نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بالقوة العسكرية.. إسرائيل تعيد صياغة ملامح جنوب سوريا - عرب فايف, اليوم الأربعاء 26 فبراير 2025 01:48 مساءً
تشهد المنطقة الجنوبية من سوريا تصعيدًا عسكريًا إسرائيليًا يهدف إلى إعادة رسم ملامحها، ليس فقط من منظور الردع الأمني، بل أيضًا من خلال فرض واقع جديد، وفقًا لما أعلنه وزير الدفاع الإسرائيلي إسرائيل كاتس، الذي شدد على أن تل أبيب لن تسمح بأن يتحول جنوب سوريا إلى نسخة أخرى من جنوب لبنان.
تصعيد عسكري إسرائيلي في الجنوب السوري
شنَّ الجيش الإسرائيلي مؤخرا غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية في جنوب العاصمة دمشق، تزامنًا مع توغل بري في ريفي القنيطرة ودرعا.
في تصريح لـ"سكاي نيوز عربية"، قال الكاتب والباحث السياسي السوري غسان إبراهيم إن "هناك قلقًا إقليميًا وحتى سوريًا داخليًا من مستقبل البلاد، في ظل حكومة هشة ونفوذ إسلامي داخل دمشق، مما يدفع دول الجوار، بما في ذلك إسرائيل، إلى اتخاذ إجراءات استباقية".
من جهته، أكد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق مائير كوهين أن "إسرائيل لم تنتهك الأراضي السورية منذ اتفاق فك الارتباط عام 1974 وحتى اندلاع الثورة السورية، لكن التدخل الإيراني بطلب من الرئيس بشار الأسد بعد ذلك أدى إلى خرق الاتفاق".
وأضاف أن إسرائيل ترى أن الاستقرار في جنوب سوريا يجب أن يتم عبر نزع السلاح ومنع وجود الجيش السوري أو أي تنظيمات أخرى في المنطقة، مما يجعلها منطقة عازلة وفقًا للرؤية الإسرائيلية.
الأهداف الإسرائيلية بين الأمن وإعادة رسم الخرائط
يرى مراقبون أن إسرائيل تحاول استغلال الأوضاع في سوريا لفرض حائط أمني داخل الجنوب السوري، وسط حالة عدم الاستقرار الداخلي.
ويعتقد غسان إبراهيم أن "إسرائيل لا تهدف إلى التوسع الجغرافي، بل إلى البحث عن الأمن والاستقرار عبر خلق واقع سياسي جديد".
أما الدبلوماسي الإسرائيلي كوهين، فيؤكد أن "إسرائيل لا تريد فرض شروطها السياسية على سوريا، لكنها ترى أن استقرارها يجب أن يكون فيدراليًا، حيث يتم تقسيمها إلى مناطق". وأضاف: "استقرار سوريا وفقًا لهذا النموذج يمنع التأثير الإيراني والتركي، ويحقق مصالح إسرائيل الأمنية".
إسرائيل والاتفاقيات الإبراهيمية.. فرصة للتقارب مع سوريا؟
يعتقد إبراهيم أن "هناك توجهًا سوريًا نحو الانضمام إلى الاتفاقيات الإبراهيمية"، مشيرًا إلى أن "السوريين يدركون أن الصدام مع إسرائيل ليس أولوية، بل إن تحقيق السلام قد يكون أكثر فائدة لهم". وأضاف أن "هناك نقاشات غير رسمية بين أطراف سورية وإدارة ترامب، وهو ما يشير إلى إمكانية حدوث تقارب سياسي جديد".
لكن، وبحسب كوهين، فإن "المسألة تتعلق بمدى استقرار سوريا داخليًا". وأوضح أن "إسرائيل لا تمانع في سلام مع سوريا، بشرط أن تكون هذه الأخيرة مستقرة وتحترم الأقليات"، معتبرًا أن "هذا شرط أساسي لأي تفاهم مستقبلي".
الضغوط الدولية والرد السوري
في ظل استمرار التحركات الإسرائيلية، أصدرت الحكومة السورية قرارات تدين التوغل الإسرائيلي في الجنوب، مطالبة بانسحاب فوري. كما صرّح الرئيس السوري بأن "دمشق مستعدة لاحترام اتفاق فك الارتباط لعام 1974"، وهو ما يثير تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل مستعدة للخروج من هذه السياسة التصعيدية.
في هذا السياق، قال كوهين: "إسرائيل تشعر بقلق كبير من احتمال تكرار سيناريو السابع من أكتوبر"، مشيرًا إلى أن "ما تقوم به إسرائيل في جنوب سوريا يهدف إلى منع تكرار الهجمات التي تعرضت لها من لبنان وغزة".
ماذا بعد التصعيد الإسرائيلي؟
يبدو أن المشهد في الجنوب السوري يظل مفتوحًا على جميع الاحتمالات، بين استمرار التصعيد الإسرائيلي ومحاولات إرساء تفاهمات جديدة. وفيما تعتبر إسرائيل أن "حماية حدودها" هو الهدف الأساسي لتحركاتها العسكرية، يرى الجانب السوري أن هذه العمليات تهدف إلى فرض واقع جديد بالقوة.
وفي ظل استمرار التجاذبات، يبقى السؤال الأهم: هل تتجه المنطقة نحو مزيد من التصعيد، أم أن هناك فرصة لحلول سياسية يمكن أن ترسم مستقبلًا أكثر استقرارًا للجنوب السوري؟
0 تعليق