نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
رعاية كبار السن.. نموذج إنساني للعدالة الاجتماعية - عرب فايف, اليوم الخميس 16 يناير 2025 11:24 مساءً
كبار السن ليسوا فقط أفرادًا يحتاجون إلى رعاية، بل هم أرواح قدمت الكثير للوطن، تحمّلت مسؤوليات، وأدّت أدوارًا في بناء المجتمع والأسرة على مدى عقود. عندما تولي الحكومة اهتمامًا خاصًا بهم، فإنها لا تمنحهم حقوقًا مستحقة فحسب، بل تُرسل رسالة عميقة بأن وفاء الوطن لا يتوقف عند أي عمر أو مرحلة.
إعطاء الأولوية لكبار السن في الخدمات الصحية والاجتماعية يعكس فهمًا عميقًا لدور هذه الفئة في المجتمع. ومع ذلك، فإن نجاح هذا القرار يتطلب توفير الموارد الكافية والبنية التحتية المناسبة لضمان تنفيذه بالشكل الأمثل. فمثلاً، التوسع في إنشاء مراكز متخصصة للرعاية الصحية والاجتماعية قد يكون ضرورة ملحّة لتلبية احتياجات هذه الفئة المتزايدة.
كما أن إشراك القطاع الخاص والمجتمع المدني في تقديم الدعم لهذه المبادرة يمكن أن يشكّل قيمة مضافة تسهم في تعزيز تأثيرها الإيجابي. على سبيل المثال، يمكن إطلاق برامج شراكة لتوفير خدمات إضافية مثل الدعم النفسي والاجتماعي لكبار السن وأسرهم.
في تجارب دولية مشابهة، نجحت بعض الدول في إنشاء برامج متكاملة لرعاية كبار السن تجمع بين الرعاية الصحية والدعم النفسي والاجتماعي، مثل برامج «الرعاية المجتمعية» التي تشرك الأسر والشباب في تقديم الدعم. ويمكن للمملكة الاستفادة من هذه النماذج لتطوير آليات جديدة تدعم القرار وتعزز من تأثيره.
من المهم أن يكون للمجتمع دور فاعل في تعزيز هذه المبادرة. على الأفراد والمؤسسات تبني مبادرات تطوعية تساهم في تحسين جودة حياة كبار السن، مثل تنظيم زيارات للمسنين أو إطلاق برامج تدريبية للشباب عن كيفية تقديم الرعاية لهم.
هذا القرار لا يؤثر فقط على حياة كبار السن اليوم، بل يسهم أيضًا في تشكيل ثقافة اجتماعية تقوم على احترام الكبار والعناية بهم. عندما يشاهد الشباب كيف يتم تكريم هذه الفئة، فإنهم يتعلمون أن هذه القيم هي أساس المجتمعات المتحضرة.
في الختام، القرار الموفق من النيابة العامة ليس مجرد مبادرة إدارية أو خطوة تنظيمية، بل هو انعكاس حيّ لرؤية القيادة التي جعلت من الإنسان محور اهتمامها، ووضعت كرامته في صميم أولوياتها. إنه تأكيد على الواجب الوطني تجاه فئة غالية وركن أصيل من مجتمعنا، فئة حملت على عاتقها بناء هذا الوطن وصياغة هويته.
هذا القرار يجسّد وفاء القيادة لوعدها بأن يكون لكل فرد مكانته التي يستحقها، ويؤكد أن رعاية كبار السن ليست فقط التزامًا أخلاقيًا، بل هي رسالة تحمل في طياتها تقديرًا عميقًا للتاريخ والإنسان. حين تضع القيادة كبار السن في مقدمة الأولويات، فإنها ترسم صورة مضيئة لمجتمع لا ينسى جذوره، ولا يغفل عن رد الجميل لمن كان لهم الدور الأكبر في ماضيه وحاضره.
0 تعليق