مالك عبيدات - قال وزير الداخلية الأسبق، المهندس سمير الحباشنة، إن الأردن، كعادته، يواجه بصلابة كل المخططات التي تستهدف كيانه ونظامه السياسي، وذلك من خلال التلاحم بين القيادة والشعب، مبيّنا أن "هذا التلاحم يتجلى اليوم بوضوح، حيث يقف الشعب الأردني والدولة الأردنية في خندق واحد، وفي موقف وطني عروبي فلسطيني واضح لا لبس فيه ولا مجال للتراجع عنه، يقوم على رفض كلّ المخططات التي تهدد الأمن الوطني الأردني، مثل قضية التهجير المطروحة، أو المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية".
وأضاف الحباشنة لـ الاردن24 أننا كأردنيين "نقف إلى جانب أنفسنا وإلى جانب إخواننا العرب في هذا الموقف الحازم الذي لا يقبل النقاش أو التفسير الخاطئ، وهو الموقف الذي سيعلنه الملك في لقائه مع الرئيس الأمريكي وبما يعكس هذا التلاحم الوطني"، لافتا إلى حجم الدعم الشعبي لموقف الملك وحجم التأييد العربي الصلب له.
وأشار الحباشنة إلى أن "البعض كان يراهن على وجود موقف عربي متراخٍ أو غير واضح، ولكن الواقع يؤكد أن الأشقاء المصريين يقفون في نفس الخندق الذي نقف فيه، بالإضافة إلى الموقف القوي من الأشقاء في المملكة العربية السعودية، التي تشكل اليوم محورًا مهمًا بين الدول العربية وعلى المستوى العالمي، ولديها موقف واضح ورافض للتهجير، كما أنها ترفض التطبيع إلا بقيام الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس".
وتابع الحباشنة أن البيان الخماسي الذي صدر عن القاهرة من دول عربية مؤثرة ومعروفة يعكس هذا التلاحم العربي.
ولفت الحباشنة إلى الموقف الدولي أيضا من تصريحات الرئيس الأمريكي، فهناك إجماع دولي على رفض الفكرة التي طرحها دونالد ترامب، والتي لم تؤيدها إلا الحركة الصهيونية، وخاصة الجناح اليميني منها.
وأكد الحباشنة ضرورة أن يتعلّم الأردنيون الدرس من هذه الأحداث والأزمة، "فبعد أن تمرّ هذه الغمامة، يجب أن نعيد النظر في سياساتنا الداخلية، حيث أن التحالف مع الغرب يبقى قويًا ما لم يتعلق الأمر بإسرائيل، فإن هذا التحالف يضعف هذا التحالف. لذلك، يجب تعزيز المناعة الداخلية على جميع الأصعدة: الاجتماعية والاقتصادية والأمنية. وقد سبق أن طرحت فكرة الخدمة الوطنية الإجبارية والجيش الشعبي، بالإضافة إلى ضرورة وجود خطاب إعلامي تعبوي يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح".
وحذّر الحباشنة من اختراق الاحتلال معاهدة وادي عربة، واستغلال أي فرصة تتاح له، كما حدث في سوريا، فنحن أمام عدوّ متربص يبحث عن أي نقطة ضعف في الجسم العربي لينفذ منها، متسائلا "لقد احتل العدّو المزيد من الأراضي، بما في ذلك جبل الشيخ الذي يسيطر على منابع ستة أنهار عربية، منها اليرموك والأردن. وهذا الأمر يُغفل عنه في الخطاب العربي، ولكن ما الذي سيحدث إذا قررت إسرائيل تحويل مجرى هذه الأنهار؟ ما هو الوضع المائي للدول العربية التي تعتمد على هذه الأنهار؟".
وأشار الحباشنة إلى أن الملك وجّه بإطلاق خطة اقتصادية، وهي خطّة جيّدة في معظم بنودها، ولكنني أؤكد على ضرورة أن يكون للاقتصاد بُعد اجتماعي، فنحن لا نريد اقتصادًا يهمل إعادة التوازن في الدخول والمداخيل للشعب الأردني.
وشدد الحباشنة على أنه "لا يجوز أن يستمرّ التباين الكبير في الدخول وبشكل يُسبب المرارة لفئة واسعة من الشعب الفقير، فهذا الأمر يحتاج إلى إعادة نظر. وعندما نقول إن الشعب الأردني ملتف حول قيادته في مشروع وطني ذي بعد عروبي، فيجب أن نضمن أن هذا الشعب محصّن ضد مرض الجوع والبطالة والحاجة".
ودعا الحباشنة إلى تعزيز الجبهة الداخلية اقتصاديًّا واجتماعيًّا، وأن يكون هناك خطاب إعلامي تعبوي ضدّ خطر الاحتلال.
وحول امكانية تهجير الفلسطينيين المقيمين في فلسطين ممن يحملون الجنسية الأردنية، قال الحباشنة: "أعتقد أنه لا توجد أرقام دقيقة، ولكن غالبية حملة البطاقة الصفراء (الأردنيين من أصل فلسطيني) موجودون في الأردن، ويعمل بعضهم في مناصب مسؤولة، أما البقية فهم من حملة البطاقة الخضراء، التي تشبه وثيقة سفر. في جميع أنحاء العالم، بما في ذلك مواطنو دولة الكيان الصهيوني، لكن هناك من يحملون جنسيتين، وهذه القضية تحتاج إلى معالجة قانونية".
وبالنسبة للقواعد الأمريكية في الأردن، قال الحباشنة "إن ما تقدمه الولايات المتحدة جزء يسير من بدل وجود هذه القواعد على الأراضي الأردنية، وإذا قارنا ذلك بما تقدمه للدول الأخرى، نجد أن المبلغ ضئيل. المعونات ليست قضية كبيرة، وأعتقد أن الأردن يمتلك العديد من الأوراق البديلة، فإذا تم حلّ المؤسسات المستقلة، فستحل المشكلة. هذه المساعدات ليست نقطة ضعف يمكن الضغط على الأردن من خلالها".
وطالب الحباشنة بتعزيز التحالفات مع دول أخرى، مثل الصين وروسيا، بالإضافة إلى الدول الإقليمية، ليكون هناك دعم أكبر للأردن.
0 تعليق