شهدت سوق الأسهم السعودية (تداول) خلال الأسبوع الماضي ارتفاعًا قياسيًا في ملكية المستثمرين الأجانب، مما يعكس تزايد الثقة في السوق المحلي واستمراره كوجهة استثمارية رئيسية. وجاء هذا النمو مدفوعًا بارتفاع استثمارات المستثمرين المؤهلين، وهي الفئة الأكثر تأثيرًا بين المستثمرين الأجانب، حيث ضخوا مليارات الريالات في الأسهم السعودية، مما عزز إجمالي ملكيتهم في السوق.

قفزة في استثمارات الأجانب وسط تحسن السوق

وفقًا للتقرير الأسبوعي الصادر عن "تداول"، ارتفعت قيمة ملكية الأجانب في سوق الأسهم السعودية بمقدار 2.55 مليار ريال سعودي (ما يعادل 680.37 مليون دولار أمريكي)، لتصل إلى 438.54 مليار ريال (116.94 مليار دولار)، مقارنة بـ 436.19 مليار ريال (116.26 مليار دولار) في الأسبوع الذي سبقه.

ويعكس هذا الأداء الإيجابي زيادة جاذبية السوق السعودي، خاصة بعد الإصلاحات الاقتصادية والتحولات التي تهدف إلى تعزيز الاستثمار الأجنبي ضمن إطار رؤية 2030.

المستثمرون المؤهلون يقودون الارتفاع

لعب المستثمرون المؤهلون دورًا رئيسيًا في تعزيز ملكية الأجانب، حيث ارتفعت استثماراتهم بمقدار 2.34 مليار ريال (622.97 مليون دولار)، مما رفع إجمالي قيمة أسهمهم إلى 354.54 مليار ريال (94.54 مليار دولار)، مقارنة بـ 352.2 مليار ريال (93.92 مليار دولار) في الأسبوع السابق.

وتعكس هذه الزيادة الثقة القوية من المستثمرين المؤهلين في السوق السعودية، حيث يرون أنها قادرة على تحقيق عوائد طويلة الأجل، خاصة مع التوسع في القطاعات غير النفطية وتحفيز بيئة الاستثمار المؤسسي.

تزايد اهتمام المستثمرين الخليجيين بسوق الأسهم السعودية

لم يقتصر الارتفاع في الملكية الأجنبية على المستثمرين العالميين، بل امتد ليشمل المستثمرين من دول الخليج، الذين عززوا استثماراتهم في السوق السعودية. فقد سجلت قيمة الأسهم المملوكة للخليجيين زيادة قدرها 1.39 مليار ريال (370.1 مليون دولار)، مما رفع إجمالي ملكيتهم إلى 78.07 مليار ريال (20.82 مليار دولار)، مقارنة بـ 76.68 مليار ريال (20.45 مليار دولار) في الأسبوع السابق.

ويؤكد هذا النمو على جاذبية السوق السعودية للمستثمرين الإقليميين، خاصة مع استمرار الخطط الاقتصادية الرامية إلى تنويع مصادر الدخل وتوسيع الأسواق المالية.

تراجع ملكية المستثمرين السعوديين رغم قوة السوق

وعلى الجانب الآخر، سجلت ملكية المستثمرين السعوديين تراجعًا ملحوظًا بواقع 44.18 مليار ريال (11.78 مليار دولار)، لتنخفض إلى 9.723 تريليون ريال (2.593 تريليون دولار)، مقارنة بـ 9.767 تريليون ريال (2.604 تريليون دولار) في الأسبوع السابق.

وجاء هذا التراجع مدفوعًا بانخفاض ملكية المؤسسات السعودية بنحو 24.52 مليار ريال (6.54 مليار دولار)، بالإضافة إلى انخفاض ملكية الأفراد بمقدار 19.66 مليار ريال (5.24 مليار دولار).

ورغم هذا التراجع، لا تزال السوق السعودية تتمتع بأكبر قاعدة استثمارية محلية في المنطقة، حيث يمثل المستثمرون السعوديون النسبة الأكبر من إجمالي حجم التداولات في السوق.

انخفاض القيمة السوقية الإجمالية رغم الأداء القوي للأجانب

رغم الارتفاع الملحوظ في استثمارات الأجانب، سجلت القيمة السوقية الإجمالية للأسهم المدرجة في السوق الرئيسية انخفاضًا بمقدار 40.24 مليار ريال (10.73 مليار دولار)، لتصل إلى 10.239 تريليون ريال (2.730 تريليون دولار).

ويعود هذا الانخفاض إلى التراجع في ملكية المستثمرين السعوديين، رغم الأداء القوي للاستثمارات الأجنبية والخليجية.

التوقعات المستقبلية: استمرار جاذبية السوق للمستثمرين الدوليين

مع استمرار الإصلاحات الاقتصادية في المملكة وزيادة انفتاح السوق على الاستثمارات الأجنبية، يتوقع الخبراء أن يستمر إقبال المستثمرين الدوليين، خاصة مع المبادرات الرامية إلى تعزيز الشفافية وتحسين بيئة التداول.

ويظل السوق السعودي واحدًا من أبرز الأسواق الناشئة، حيث يواصل جذب الاستثمارات من مختلف أنحاء العالم، مما يعزز موقعه كأحد المحركات الرئيسية للنمو الاقتصادي في المنطقة.