نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بين الدبلوماسية والمصالح.. لماذا اختار ترامب السعودية لاستضافة قمته مع بوتين؟ - عرب فايف, اليوم الجمعة 14 فبراير 2025 02:04 صباحاً
أثار إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن المملكة العربية السعودية قد تكون الموقع المحتمل لقمة السلام التي ينوي عقدها مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين جدلًا واسعًا، خاصة وأن المحطات التقليدية لمثل هذه اللقاءات عادة ما تكون في أوروبا، مثل جنيف وهلسنكي وبراغ وفيينا وبراتيسلافا.
ولكن بالنسبة لترامب ومستشاريه، فإن اختيار السعودية ليس مفاجئًا، بل يبدو منطقيًا تمامًا، نظرًا لمجموعة من العوامل السياسية والجيوسياسية التي تجعلها المرشح الأمثل لاستضافة هذا الحدث الاستثنائي.
أوروبا.. ساحة غير مرحب بها لموسكو
على الرغم من أن عدة دول أوروبية، مثل صربيا وسويسرا، عرضت استضافة القمة، فإن القيادة الروسية لم تتحمس لهذه الخيارات. والسبب الرئيسي هو أن معظم الدول الأوروبية اتخذت موقفًا صارمًا ضد روسيا منذ بداية غزو أوكرانيا، حيث فرضت عقوبات اقتصادية ودبلوماسية قاسية على موسكو، بل وأصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق بوتين، مما يجعل زيارته لأي دولة أوروبية محفوفة بالمخاطر القانونية والسياسية.
في المقابل، حافظت السعودية على موقف محايد، ولم تنضم إلى العقوبات الغربية ضد روسيا، وهو ما يجعلها خيارًا آمنًا لبوتين من الناحية الدبلوماسية والقانونية.
السعودية.. بيئة آمنة بعيدة عن العداء الأوروبي
إضافة إلى موقفها المحايد، فإن السعودية ليست عضوًا في المحكمة الجنائية الدولية، مما يعني أن بوتين يمكنه السفر إليها دون الخوف من الاعتقال أو الضغوط السياسية.
كما أن العلاقات السعودية-الروسية شهدت تحسنًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، حيث تمكن ولي العهد الأمير محمد بن سلمان من الحفاظ على علاقات متينة مع بوتين، حتى بعد الحرب في أوكرانيا، وهو ما يميز الرياض عن عواصم غربية أخرى.
العلاقات الشخصية بين ترامب ومحمد بن سلمان
أحد العوامل الحاسمة التي دفعت ترامب لاختيار السعودية هو العلاقة القوية التي تربطه بولي العهد السعودي، والتي تعززت بشكل كبير خلال فترة رئاسته.
وقد أظهر محمد بن سلمان دعمه القوي لترامب، وكان أول زعيم عالمي يتصل به هاتفيًا بعد أدائه اليمين الدستورية، وهو ما يعكس الثقة والتفاهم بين الطرفين.
كما لعب ولي العهد دورًا أساسيًا في التوسط في عمليات تبادل الأسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، وهو ما زاد من وزنه السياسي على الساحة الدولية، ودفع ترامب إلى النظر إليه كشريك رئيسي في جهود السلام.
وقال ترامب في المكتب البيضاوي عند سؤاله عن اختيار السعودية:
"نحن نعرف ولي العهد، وأعتقد أنها ستكون مكانًا جيدًا للغاية لعقد القمة."
دور السعودية المتنامي في القضايا الدولية
لا تقتصر أهمية السعودية على كونها موقعًا آمنًا لبوتين، بل إنها أصبحت لاعبًا رئيسيًا في الجهود الدبلوماسية الدولية، وهو ما ظهر جليًا في استضافتها لقمة جدة للسلام بشأن أوكرانيا العام الماضي، والتي جمعت قادة عالميين لمناقشة حل الأزمة الأوكرانية.
كما لعبت الرياض دورًا حاسمًا في تبادل المعتقلين بين موسكو وواشنطن، حيث نجحت في تأمين أكبر صفقة تبادل بين البلدين منذ الحرب الباردة، وهو ما جعلها تحظى بتقدير واسع من الجانبين الأمريكي والروسي.
وأكد ستيف ويتكوف، مبعوث ترامب الذي ساعد في التفاوض على تبادل المعتقلين، أن الأمير محمد بن سلمان كان محركًا رئيسيًا خلف الكواليس، وساهم في إنجاح المفاوضات بين الجانبين.
وقال ويتكوف لشبكة CNN:
"كان للأمير محمد بن سلمان صداقة قوية للغاية مع الرئيس ترامب، وكان مشجعًا ودافعًا لتحقيق النتائج الصحيحة، مما جعله شريكًا لا غنى عنه في هذه الجهود."
هل تنجح السعودية في لعب دور الوسيط بين واشنطن وموسكو؟
مع تصاعد الحديث عن هذه القمة المحتملة، يبقى السؤال:
هل يمكن للسعودية أن تكون وسيطًا فعالًا في تحسين العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا؟
في ظل التوترات العالمية المتزايدة، والعزلة التي تواجهها موسكو، والسياسة غير التقليدية التي ينتهجها ترامب، فإن الرياض قد تكون الخيار الأمثل لإعادة بناء قنوات الحوار بين الجانبين.
ولكن في الوقت نفسه، يواجه هذا المقترح عقبات كبيرة، خاصة مع الرفض المحتمل من بعض أعضاء الكونجرس الأمريكي وحلفاء واشنطن في أوروبا، الذين قد يعتبرون خطوة ترامب بمثابة تجاوز للتحالفات التقليدية
0 تعليق