الإعلام: رسالة سامية وتجربة إنسانية! - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الإعلام: رسالة سامية وتجربة إنسانية! - عرب فايف, اليوم السبت 8 فبراير 2025 10:21 مساءً

في كل حالات الأمل نحتاج إلى وقفات تأملية تكشف عن جوهر التجارب الإنسانية التي تحمل بين طياتها دروسا للحياة. تجربة الزميل الإعلامي سليمان العمير ليست مجرد محطة مهنية عابرة، بل هي تجلٍّ لروح الخدمة الإنسانية، ورسالة عميقة تذكرنا بمعنى التأثير الحقيقي.
في صميم تجربة العمير يكمن إدراك عميق لدور الإعلام في تحقيق العدالة الاجتماعية. ليست الصحافة مجرد مهنة بل هي رسالة، والسؤال الذي علينا التأمل فيه: كيف يمكن لصوت الفرد أن يتحول إلى أداة تغيير حقيقية؟ الإجابة تتجلى في التزام العمير بقضايا مجتمعه، وقت أن كان المشرف على صفحات ” صوت الناس” لأن رغبته الصادقة تتمثل في أن يكون جسرًا يربط بين المواطن والمسؤول، وبين النظام و الهفوات!!
هذه الروح تتطلب تجاوز المفهوم التقليدي للإعلام. فهي ليست مجرد عملية نقل معلومات أو كتابة تقارير، بل هي فعل إنساني متجذر في التعاطف والتفاني. العمير هنا يقدم نموذجًا للصحفي الذي لا يكتفي برصد الواقع، بل يضع نفسه في قلبه، يسافر، يزور، يصغي، ويتفاعل، مؤكدًا أن الإعلام يبدأ بالإنسان وينتهي إليه.
كل إنجاز يحمل في طياته شجاعة. شجاعة العمير لا تتمثل فقط في دخوله أعماق القضايا الشائكة، بل أيضًا في مواجهته لمكاتب المسؤولين بروح من الانفتاح والاحترام. تأملوا تلك اللحظة التي يدخل فيها مكتب مسؤول، حاملاً مطالب الناس وآمالهم. إنها لحظة تتجاوز فيها الكلمات حدودها، لتصبح القلم أداة لتغيير الواقع.
هذه الشجاعة ليست مجرد تحدٍ للخوف، بل هي انفتاح على احتمالات الحياة، وقدرة على رؤية المشكلات كفرص لبناء مستقبل أفضل. العمير يعلمنا درسًا بسيطًا لكنه عميق: الشجاعة لا تتعلق بمواجهة المخاطر فقط، بل بإيجاد الطريق وسط ضجيج الحياة.
الإبداع في تجربة العمير لا ينحصر في قدرته على صياغة الكلمات، بل في طريقة تعامله مع القضايا. فهو لا يرى النصوص مجرد حروف، بل يراها جسورًا تمتد إلى القلوب. أسلوبه الفريد في الكتابة يعكس فهمه العميق للنفس البشرية. إنه يُلهمنا لأن ننظر إلى الإبداع كطريق لفهم أنفسنا ومجتمعنا بشكل أعمق.كانت وستظل تجربة العمير تلقي الضوء على سؤال وجودي: ما الذي نتركه خلفنا؟ الإجابة تكمن في الأثر. إن سعيه الصادق في خدمة الناس يُظهر أن القيمة الحقيقية لا تكمن في المناصب أو الشهرة، بل في مقدار الخير الذي نتركه وراءنا. وهنا تتجلى الحكمة: “أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس.”لعل تأملنا في هذه التجربة يجعلنا ندرك أن الإعلام، في جوهره، ليس صوتًا صاخبًا، بل هو صدى يحمل في طياته رسالة الحق، الرحمة، والإنسانية. إن تجربة سليمان العمير ليست مجرد فصل من كتاب الحياة، بل هي درس فلسفي يدعونا لأن نكون أكثر صدقًا في تواصلنا مع الآخرين، وأكثر وعيًا بدورنا في هذا العالم، فلنحمل القلم لا كأداة كتابة فحسب، بل كرمز للالتزام، الرحمة، والتغيير الإيجابي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق