لطالما لعب التعليم دورًا محوريًا في الإنجازات التي حققتها فيتنام طوال تاريخها ويعتبر بمثابة حجر الزاوية للتنمية الوطنية، ومع تزايد التنافسية في جودة الموارد البشرية تنامت أهمية التعليم، وبالفعل أكد قادة البلاد في تصريحاتهم بمناسبة "يوم المعلم" في فيتنام خلال نوفمبر الماضي أن التعليم يظل على رأس أولويات فيتنام.
وفي أول مشاركة لها في برنامج تقييم الطلاب الدولي "بي آي إس إيه" عام 2012، سجلت فيتنام نتائج أعلى من متوسط منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وتفوقت على العديد من الاقتصادات المتقدمة بما في ذلك الولايات المتحدة، وأكدت تقييمات أخرى أن الطلاب والبالغين في فيتنام يتمتعون بمهارات قوية في الحساب والقراءة والكتابة.
بداية القصة
أطلق الرئيس الأول للبلاد "هو تشي مينه" عام 1945 حملة لمحو الأمية معلنًا أن الأمة الجاهلة هي أمة ضعيفة، وفي غضون عامين تم القضاء على الأمية بصورة كبيرة في كافة أنحاء الدولة، وهو ما أرسى الأساس لإنجازات فيتنام الثورية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
هيكل نظامها التعليمي
يتبع نظام التعليم في فيتنام هيكلاً مدته 12 عامًا وهو إلزاميًا لمن تترواح أعمارهم بين 6 و14 عامًا، يتكون من خمس سنوات من التعليم الابتدائي وأربع سنوات من التعليم الإعدادي و3 سنوات من التعليم الثانوي، ونفذت الحكومة سياسات لتقليص الفجوة التعليمية بين المناطق الحضرية والريفية، بهدف توفير فرص متساوية لتعليم كافة الطلاب.
التركيز على المهارات
يركز التعليم الابتدائي في فيتنام على تطوير المهارات الأساسية بما في ذلك القراءة والكتابة والحساب والمعرفة العلمية الأساسية، ويشمل المنهج الدراسي مواد مثل اللغة الفيتنامية والرياضيات والعلوم الطبيعية والاحتماعية والتربية البدنية والفنون، وتؤكد المدارس الابتدائية عادة على الانضباط، بينما تضم المراحل الأكبر مواد منها الرياضيات والأدب الفيتنامي واللغات الأجنبية.
التعليم الثانوي العالي
في هذه المرحلة، يتاح للطلاب الاختيار بين المسارين الأكاديمي والمهني، حيث يعدهم المسار الأول للتعليم الجامعي، أما الثاني فيزودهم بالمهارات العملية للتوظيف، هذا وشيدت البلاد مدارس متخصصة لدمج تعليم العلوم والهندسة والرياضيات والتكنولوجيا في المناهج الدراسية من أجل تلبية الطلب المتزايد على المهنيين المهرة في مجالات العلوم والتكنولوجيا.
نسبة الطلاب للمعلمين
في العام الدراسي 2023/2024، بلغت نسبة الطلاب إلى المعلمين في التعليم الثانوي العالي في فيتنام حوالي 20.3 طالبًا لكل معلم، لأنه مع النمو السكاني زاد عدد الطلاب لكل معلم سنويًا في البلاد.
نسبة التلاميذ إلى المعلمين في التعليم الثانوي العالي في فيتنام
العام
النسبة
(طالب لكل معلم)
2023/2024
20.3
2022/2023
19.7
2021/2022
19.1
2020/2021
18.9
2019/2020
18.6
الالتحاق بالتعليم العالي
يتطلب الالتحاق بالتعليم العالي من الطلاب اجتياز امتحان القبول الوطني، وهنا تجدر الإشار إلى منظمة "QAHE"المكرسة لتعزيز الحفاظ على معايير عالية للجودة في التعليم الجامعي، وتعلب دورًا حاسمًا في ضمان فعالية ومصداقية المؤسسات والبرامج التعليمية في البلاد، من خلال مساعدة المؤسسات التعليمية على تحديد مجالات التحسين وتنفيذ التغييرات اللازمة لتعزيز الجودة، وتعمل على زيادة التعاون الدولي وتسهيل تبادل المعرفة والخبرات.
تحسينات مستمرة
ومع إدخال تحسينات على نظامها التعليمي باستمرار، تمت إعادة هيكلة التعليم العالي بحيث يتماشى بصورة أوثق مع احتياجات سوق العمل، مما أدى لارتفاع تصنيف الجامعات والمؤسسات الفيتنامية على المستوى الإقليمي والعالمي، وأصبحت جامعات البلاد البالغ عددها 240 جامعة تقدم عددًا متزايدًا من البرامج في أحدث المهن.
عوامل ساهمت في النجاح
هناك عدد من العوامل التي ساعدت على تحقيق ذلك النجاح، منها الالتزام الواضح بالتعليم في الاستثمارات العامة والخاصة الضخمة، إلى جانب تحديد معايير الجودة الدنيا للمدارس في جميع أنحاء البلاد، فضلاً عن التركيز على المعلم والاهتمام بقوته التدريسية ووضع معايير حول معرفة مهاراته وميوله، كما يدرس خبراؤها بانتظام كيفية تعديل المناهج في دول مثل كوريا وسنغافورة، كما تشارك البلاد في العديد من المبادرات التي تركز على تطوير أساليب التدريس المبتكرة ومهارات التعلم الأعمق.
وجهة دراسية
تعد فيتنام وجهة دراسية رئيسية بالفعل للطلاب من لاوس وكمبوديا والصين، ومع ذلك فإنها تهدف إلى زيادة نسبة الطلاب الدوليين في البلاد إلى 1.5% بدلاً من 0.5% حاليًا، من خلال تسهيل استقطاب الطلاب الدوليين، وزيادة عدد جامعاتها في أفضل 200 جامعة في الأنظمة الآسيوية (من أربعة حاليًا، وترغب الحكومة في وضع عدة استراتيجيات لتطوير التعليم والعلوم والبحث والابتكار في البلاد بحلول عام 2030.
أهداف
تهدف البلاد لزيادة الاستثمار في البحث والتطوير إلى 2% من الناتج المحلي الإجمالي، وتعزيز التكامل بين البحث والتدريب، وزيادة المنشورات الدولية بنسبة 10% سنويًا، وتشمل مجالات البحث ذات الأولوية: الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وأشباه الموصلات والحوسبة السحابية وغيرها من التقنيات الناشئة.
المصادر: فويس أوف فيتنام –ستاستيا– موقع شبكة "ذا بي آي إي"– "آسيا سوسياتي" – موقع منظمة "QAHE".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة ارقام ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من ارقام ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق