أظهر التصنيف الذي أعده موقع "فيجوال كابيتاليست"، بالاعتماد على بيانات من مجلة "فورتشن"، صورة مدهشة عن القوة الاقتصادية لبعض الشركات العالمية، فقد تجاوزت أرباح العديد من هذه الشركات الناتج المحلي الإجمالي لبعض الدول، ما يعكس ليس فقط الحجم الهائل لهذه الشركات، بل أيضًا الدور المحوري الذي تلعبه في الاقتصادات العالمية، وهذه النتائج تسلط الضوء على مدى تأثير الشركات الكبرى على الاقتصاد العالمي، حيث باتت هذه الكيانات أركانًا أساسية للأسواق المالية.

الشركات الخاصة والعامة شمولية التحليل

لم يقتصر هذا التصنيف على الشركات العامة المدرجة في البورصات فقط، بل شمل أيضًا الشركات الخاصة، مما يضيف بُعدًا شاملًا للتحليل، وقد تم قياس الأرباح الصافية استنادًا إلى معايير دقيقة تضمنت استبعاد الضرائب، الأرباح غير العادية، وتوزيعات المستثمرين من أصحاب الحصص الأقلية، وهذه المقاربة تضمن تقديم صورة دقيقة تعكس الأداء الحقيقي لهذه الشركات.

البيانات حتى 2024 تحليل متعمق

واعتمد التحليل على بيانات مالية مُحدثة حتى نهاية 2024، ما يجعله أحد أكثر التقارير شمولية وحداثة في مجاله، وتُظهر هذه البيانات النمو المطرد الذي حققته الشركات الكبرى، ما يعزز مكانتها في الاقتصاد العالمي ويُظهر اعتماد الدول على هذه الكيانات.

"آبل" رائدة التكنولوجيا رغم التحديات

ومن بين الأسماء البارزة في هذا التصنيف، تظل شركة "آبل" الأمريكية في صدارة المشهد التكنولوجي، رغم تراجعها إلى المركز الثاني من حيث الأرباح، يبرز النجاح المستمر لهواتف "آيفون" إلى جانب النمو الكبير في خدمات الشركة الرقمية ذات الهوامش الربحية العالية كعوامل رئيسية لتعزيز مكانتها.

واستطاعت "آبل" تحقيق هذا الإنجاز بفضل استراتيجيتها المتنوعة التي تركز على الابتكار واستدامة الربحية، ويُعد هذا التصنيف شهادة على قدرتها على الصمود في وجه التحديات الاقتصادية العالمية.

آبل ثاني أكثر الشركات ربحية على مستوى العالم

رغم احتلالها المركز الثاني من حيث الأرباح عالميًا، تحتفظ "آبل" بصدارة الشركات التقنية في العالم، حققت الشركة أرباحًا صافية تقترب من اقتصادات دول صغيرة، مما يبرز قوتها الاقتصادية الهائلة، وقد تمكنت "آبل" من تحقيق هذا النجاح عبر مزيج من الابتكار المستمر، التوسع في خدماتها الرقمية مثل "آبل باي" و"آي كلاود"، بالإضافة إلى الأداء القوي لمبيعات أجهزة "ماك" و"آيباد".

وتعمل "آبل" أيضًا على تعزيز تواجدها في أسواق جديدة، مع التركيز على الاستدامة والطاقة النظيفة في عملياتها، وكل هذه الجهود جعلت الشركة نموذجًا يحتذى به في كيفية تحويل الابتكار إلى محرك رئيسي للنمو والربحية.

ويعكس هذا التصنيف التحول العميق في الاقتصاد العالمي، حيث لم تعد الدول وحدها هي الفاعل الأساسي، الشركات الكبرى أصبحت الآن محركات أساسية للنمو والابتكار، ما يجعلها لاعبًا رئيسيًا في رسم مستقبل الاقتصاد، وبينما تستمر هذه الشركات في تحقيق أرباح ضخمة، يبقى السؤال الأهم: كيف يمكن للمجتمع الدولي تحقيق توازن بين دورها الحيوي وتأثيراتها الاجتماعية والاقتصادية؟

الشركات الأكثر ربحاً على مستوى العالم في عام 2024