أكد مندوب دولة الكويت الدائم لدى الأمم المتحدة السفير طارق البناي التضامن الكامل والمبدئي للمجموعة العربية في مجلس الأمن الدولي مع سوريا في حماية وحدتها وسيادتها واستقرارها وسلامة مواطنيها.

جاء ذلك في كلمة الكويت التي ألقاها السفير البناي بصفتها رئيسة المجموعة العربية للشهر الحالي أمام جلسة عقدها مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط.

وقال السفير البناي إن "سوريا أرض الحضارة والتاريخ عانت على مدار 13 عاما من تداعيات أحد أشرس الحروب الدموية.. إلا أنها لم تنحن لظلمات الليل ولم تستلم لليأس رغم انهماك اقتصادها وتنامي أعمال العنف".

وأشار إلى تفشي الجماعات الإرهابية في سوريا "التي وجدت فيها مرتعا خصبا لأنشطتها التدميرية" داعيا إلى تعزيز الجهود لمكافحة الإرهاب الذي يشكل خطرا على البلاد وأمن المنطقة والعالم.

وجدد سفير الكويت التأكيد على وقوف المجموعة العربية مع الشعب السوري في عملية "إعادة بناء دولة عربية موحدة ومستقلة وآمنة لكل مواطنيها لا مكان فيها للإرهاب أو التطرف ولا خرق لسيادتها".

وأوضح أن تلك العملية تستلزم تعاضد الجهود الإقليمية والدولية نحو دعم سوريا وشعبها في هذه المرحلة الدقيقة بالإضافة إلى تعزيز العدالة الانتقالية وتشجيع الوحدة الوطنية وآليات الحوار الشاملة والعمل على تحسين الأوضاع الإنسانية وإعادة الإعمار.

وأضاف البناي أن العملية بحاجة إلى كفالة استدامة المؤسسات الحكومية وحماية حقوق جميع السوريين بغض النظر عن العرق أو المذهب الديني وبرعاية من الأمم المتحدة والجامعة العربية وفقا لمبادئ قرار مجلس الأمن رقم (2254).

وحول الظروف الاقتصادية الصعبة في سوريا شدد المندوب الكويتي على أهمية تذليل العقبات من أجل تحقيق تطلعات الشعب السوري الشقيق المشروعة وضمان حقه في الوصول إلى تعاف اقتصادي عادل وشامل.

وأعرب عن ترحيب المجموعة العربية باستمرار الحوار بين سوريا والأمم المتحدة في المسارات السياسية والإنسانية الرامية إلى تحسين الأوضاع في البلاد وفتح المعابر الإنسانية ودخول المساعدات الإنسانية لجميع أطياف الشعب السوري.

وأكد أهمية استثمار الزخم الدولي الحالي لتحقيق نقلة نوعية مستدامة في الأوضاع الإنسانية والاقتصادية بما يسهم في تمكين الشعب السوري من إعادة بناء وطنه بالشكل الذي يطمح إليه ويليق بتاريخه ومستقبله.

وفي السياق أعرب البناي عن إدانة المجموعة العربية بشدة توغل الاحتلال الإسرائيلي المستمر داخل المنطقة العازلة مع سوريا وسلسلة المواقع المجاورة لها في جبل الشيخ ومحافظتي القنيطرة وريف دمشق باعتباره "احتلالا إضافيا وخرقا صارخا للقانون الدولي".

وطالب في هذا الصدد بالانسحاب الفوري غير المشروط لقوات الاحتلال من الأراضي العربية السورية كافة والالتزام باتفاقية فض الاشتباك لعام 1974 وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة.

ودعا إلى دعم ولايتي هيئة الأمم المتحدة لمراقبة الهدنة وقوة الأمم المتحدة لمراقبة فض الاشتباك بما يمكنهما من الاضطلاع بمسؤولياتهما لا سيما تلك المتصلة بعمليات الرقابة والاستطلاع.

وطالب البناي مجلس الأمن باتخاذ جميع الإجراءات اللازمة لإيقاف خروقات الكيان المحتل أحادية الجانب ولا سيما انتهاك سيادة الأراضي السورية ومواصلة الضربات الجوية واسعة النطاق.

وفي الختام أكد المندوب الكويتي رفض المجموعة العربية أي محاولة لتقسيم سوريا مجددا موقف المجموعة الثابت في دعم البلاد وتحقيق تطلعات الشعب السوري والوقوف معه على جميع المستويات بما يسهم في الحفاظ على السلم والأمن الدوليين.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك