مباشر- واجهت شركة نيسان مشاكل عميقة في أواخر العام الماضي عندما عرضت عليها منافستها هوندا شريان حياة: اتفاق شراكة بقيمة 60 مليار دولار من شأنه أن يساعد شركتي صناعة السيارات اليابانيتين على التنافس ضد العلامات التجارية الصينية التي تهز صناعة السيارات.

أدت سنوات من تعثر المبيعات والاضطرابات الإدارية إلى جعل نيسان قوة متضائلة، خاصة بعد أن قللت من تقدير الطلب على السيارات الهجينة في الولايات المتحدة، سوقها الرئيسي، وفق رويترز نقلا عن مصادر.

لكن محادثات الاندماج انهارت بعد أكثر من شهر بقليل بسبب كبرياء نيسان وعدم شعورها بالانزعاج الكافي بشأن محنتها، فضلاً عن قرار هوندا المفاجئ بمراجعة الشروط واقتراح أن تصبح نيسان شركة تابعة، وفقاً لستة أشخاص مطلعين على الأمر.

وأصرت نيسان، التي ظلت لسنوات حتى عام 2020 ثاني أكبر شركة لصناعة السيارات في اليابان بعد تويوتا، على تلقي معاملة متساوية تقريبا في المحادثات على الرغم من موقفها الأضعف، حسبما قال ثلاثة من الأشخاص.

وقال ثلاثة من المصادر إن شركة هوندا ضغطت على نيسان لإجراء تخفيضات أعمق في قوتها العاملة وطاقة مصانعها، لكن نيسان لم تكن راغبة في النظر في إغلاق المصانع لأسباب سياسية حساسة. وأضافوا أنهم تركوا انطباعا بأن نيسان شعرت أنها قادرة على التعافي بمفردها، على الرغم من الصعوبات المتزايدة التي تواجهها.

وذكر ثلاثة أشخاص إن هذا التعنت، إلى جانب ما اعتبرته إدارة هوندا بطءاً في اتخاذ القرارات من جانب نيسان، ساعد في نسف صفقة كان من شأنها أن تخلق واحدة من أكبر شركات صناعة السيارات في العالم.

تتضمن هذه الرواية للقوى التي أفشلت الاندماج الضخم معلومات لم يتم نشرها من قبل، بما في ذلك تفاصيل حول المصانع التي أرادت نيسان إبقاءها مفتوحة، ومقاومتها لضغوط هوندا لخفض أكبر للعمالة، وردود الفعل داخل نيسان تجاه بعض مطالب هوندا. وتستند القصة إلى مقابلات أجرتها رويترز مع أكثر من اثني عشر شخصًا، تحدثوا جميعًا بشرط عدم الكشف عن هوياتهم بسبب حساسية الموضوع.

ويلقي التقرير الضوء على التفكير داخل نيسان في ظل الأزمة المتفاقمة التي تواجهها. وتواجه شركة صناعة السيارات العريقة الآن التهديد الإضافي المتمثل في فرض رسوم جمركية أمريكية على المركبات المصنوعة في المكسيك، والتي تمثل أكثر من ربع مبيعاتها في الولايات المتحدة. ومن المقرر أن تعلن كل من نيسان وهوندا عن أرباحهما يوم الخميس.

وتقول جولي بوت، المحللة في شركة الأبحاث بيلهام سميثرز أسوشييتس، عن الاضطرابات التي تشهدها نيسان: "أعتقد أنها مشكلة إدارية. إنهم يبالغون تماما في تقدير مكانتهم وقيمة علامتهم التجارية وقدرتهم على تحويل مسار العمل".

زار الرئيس التنفيذي لشركة نيسان ماكوتو أوشيدا نظيره توشيهيرو ميبي الأسبوع الماضي ليقول إنه يريد إنهاء المناقشات بعد أن قدمت هوندا اقتراحها بإنشاء شركة تابعة.

وقالت شركتا صناعة السيارات إنهما ستقدمان تحديثًا هذا الشهر.

فاجأت نيسان المستثمرين في نوفمبر/تشرين الثاني عندما خفضت توقعات أرباحها بنسبة 70% بسبب تدهور المبيعات في الصين والولايات المتحدة. وأعلنت عن خطة تحول تضمنت خفض 9000 وظيفة وخمس الطاقة الإنتاجية العالمية، وهو ما اعتبره بعض المحللين أقل من اللازم ومتأخرا للغاية.

وتعهد أوشيدا بالتنازل عن نصف راتبه وقال إنه يركز على جعل العمل أكثر مرونة.

في ديسمبر/كانون الأول، أعلنت نيسان وهوندا عن خطط للاندماج، وهي نتيجة للمحادثات التي أجراها الطرفان منذ مارس/آذار 2024، عندما قالا إنهما يتطلعان إلى التعاون في مجال التكنولوجيا.

لكن مناقشات الاندماج سرعان ما وصلت إلى طريق مسدود بشأن حساب نسبة ملكية الأسهم للشركة المدمجة، حسبما قال اثنان من الأشخاص.

وقال أحد الأشخاص إن أوشيدا أبدى شكوكه في احتمالات الصفقة في محادثات خاصة. وقال أربعة أشخاص إن مديري هوندا اشتكوا من بطء عملية اتخاذ القرار في نيسان. وكان من المقرر في الأصل تقديم تحديث علني بشأن المحادثات في نهاية يناير قبل تأجيله إلى منتصف فبراير.

وقال مصدران إن مديري هوندا شعروا بأن استراتيجية التحول التي تنتهجها نيسان تفتقر إلى التفاصيل، وكانوا محبطين بسبب ما اعتبروه خفضا غير كاف في طاقة المصنع.

للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا

تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام

ترشيحات

مستثمر بريطاني شهير يتجنب أسهم إنفيديا للمبالغة في الذكاء الاصطناعي

 الصين تبدأ تسويق سندات دولارية لأول مرة منذ 3 سنوات

فرنسا: على أوروبا الرد بشكل موحد على رسوم ترامب الجمركية

ترامب يحذر البريكس من استبدال الدولار أو إطلاق عملة منافسة

ألتمان يرفض 97 مليار دولار من إيلون ماسك لشراء أوبن.إي.آي