"الطبلاوي " وش الخير علي الوادي - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"الطبلاوي " وش الخير علي الوادي - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 11 فبراير 2025 06:30 مساءً

"الجمهورية أون لاين" تسلط الضوء علي هذه الملحمة الزراعية. حيث نجح محمد عزت الطبلاوي وإخوته في تحويل قطعة أرض قاحلة إلي مشروع منتج. يساهم في تحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضراوات. ويقدم نموذجًا فريدًا للزراعة المستدامة.
علي مسافة 80 كيلو متر غرب مركز الداخلة هناك قصة تستحق أن تروي. لأنها تعكس طموحات الشباب المصري. وقدرتهم علي تحويل التحديات إلي فرص. والأحلام إلي واقع ملموس.

"الجمهورية أون لاين" في قلب الصحراء . ترصد قصة نجاح أسرة مكونة من 5 أشقاء جاءوا إلي مركز الداخلة باحثين عن بداية جديدة في أرض الفرص والاحلام . ضاربين بذلك أروع المثل والتحمل من أجل إثبات الذات فكانوا علي موعد مع التخرج بتقدير امتياز . وبمرور الايام أصبح لديهم قصة ملهمة كالشمس المشرقة . تُجسد إرادة 

شباب مصر الصلبة وقدرتهم علي تحويل المستحيل إلي واقع مُعاش . ليصبح "محمد الطبلاوي" وإشقائه بمثابة نموذجا يشار اليه بالبنان . فهم ليسوا مجرد قصة نجاح زراعي. بل لكونهم ايقونة تحدي وملحمة كفاح. تُعيد صياغة مفهوم العمل الجاد. وتُثبت أن الإصرار والعرق قادران علي تحويل الصحراء القاحلة إلي جنة خضراء.
لم تكن رحلة "الطبلاوي" وإخوته برفقة والدهم سهلة بالمرة . بل كانت مليئة بالتحديات ونزيف البدايات . بدءا من ارتفاع درجة حرارة المياه إلي ملوحة التربة واقتحام الأسواق في مواجهة هيمنة التجار . إلا أنهم بفضل الله وعنايته ثم بفضل خبراتهم المتراكمة وروح الفريق الواحد. استطاعوا ابتكار حلولًا زراعية ملائمة لطبيعة التربة والمناخ مقارنة بإيجاد الحلول المناسبة لمعالجة المياه . خفضت التكاليف. وزادت الإنتاجية. وحوّلت مساحة من الأرض القاحلة إلي مصدر خير وانتاج وفير غير مألوف بلغ 50 طن طماطم للفدان الواحد.

تجاوز الشاب المناضل وأشقاؤه مجرد زراعة الخضروات. بل أرسوا نموذجًا يحتذي به في الزراعة المستدامة. وفي تقديم الأسعار المناسبة للمواطنين . فهم لم ينظروا إلي الأرض كصفقة رابحة. بل كأمانة يجب رعايتها. وكحق مستحق لأهل المحافظة علي اتساع رقعتها الجغرافية وتباعد مراكزها الإدارية يجب تلبيته . وبإصرارهم. قدموا مثالًا حيًا يؤكد علي أن النجاح الحقيقي يكمن في خدمة المجتمع وتحقيق الاكتفاء. وليس فقط في جني الأرباح والتباهي في حضرة الكبار.

"الجمهورية أون لاين" التقت عائلة "الطبلاوي" في حوار خاص للوقوف علي نتائج المشروع وعوامل النجاح والرؤية المستقبلية لضمان استمرارية معدلات الإنتاج والفرص المتاحة نحو امكانية التعميم علي مستوي مراكز المحافظة لتحقيق الاكتفاء . وقد بات لديهم رصيد كاف من الشعبية الجماهيرية والثقة المتبادلة مع رعاة التنمية وداعمي الإنجاز لتمنحهم بذلك فرصة إعادة كتابة تاريخ الزراعة واستغلال المساحات الشاسعة التي تتمتع بها أرض الواحات . ليُثبتون أن "جنة مصر" ليست حلمًا بعيد المنال. بل هي واقع يستحق البذل والعطاء في سبيل أن يتحقق بعرق الجبين وإخلاص العمل بضمير ابتغاء مرضاة الله.

بدأت قصة محمد عزت رضوان الشهير بالطبلاوي 41 سنة في أغسطس 2021. عندما قرر الانتقال إلي محافظة الوادي الجديد بعد خبرة مهنية طويلة اكتسبها في مجال زراعة الخضراوات والفاكهة بمختلف محافظات مصر وعدد من الدول العربية . وعندما قرر العودة إلي مسقط رأسه والبحث عن مشروع يضمن له دخلا ثابتا منحه القدر فرصة ذهبية فكانت نقطة التحول عندما تعرف علي أحد أبناء الوادي الجديد. والذي شجعه علي الاستثمار في الزراعة بالمنطقة. وبالأخص زراعة الخضروات التي تعاني من بعض المشاكل مثل آفة "توتا أبسلوتا".

يقول محمد رضوان الطبلاوي . أن قدومه إلي محافظة الوادي الجديد جلب إليه الخير الوفير والأرباح والذي كان بمثابة نقطة تحول فارقة في حياته ومستقبل أشقائه بعد نجاح تجربة مشروعه لانتاج اصناف متنوعة من الخضر مثل الطماطم والخيار والفلفل والبصل وغيرهم علي مساحات تصل إلي 30 فدان زراعات مكشوفًة وليس داخل أنفاق . مع التركيز علي تقوية الجذور وتدفئة النباتات ومعالجة ملوحة المياه . حيث نجح في خفض تكلفة الفدان الواحد إلي حوالي 20 ألف جنيه. مقارنة بـ 100 ألف جنيه في مناطق أخري.

أضاف الطبلاوي . أن النتيجة كانت مذهلة . حيث حقق محصول الطماطم إنتاجية وجودة عالية. والذي نال أشادة المسؤولون المحليون. . وعلي إثر ذلك قام بتوزيع المحصول علي القري والمحليات بأسعار رمزية تتراوح بين 4 و5 جنيهات للكيلو. مساهمًا بذلك في توفير الخضروات الطازجة للمواطنين بأسعار تنافسية أقل بكثير عن اسعار السوق . مؤكداً استمرار إنتاج الطماطم بمعدل 500 قفص يوميًا لمدة ثلاثة أشهر. مما شكل نجاحًا كبيرًا لمشروعه علي مدار عامين متتاليين.

يكشف "الطبلاوي" لـ "الجمهورية أون لاين" في تصريحات خاصة عن "سر الأرض" الذي كان وراء نجاح مشروعه الزراعي. موضحًا أن البداية كانت في التغلب علي تحدي ملوحة المياه الجوفية بالمعالجة الدقيقة مع التبريد أو التدفئة حسب تقلبات المناخ . حيث اعتمد علي معالجة المياه بفكر جديد وتجارب علمية متطورة . ثم التحول إلي نظام الري بالتنقيط بدلًا من الري بالغمر. مشيرا إلي أن هذا التحول أحدث نقلة نوعية في الإنتاجية. إذ حقق 50 طنًا من الطماطم للفدان الواحد. مقارنة بـ 35 طنًا فقط عن طريق نظام الري بالغمر . كما أرجع "الطبلاوي" هذا النجاح أيضًا إلي "الخواص الفريدة" لتربة الوادي الجديد. الغنية بالمعادن الطبيعية بكميات كبيرة. والتي تعمل كمخصبات طبيعية للمحاصيل. مثل الفسفور والبوتاسيوم والمنجنيز والمغنيسيوم والحديد والكالسيوم الموجودين في المياه وغيرها من العناصر التي تمنح النباتات صلابة وقدرة علي مواجهة التغيرات المناخية.

وفي سياق حديثه عن التحديات التي تواجه مشروعه. ناشد 'الطبلاوي' محافظ الوادي الجديد. اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط. تقديم التسهيلات اللازمة لتوصيل الكهرباء إلي مشروعه المقام علي مساحة 100 فدان لإنتاج الخضروات . معللا ذلك لما فيه ضرورة ملحة لضمان استدامة الإنتاج. وتطوير العمليات الزراعية. وتحسين كفاءة الري بالتنقيط . موضحا بأن ما قدمه المحافظ له من دعم يعد نموذجًا حيًا لرؤيته الثاقبة في تمكين المشروعات الجادة والمنتجة. وتجسيدًا لاهتمامه بتطلعات الشباب الطموح من أبناء المحافظة.

يشاركه الرأي شقيقه الأصغر "صلاح" في السنة الثالثة لكلية إعلام الإسكندرية بتقدير امتياز . مضيفاً بأنه منذ اللحظات الأولي لتسلم شقيقه "الطبلاوي" لمشروعه. لم يتردد المحافظ في تقديم كافة أوجه الدعم والتسهيلات. بدءًا من الموافقة الفورية علي تخصيص مساحة 100 فدان لإنتاج المحاصيل الأساسية والخضروات. ومرورًا بتذليل كافة العقبات . وصولًا إلي توفير مناخ استثماري جاذب ومشجع . واصفًا إياه بـصاحب "الرؤية الثاقبة للمشروعات المنتجة". مؤكدًا أن "حجم التسهيلات والتيسيرات التي قدمها المحافظ لم تكن لتتحقق لولا حرصه الشديد علي دعم الاستثمار. وتمكين الشباب. وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضر والسلع الأساسية".

دعا والد "الطبلاوي" المزارعين إلي ضرورة الاستفادة من هذه المزايا لتعزيز الإنتاج وتحقيق أرباح مجزية . مشددا علي ضرورة التحول إلي نظام الري بالتنقيط كبديل للري بالغمر. في ظل انخفاض تكلفة إيجار الفدان بالمحافظة مقارنة بالمناطق المجاورة . ما يتيح للمزارعين تحقيق أقصي استفادة من الموارد المتاحة . معرباً عن تقديره البالغ لجهود المحافظ وتبنيه الاتجاه إلي زراعة الخضروات والفاكهة. لما تتمتع به المحافظة من مقومات الاكتفاء الذاتي. ونظرًا لضخامة المساحات الشاغرة. وعدم الحاجة إلي جلب محاصيل من المحافظات المجاورة بأسعار متفاوتة ومبالغ فيها . مهيبا بالشباب الاقتداء بتجارب السابقين. والاستعانة بتطبيقات العلم الحديث في تنفيذ المشروعات الزراعية. لضمان تحقيق أعلي مستويات النجاح.

وقال صابر حنفي. رئيس قرية الموهوب بمركز الداخلة . أن المنطقة المنفذ بها المشروع تحظي باهتمام كبير وإقبال من جميع منافذ الوحدات القروية لشراء كافة منتجات المزرعة بأسعار مخفضة للغاية . مشيدا بجهود ونتائج المشروع والقائمين علي تنفيذه والذي يشهد حاليًا حفر بئر وتجهيز الأرض لتركيب الطاقة الشمسية. بالإضافة إلي الاستعداد لزراعة محاصيل جديدة مثل البصل والثوم والبطيخ والكنتالوب . مؤكدا علي أن نجاح مثل هذه المشروعات المنتجة لم يكن ليتحقق لولا دعم ومساندة القيادة التنفيذية . بالإضافة إلي التعاون الكبير من أهالي الوادي الجديد.

وجه الدكتور محسن عبدالوهاب نقيب الزراعيين بالوادي الجديد الشكر والتقدير لكل نموذج مكافح يسعي لتحقيق الذات ودعم روافد التنمية والإنتاج . مشيرا إلي أن هيبة الصحراء ومقومات النجاح جعلت الطبلاوي وأشقاؤه. ينهضون بقلوبي مؤمنة. وعقولي متقدة. وأيدي خبيرة. ليزرعوا الأمل في قلب الصحراء. ويُحوّلوا رمالها إلي خضرة. وصمتها إلي معاول حرث وشبكات وطاقة متجددة . مؤكداً بأنهم لم يأتوا إلي هذه الأرض بحثًا عن الثروة. بل جاءوا حاملين رسالة. مفادها أن أرض مصر قادرة علي أن تُطعم أبناءها. وأن شبابها قادرون علي أن يصنعوا المعجزات.

ووصف احمد عبدالعاطي نقيب إتحاد العماليين بالوادي الجديد رحلة "الطبلاوي" وإشقائه بلقاء قضبي التنمية والتعمير بين أبناء النيل مع محاربي الصحراء لما لديهم من خبرات وثقافات تدفع إلي الرقي والازدهار . مؤكدا بأن هذه الفئة من الشباب قادرين علي قهر الصعاب. واحالة الظلام نورًا. والقحط رخاءً . واردف "لقد واجهوا تحديات وتغلبوا عليها بدءا من قسوة المناخ إلي طبيعة التربة . ولكنهم بفضل الله ثم بفضل خبراتهم ودعم محافظ الإقليم وبفضل روح التعاون والتفاني. استطاعوا أن يبتكروا أساليب زراعية فريدة. تتحدي قوانين الطبيعة. وتنتصر عليها.

وتابع لم يكتفِ "الطبلاوي" وشركاه بتحقيق الاكتفاء الذاتي من الخضروات. بل أرسوا نموذجًا يُحتذي به في المسؤولية المجتمعية. وفي تقديم الأسعار المناسبة للمواطنين . مؤكدا بإن امثال الطبلاوي وإشقائه هي قصة مصر. التي تتجدد فيها الحياة. والتي تنهض من بين الأنقاض. والتي تُثبت كل يوم أنها قادرة علي أن تفاجئ العالم. وأن تُقدم نماذج مُلهمة. تُشعل جذوة الأمل في قلوب الشباب. وتؤكد أن المستقبل لنا. وأن أرضنا ستظل منبعًا للخير. وملاذًا للأمل.

من ناحيته . أكد الدكتور مجد المرسي. وكيل وزارة الزراعة بالوادي الجديد. "أهمية وعي المزارعين" بضرورة متابعة برامج التثقيف الزراعي. والاستعانة بالخبراء والمتخصصين في مجال الإرشاد الزراعي. واستخدام التقنيات الحديثة لتحصين المحاصيل وزيادة الإنتاجية . مشيرا إلي أن وزارة الزراعة تبذل جهودًا كبيرة في تنظيم الدورات التدريبية وورش العمل للمزارعين. بهدف نقل أحدث المعارف والتقنيات الزراعية وتوعيتهم بأهمية اتباع الأساليب العلمية في الزراعة. مشددًا علي أهمية إتباع"الطريق الأمثل" لتحقيق التنمية الزراعية المستدامة والتعاون بين مختلف اطياف المجتمع في ظل تضافر جهود جميع الأطراف المعنية لتحقيق "نهضة زراعية حقيقية" كالتي تشهدها المحافظة علي مدار السنوات الأخيرة.

أكد محافظ الوادي الجديد. اللواء دكتور محمد سالمان الزملوط. دعم المحافظة الكامل لمشروعات الشباب الزراعية. واصفًا إياها بأنها "حجر الزاوية في تحقيق التنمية المستدامة والاكتفاء وتوفير فرص عمل للشباب " . مشيرا إلي أهمية هذه المشروعات نحو تعزيز الإنتاج الزراعي وتوفير الخضروات التي تلبي احتياجات المواطنين. مؤكدًا علي تقديم كافة أوجه التيسيرات والتسهيلات اللازمة لإقامة هذه المشروعات الانتاجية . لتحقيق الاكتفاء الذاتي بالقري علي مستوي المحافظة.

يمكنك مشاركة الخبر علي صفحات التواصل

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق