سوق الثلاثاء الشعبي في أبها وجهة تراثية اقتصادية وسياحية ذات أهمية تاريخية - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

سوق الثلاثاء رمز تاريخي وثقافي في منطقة عسير

الثلاثاء 25 فبراير 2025 | 03:34 مساءً

سوق الثلاثاء الشعبي في أبها وجهة تراثية اقتصادية وسياحية ذات أهمية تاريخية

سوق الثلاثاء الشعبي في أبها وجهة تراثية اقتصادية وسياحية ذات أهمية تاريخية

واس

يُعتبر سوق الثلاثاء الشعبي الواقع في وسط مدينة أبها واحدًا من أقدم الأسواق الشعبية وأكثرها شهرة في منطقة عسير، ويحمل في طياته تاريخًا طويلًا وأهمية كبيرة من الناحية الثقافية والاجتماعية والاقتصادية. وهو السوق الأشهر في المنطقة ويعد وجهة مفضلة للزوار والسياح المهتمين بالتعرف على تراث المنطقة وحضارتها عن كثب.

دور السوق في التنشيط الاقتصادي والاجتماعي

يشير الباحث والمؤرخ الدكتور عبدالله بن علي آل موسى، مؤلف كتاب 'الأسواق الأسبوعية في منطقة عسير'، إلى أن سوق الثلاثاء في أبها هو من أقدم الأسواق الشعبية التي تشتهر بها المنطقة. يعود تاريخه إلى زمن قديم، وقد سُمّي بهذا الاسم نظرًا لأنه يعقد يوم الثلاثاء من كل أسبوع. كان السوق في الماضي مركزًا للعديد من الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية، حيث كان الباعة والمستهلكون يتجمعون لشراء وبيع السلع، بالإضافة إلى عقد اجتماعات لبحث الأمور الاجتماعية مثل إصلاح ذات البين ومعالجة بعض المشكلات الاقتصادية.

أنشطة متنوعة تعكس التراث المحلي في سوق الثلاثاء

يمتاز سوق الثلاثاء بتنوع أنشطته، حيث ينقسم إلى نوعين من الأنشطة: الأول هو النشاط الدائم، ويشمل المحلات التجارية الثابتة التي تبيع السلع الضرورية مثل القهوة والهيل والزنجبيل والعطور والأقمشة. أما الثاني فهو النشاط الأسبوعي الذي يشمل بيع المواشي بجميع أنواعها، والمصنوعات اليدوية، وأدوات الحرث، والمصنوعات الخشبية والحديدية، والنباتات العطرية مثل الريحان والنعناع، إلى جانب السمن البلدي والقطران.

دور السوق في دعم السياحة الاقتصادية والثقافية

من أبرز أدوار سوق الثلاثاء في أبها هو تنشيط الحياة الاقتصادية والسياحية في منطقة عسير. يتوافد إليه الأهالي والسياح لشراء مستلزماتهم اليومية، بالإضافة إلى المنتجات التقليدية واليدوية التي يعرضها السوق، مثل المصوغات الفضية، الحلي، المشغولات الخشبية، والأدوات الزراعية التقليدية. هذه المنتجات تُعد جزءًا من التراث المحلي، حيث تظهر الحرف اليدوية الفريدة التي تسهم في إبراز الطابع الثقافي لمنطقة عسير.

الموقع الحالي لسوق الثلاثاء وتطويراته الحديثة

يقع سوق الثلاثاء حاليًا بجانب إمارة منطقة عسير، بالقرب من مسرح قصر 'المفتاحة' الذي تم افتتاحه في عام 1416 هـ بواسطة صاحب السمو الملكي الأمير خالد بن فيصل بن عبد العزيز آل سعود. السوق مُصمّم على شكل بيضاوي ليسع أعدادًا كبيرة من الزوار، ويضم أكثر من مائتي دكان وبسطة، حيث يتم عرض المعروضات المختلفة بشكل جذاب ومنظم. هذه التطورات تساهم في تحسين تجربة الزوار وتسهيل الوصول إلى مختلف المنتجات المعروضة.

تاريخ السوق القديم وتطوراته عبر الزمن

يشير المؤرخ والباحث هاشم النعمي في كتابه 'تاريخ عسير في الماضي والحاضر' إلى أن سوق الثلاثاء في الماضي كان يقام في الساحة الواقعة بفناء 'ناظر' في غرب أبها قبل سنة 1242هـ، حيث كان الناس يتوافدون إليه في الأيام السابقة للموعد المحدد للبيع والشراء. ومع مرور الزمن وتزايد أعداد الزوار، تم تمديد ساعات العمل حتى المغرب لمواكبة النشاط التجاري المتزايد.

شهادات العايشين عن السوق القديم

يستذكر أحد سكان أبها، حسين هبيش، الذي عاش في فترات السوق القديم، أن السوق كان يقع في قلب مدينة أبها ويحتوي على مداخل ومخارج من أركانه الأربعة. كان السوق يضم ما بين 104 إلى 110 دكاكين، وكان التجار يستوردون بضائعهم من مكة المكرمة، وبعضهم كان يسافر إلى عدن أو صعدة لجلب بعض السلع مثل البن والزبيب.

المنتجات المعروضة في السوق ومساهمتها في الحركة التجارية والسياحية

يؤكد البائع أحمد عبدالله أن السوق في موقعه الحالي يعرض مجموعة متنوعة من المنتجات التي تلبي احتياجات الزوار وتساهم في استمرار النشاط التجاري والسياحي في المدينة. تشمل المنتجات المعروضة الأزياء الشعبية، المصوغات والحلي الفضية، أدوات الطبخ التقليدية، النباتات العطرية، السمن البلدي، المشغولات الفضية، والأدوات القديمة مثل المصنوعات الخشبية والمعدنية التي تعكس التراث المحلي لمنطقة عسير.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق