نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أيهما أفضل للبنان: أداء الحكومة أم شكلها؟ - عرب فايف, اليوم الأحد 19 يناير 2025 11:53 مساءً
منذ تكليف نواف سلام بتشكيل الحكومة الجديدة في لبنان، بدأ النقاش السياسي والإعلامي يدور حول عدة قضايا تتعلق بالتأليف الحكومي، وخصوصًا ما يرتبط بشكل الحكومة، عدد الوزراء وطبيعة نشاطهم.
وهناك من يطالب بتشكيل حكومة اختصاصيين أو تكنوقراط، بينما يرى آخرون ضرورة تشكيل حكومة سياسية تلبي احتياجات المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان، لاسيما مع طرح أفكار لإعادة تكوين السلطة. كما تُناقش إمكانية تشكيل حكومة مختلطة تجمع بين شخصيات سياسية وأخرى اختصاصية أو شخصيات ذات انتماءات سياسية تمتلك كفاءات في مجالات اختصاصها.
في هذا السياق، يُطرح سؤال جوهري: ما الشكل الأنسب للحكومة المقبلة في لبنان؟ هل الأفضل حكومة سياسية أم حكومة اختصاصيين أم حكومة مختلطة؟ كما يتساءل البعض: هل يوجد في لبنان شخصيات تكنوقراط خالية من الانتماء السياسي لأي طرف؟
حول هذه المسألة، قال عضو “لقاء مستقلون من أجل لبنان” الدكتور بسام الهاشم إن “المطلوب اليوم هو الابتعاد عن منطق المحاصصة، لأن البلد لم يعد يحتمل ذلك”، وأضاف أن “النقاش حول شكل الحكومة يجب أن يُضبط من خلال التركيز على النقاط المرتبطة بأدائها”.
وأكد الهاشم، في حديث لموقع قناة المنار الإلكتروني، أن “برنامج العمل محدد من خلال خطاب القسم الذي ألقاه رئيس الجمهورية جوزاف عون في مجلس النواب”، موضحا أن هذا البرنامج يتضمن “إخراج العدو الإسرائيلي من الأراضي المحتلة، تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، إعادة النازحين إلى مناطقهم، وضع خطة لإعادة إعمار ما دمره العدوان، تحقيق الإصلاح السياسي والقانوني، تنفيذ اتفاق الطائف بالكامل، تعزيز استقلال القضاء، محاسبة الفاسدين، ودفع عجلة النهوض الاقتصادي”.
وأشار الهاشم إلى أن “الأهم هو تنفيذ هذه النقاط، بغض النظر عن كون الحكومة تكنوقراط بالكامل، مختلطة، أو سياسية، بشرط أن تضم أصحاب الكفاءة”، وأضاف “لا يمكن إقصاء أي طرف في لبنان، لأن المرحلة الحالية تتطلب مشاركة الجميع بما يسهم في إعادة بناء الدولة وتشكيل السلطة”.
والواقع أن شكل الحكومة أقل أهمية مقارنة بقدرتها على الإنجاز خلال المرحلة المقبلة، خاصة أنها ستواجه تحديات كبيرة على مختلف الأصعدة، لذلك، لا فرق كبير بين أن يكون الوزير سياسياً يتمتع بالكفاءة أو اختصاصياً يحظى بدعم سياسي، طالما أن الهدف الأساسي هو العمل بما يخدم المصلحة العامة، ويحافظ على التوازنات السياسية في البلاد.
كما أن هناك أمثلة عديدة في لبنان تظهر أن الوزير يمكن أن يجمع بين الخبرة والكفاءة في اختصاصه، مع تمتعه بتأييد سياسي دون أن يكون منتمياً إلى تنظيم حزبي.
في النهاية، يبقى الأهم تشكيل حكومة متناغمة ومنتجة، بعيدًا عن الغرق في تفاصيل قد تضيع الوقت والفرص. الأيام المقبلة ستكشف ما إذا كانت الحكومة ستُعلن خلال الأسبوع المقبل، فلننتظر ونرى.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق