهدين انطباع غير دقيق بأن القبيلي هو مجرد "لص قاطع طريق ومتخلف".

وفي ختام تصريحه، وجه رسالة شديدة اللهجة لكل من يقف خلف هذه الأعمال قائلاً: "هذه نصيحتي لكم: إذا استمريتم في هذا الطريق، ستندمون لاحقاً، ولكن حينها سيكون الندم بلا جدوى."

يأتي هذا التصريح في وقت تتصاعد فيه النقاشات حول دور الدراما في تعزيز الوحدة الوطنية أو تشويه الهوية الثقافية للمجتمعات.

ويبدو أن الإعلامي العسكري يسعى من خلال هذه التغريدة إلى لفت انتباه المسؤولين والمبدعين في مجال الدراما إلى أهمية تحمل المسؤولية الاجتماعية عند تقديم أي عمل فني يتعلق بالمجتمعات المحلية.