قال اللواء الدكتور رضا فرحات، نائب رئيس حزب المؤتمر، أستاذ العلوم السياسية إن دعوة زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد لتولي مصر إدارة قطاع غزة لفترة زمنية مقابل إلغاء ديونها الخارجية، هي محاولة مكشوفة للالتفاف على الثوابت المصرية والعربية فيما يخص القضية الفلسطينية، وتهدف إلى تصدير أعباء الاحتلال الإسرائيلي إلى دول الجوار بدلا من إنهاء الاحتلال والالتزام بحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة.

وأكد فرحات أن مصر ترفض مثل هذه الأطروحات، التي لا تعدو كونها أنصاف حلول من شأنها تأجيج الصراع بدلا من تسويته بشكل عادل ونهائي مشيرا إلى أن موقف مصر كان واضحا منذ البداية بأن قطاع غزة والضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، هي أراضي فلسطينية يجب أن تخضع بالكامل للسيادة والإدارة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبدأ حل الدولتين.

وأضاف أستاذ العلوم السياسية أن ما طرحه لابيد يكشف عن محاولات إسرائيلية مستمرة للتنصل من مسؤولياتها كسلطة احتلال، والسعي لتحميل أطراف أخرى مسؤولية ما آلت إليه الأوضاع في غزة بسبب الحصار الإسرائيلي المتواصل، والتصعيد العسكري الذي دمر البنية التحتية وأدى إلى أزمة إنسانية غير مسبوقة لافتا إلى أن مصر، التي لطالما دعمت القضية الفلسطينية ووقفت إلى جانب الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، لا يمكن أن تقبل بأي طرح يمس هذه الثوابت و أن الحل الوحيد يكمن في إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وتمكين الشعب الفلسطيني من إقامة دولته المستقلة على حدود 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وأوضح أستاذ العلوم السياسية أن مصر ستواصل جهودها الدبلوماسية الحثيثة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وتأمين دخول المساعدات الإنسانية، والعمل على تحقيق تهدئة مستدامة، ولكنها لن تقبل بأي صيغة من شأنها شرعنة الاحتلال أو فرض حلول غير واقعية لا تحقق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية والاستقلال.