شهدت مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة وتبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل تطورات جديدة خلال الساعات الماضية، ما أثار ردود فعل واسعة على المستويين المحلي والدولي. وأكد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، أن هناك تقدمًا حقيقيًا في ملف الأسرى، مشيرًا إلى أن إسرائيل مهتمة بالتوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن هذه القضية، وأن المفاوضات جارية بشكل مكثف.

وأضاف ساعر في تصريحات له خلال لقائه بنظيره البريطاني، ديفيد لامي، أن إسرائيل ستعرف قريبًا ما إذا كانت حماس مستعدة للمضي قدمًا في الصفقة. كما أشار إلى أن المحادثات الأخيرة التي جرت في القدس، تزامنت مع زيارة لامي، قد شملت قضايا إقليمية هامة مثل إيران وسوريا ولبنان.

من جهة أخرى، أكدت حركة حماس أنها على موعد مع تحرير أسراها في السجون الإسرائيلية قريبًا، داعية المجتمع الدولي والأمم المتحدة إلى التحرك لحماية الأسرى الفلسطينيين ووقف الانتهاكات التي يتعرضون لها في السجون الإسرائيلية. في هذا السياق، أبدت حماس تفاؤلًا بمستقبل قريب للاتفاق مع إسرائيل، وهو ما يراه البعض انفراجة في المفاوضات الجارية.

ورغم هذا التفاؤل، شهدت التصريحات الإسرائيلية ردود فعل سلبية، حيث انتقد وزير المالية الإسرائيلي، بتسلئيل سموتريتش، ما أسماه بـ "صفقة الاستسلام" المتعلقة بتبادل الأسرى، معتبرًا أن الاتفاق المحتمل يمثل "كارثة على الأمن القومي لدولة إسرائيل".

وتأتي هذه التطورات في وقت أكدت فيه مصادر مطلعة على المحادثات أن قطر، التي تلعب دور الوساطة بين الطرفين، قد سلمت لهما مسودة "نهائية" لاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تمهيدًا للموافقة عليها. وأشار المصدر إلى أن هذه الانفراجة جاءت بعد محادثات مكثفة بين قيادات المخابرات الإسرائيلية ومبعوث الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب، إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، ورئيس الوزراء القطري، محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.

وتدور المفاوضات حول اتفاق مرحلي يمتد على مدار 42 يومًا في كل مرحلة، مع وجود نقاط عالقة مثل تمسك إسرائيل بإنشاء منطقة عازلة شمال وشرق القطاع بعمق 2 كيلومتر.

من جهة أخرى، شهدت قطر وصول وفد إسرائيلي رفيع المستوى، ضم رئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي "موساد" ديفيد برنياع ورئيس جهاز الأمن الداخلي "الشاباك" رونين بار، لاستكمال المفاوضات. وفي الوقت ذاته، أبدت الإدارة الأمريكية الجديدة تحت قيادة الرئيس ترامب اهتمامًا بتحقيق هدوء في الشرق الأوسط لتجنب التصعيد في بداية ولايته.

تجدر الإشارة إلى أن حوالي 100 إسرائيلي ما يزالون محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر 2023، مع تقديرات تشير إلى أن نصفهم قد لقوا حتفهم، بينما يقبع آلاف الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، بعضهم محكوم عليه بالسجن المؤبد.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك