نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد التحذيرات التركية من تسونامي وتمديد إغلاق المدارس باليونان.. هل تهدد التقلبات التكتونية الدول المغاربية؟ - عرب فايف, اليوم الخميس 13 فبراير 2025 01:55 مساءً
تتزايد المخاوف في بلدان المغرب الكبير إزاء تنامي النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط، خاصة بعد إعلان تركيا عن خطة طوارئ استراتيجية وتمديد اليونان إغلاق المدارس كإجراء احترازي، في ظل الهزات الأرضية التي ضربت المنطقة.
وسجل المغرب، مساء الاثنين، زلزالا بلغت قوته 5.2 درجات على سلم ريختر، بينما شهدت منطقة المكناسي بمحافظة سيدي بوزيد التونسية، بعد أيام قليلة، هزتين أرضيتين وصلت إحداهما إلى 4.6 درجات، ما أعاد إلى الواجهة التساؤلات حول طبيعة هذه الاضطرابات الزلزالية ومدى ارتباطها بالحركية التكتونية في البحر الأبيض المتوسط.
وأكد رئيس الجمعية التونسية للإعلام الجغرافي الرقمي، محمد العياري، أن المنطقة المغاربية تقع ضمن نطاق جيولوجي نشط نتيجة تفاعل الصفائح التكتونية الرئيسية، ما يجعلها عرضة لزلازل قوية ومؤثرة. وأضاف، في تصريح لموقع "الحرة"، أن تصادم الصفيحة الإفريقية بالصفيحة الأوراسية، والذي يتحرك بمعدل 4 إلى 5 ملم سنويا، يشكل العامل الأساسي وراء تكوين سلسلة جبال الأطلس الممتدة من المغرب إلى تونس.
وأشار الخبير ذاته إلى أن الفوالق النشطة، خصوصا في المغرب والجزائر، تسببت في زلازل مدمرة، فيما كانت أقل تأثيرا في تونس وليبيا. كما أوضح أن النشاط الزلزالي في البحر الأبيض المتوسط قد يؤدي إلى تغيرات جيولوجية تشمل تشوهات في القشرة الأرضية وانهيارات وتشققات كبرى، إلى جانب تأثيره على الموارد المائية الجوفية.
وكان بحر إيجه، قرب جزيرة سانتوريني اليونانية، قد شهد مطلع فبراير سلسلة من الهزات الأرضية، ما دفع السلطات إلى التحذير من إمكانية حدوث تسونامي في المنطقة. وامتدت هذه الهزات إلى بعض الدول المغاربية، على غرار المغرب وتونس، دون تسجيل خسائر بشرية أو مادية.
وفي هذا الصدد، أكد الجيولوجي المغربي عبد الهادي والي في حديثه لموقع "الحرة" أن المغرب يظل أكثر الدول المغاربية عرضة للزلازل القوية، مشيرا إلى أن زلزال 2023، الذي أودى بحياة نحو 3000 شخص وتسبب في خسائر مادية جسيمة، يعكس خطورة الوضع الجيولوجي للمملكة. وأضاف أن المغرب يقع ضمن نطاق زلزالي نشط يمتد من البرتغال عبر المحيط الأطلسي، مما يفسر تكرار الهزات العنيفة، خاصة في مناطق مثل مراكش.
وبخصوص مخاطر التسونامي، شدد والي على أن المغرب أكثر عرضة لتداعياته مقارنة بباقي دول المنطقة، نظرا لانفتاحه على المحيط الأطلسي، لكنه استبعد حدوث مثل هذا السيناريو في الوقت الراهن، مؤكدا أن المنطقة لم تشهد تسونامي منذ آلاف السنين.
من جانبه، أوضح الأستاذ المتخصص في علم الرسوبيات، بدر الصفراوي، أن السواحل المغاربية قد تتأثر بموجات تسونامي في حال وقوع زلزال بحري قوي، خاصة في المغرب والجزائر. وأشار إلى أن شدة التأثير تعتمد على موقع الزلزال وعمقه وطبيعة التضاريس الساحلية.
أما بالنسبة إلى تونس وليبيا وموريتانيا، فقد أكد الصفراوي أن هذه الدول أقل عرضة للزلازل مقارنة بالمغرب والجزائر، لكنها قد تتأثر بهزات خفيفة إلى متوسطة، خاصة في المناطق الشمالية. وأضاف أن موريتانيا، بحكم موقعها الجغرافي، تظل في منأى عن النشاط الزلزالي المكثف في البحر الأبيض المتوسط.
ويجمع الخبراء على ضرورة تعزيز آليات المراقبة والوقاية، مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من تداعيات أي زلازل محتملة في المنطقة المغاربية.
0 تعليق