عزز المغرب خلال عام 2024 مكانته كأحد أبرز موردي المنتجات الطازجة إلى السوق الإسباني، مسجلا إنجازا تجاريا يعكس متانة القطاع الزراعي المغربي وكفاءته التنافسية.

ووفقا للتقرير الأخير الصادر عن جمعية المنتجات الطازجة الإسبانية (FEPEX)، بلغت صادرات المغرب نحو إسبانيا ما قيمته 801 مليون يورو بين شهري يناير وأكتوبر، بزيادة قدرها 13% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، ما يؤكد الاعتماد المتزايد للسوق الإسباني على المنتجات المغربية التي استحوذت على نحو ربع وارداته من الفواكه والخضروات.

وجاءت بيرو في المرتبة الثانية بإجمالي صادرات بلغ 501 مليون يورو، تلتها فرنسا بـ426 مليون يورو، ثم البرتغال بـ350 مليون يورو، إلا أن الحضور المغربي يبقى الأكثر بروزا، في ظل استمرار تعزيز العلاقات التجارية بين البلدين، والتي أصبحت تمثل محورا استراتيجيا للتعاون الاقتصادي الإقليمي.

ويواصل القطاع الزراعي الذي يعد ركيزة أساسية للاقتصاد المغربي، إثبات قدرته على تلبية متطلبات الأسواق الخارجية والمنافسة بكفاءة عالية، حيث أسهمت التحسينات المستمرة في تقنيات الإنتاج والتصدير، بالإضافة إلى الجهود الحكومية في دعم الفلاحين وتعزيز البنية التحتية اللوجستية، في تعزيز حضور المغرب كلاعب رئيسي في سوق المنتجات الطازجة العالمية.

وتتعمق العلاقات التجارية بين الرباط ومدريد بصورة ملحوظة، حيث أصبحت إسبانيا الشريك التجاري الأول للمغرب، وقد بلغت واردات إسبانيا من المغرب 9 مليارات يورو خلال عام 2023، في حين سجلت الصادرات الإسبانية نحو المغرب مستوى غير مسبوق بلغ 13 مليار يورو، ما يعكس عمق الروابط الاقتصادية بين البلدين، ونجاح المغرب في تنويع شراكاته الاستراتيجية وتعزيز موقعه كمورد رئيسي للأسواق الأوروبية.

ويمثل هذا التقدم التجاري اللافت نجاح رؤية المغرب الطموحة لتعزيز حضوره في الأسواق الخارجية، عبر الاستفادة من إمكاناته الطبيعية والبشرية لتوسيع آفاق التعاون مع شركائه الاقتصاديين، بما يعزز مكانته كقوة زراعية وتجارية مهمة في المنطقة.