«باك إن أكشن».. مطاردات ومعارك تخلو من أي جديد - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

مارلين سلوم

يشتاق الجمهور إلى نجومه خصوصاً هؤلاء الذين يتمتعون بكاريزما والذين تركوا بصمة في الفن، ولذلك تلفته كل عودة لنجم إلى الشاشة بعد غياب، وهو ما يجعلك تربط بشكل فوري وتلقائي بين عنوان فيلم «باك إن أكشن» أي «العودة إلى العمل»، ورجوع بطلته كاميرون دياز إلى السينما بعد غياب أكثر من عشرة أعوام، منذ نجاحها اللافت في آخر فيلم قدمته «آني». دياز تحتفظ برشاقتها وجاذبيتها، لكن «العودة إلى العمل» ليس على قدر آخر أعمالها ولا على قدر العودة بعد عقد من الغياب، ولا على مستوى قدرات شريكها في البطولة جيمي فوكس، فيلم أكشن عائلي مسلٍّ، أهم ما فيه أنه آمن لمشاهدة كل أفراد الأسرة، خصوصاً أنه من إنتاج «نتفليكس» التي تلغم معظم أعمالها بشخصيات غير سوية.
المخرج سيث جوردن هو نفسه مؤلف الفيلم وشاركه في كتابته براندن أوبراين، لم يأت بجديد في مضمون قصته، والدليل أن ذاكرتك مهما كانت ضعيفة تستيقظ لتخبرك بأنك سبق أن شاهدت عملاً مشابهاً وأحداثاً تلتقي في عناوينها العريضة مع «باك إن أكشن».. ولعل أقرب ما يخطر في البال فيلم «ذا سليب أوفر» (عام 2020) إخراج تريش ساي وتأليف ساره روتشايلد، بطلته مالين أكيرمان (شقراء تشبه بالشكل إلى حد ما كاميرون دياز) وهي عميلة سابقة في برنامج حماية الشهود، تخفي وزوجها حقيقة عملها عن ولديها، حتى يكتشفا (الابنة المراهقة والابن الأصغر سناً) الحقيقة عندما يتم إجبار الأم على العودة إلى العمل لإتمام آخر مهمة، والتي تحمل الكثير من المخاطر والمغامرات.
هنا أيضاً، تدور الأحداث في نفس الإطار الدرامي مع اختلاف في التفاصيل، يبدأ المخرج سيث الأحداث بالعودة إلى ما قبل 15 عاماً، تكتشف إميلي (كاميرون دياز) أنها حامل أثناء استعدادها ومات (جيمي فوكس) للانطلاق في مهمتهما السرية كعميلين في وكالة المخابرات المركزية «سي آي إيه»، تتم العملية بنجاح ويتوجه مات وإميلي إلى طائرة خاصة يعدها لهما بارون (أندرو سكوت)، ويؤكد لهما زميلهما تشاك (كايل تشاندلر) أن كل الطائرة مؤمنة وهو بانتظارهما في أمريكا لاستلام «المفتاح» منهما، وهو بمنتهى الخطورة لأنه يحمل شيفرة تستطيع التحكم بأهم البنى التحتية في العالم، طبعاً لا بد من ذكر «العالم» في كل فيلم أكشن غربي، وفي كل مهمة مخابراتية أو عسكرية، كي يشعر المشاهد بأن هؤلاء الأبطال (وتحديداً الأمريكيين) بيدهم إنقاذ العالم من كل المخاطر التي قد يتعرض لها.
خبر سعيد
يصعد الثنائي إلى الطائرة، وما إن تخبر إميلي مات بأنها حامل ويستعدان للاحتفال بالخبر السعيد حتى يكتشفا أن طاقم الطائرة بأكمله تابع لجهة أخرى تريد الاستيلاء على المفتاح والتخلص من العميلين، وتنطلق معركة حامية تؤدي إلى تحطم الطائرة وتمكن الثنائي من القفز بمظلة من فوق قمة جبل. طبعاً لا تسأل كيف لامرأة حامل بل في بداية الحمل من القيام بكل هذه الحركات القتالية ويتم ضربها ورميها لترتطم وتتخبط في كل أنحاء الطائرات وتبقى والجنين سالمين؟ إنها من عجائب السينما الأمريكية.
نقفز 15 عاماً لنجد مات وإميلي وقد تزوجا وأصبحا والدين للمراهقة أليس ابنة ال 14 عاماً (ماكينا روبرتس) وليو الأصغر سناً (رايلان جاكسون)، يعيشان حياة هادئة ولا يعلم ابنيهما طبيعة عملهما السابقة ولا كيف تعارفا، علماً أن ذكاء أليس وليو يجعلهما يشككان باستمرار في ما يدعيه أبويهما، لأنهما يتحدثان لغات كثيرة ويبرعان في حركات القتال بشكل غريب. تعيش أليس أزمة معظم الفتيات المراهقات مع أمها، انعدام التفاهم، عناد، ثقة مفقودة، لدرجة أن الفتاة تكذب كثيراً وتخفي عن والديها أنها قامت بتزوير هويتها كي تستطيع الدخول إلى ملهى ليلي مع أصدقائها، لكن الحس المخابراتي العالي يدفع بإميلي إلى التجسس على ابنتها ومعرفة أسرارها والذهاب مع مات إلى الملهى الليلي والاشتباك مع بعض الشباب هناك من أجل العودة بابنتهما إلى المنزل. هذه الحادثة هي التي ستجبر الثنائي على العودة إلى العمل، إذ يقوم أحد الحاضرين في الملهى بتصوير الواقعة ونشر الفيديو، هكذا يفاجأ الزوجان بوصول زميلهما السابق تشاك إلى منزلهما ليطلب منهما العودة من أجل إيجاد المفتاح الذي ضاع في تلك الحادثة قبل 15 عاماً.
عميلة سابقة
مجبران، يعود مات وإميلي إلى القتال، يأخذان طفليهما ويسافران فوراً إلى لندن، إذ يعترف مات أنه خبأ المفتاح في منزل والدة إميلي التي لم ترها ابنتها منذ سنوات بعيدة وترفض رؤيتها والتحدث إليها لدرجة أنها كذبت على ولديها وأخبرتهما أن أمها ميتة. والدة إميلي هي جيني (جلين كلوز) - التي ظهرت كضيفة شرف في الفيلم - عميلة سابقة ومعروفة في الاستخبارات البريطانية، ما يعني المزيد من الأكشن والحركة الممزوجة ببعض الكوميديا وسرقت في المشاهد التي ظهرت فيها الكاميرا من البطلين.
ليس هناك الكثير مما يمكن قوله عن مشاهد القتال والمعارك والمطاردات البرية والبحرية والجوية، فهي تتشابه بل تكاد تتطابق في معظم الأفلام الأمريكية والبريطانية، لكن التميز يبقى في لمسات إخراجية، وفي المضمون الذي يستطيع أحياناً رفع مستوى التشويق والوصول بالمشاهدين إلى حدود التفاعل بكل مشاعرهم مع الأبطال والخوف عليهم والتأثر ببعض المخاطر التي يتعرضون لها. ينضم إلى فريق الجاسوسية والمطاردات، صديق الأم الذي يصغرها بأكثر من عشرين عاماً، نايجل (جيمي ديمتريو)، وتتولى تدريبه على القتال وتحليل الألغاز والتفكير بأسلوب العملاء وكيفية الدفاع عن النفس، نايجل هو الشخصية الكوميدية التي تمنح العمل نكهة طريفة، حتى جلين كلوز حضورها الهدف منه كوميدي أكثر منه درامي، نجمة تسرق الكاميرا لحظة حضورها، حتى وهي ضيفة شرف تأخر ظهورها حتى النصف الثاني من الفيلم.
سبق أن تقاسمت كاميرون دياز وجيمي فوكس الشاشة في فيلم «أي يوم أحد» للمخرج أوليفر ستون (عام 1999)، لكن يبدو حضور ودور دياز في هذا الفيلم أعلى من شخصية فوكس، رغم أنهما يتشاركان كل المشاهد ولا يظهر أحدهما دون الآخر طوال الفيلم، لكن المؤلف منح إميلي قدرة أعلى على تحريك الأحداث ولفت الأنظار، ليبدو مات مسانداً لها طوال الوقت.
لا بد أن تتعقد الأمور وتتداخل ما بين المخابرات الأمريكية والبريطانية، لكن الختام لا بد أن يكون مسكاً وتلتئم كل الجراح حتى تلك القديمة والتي كانت عميقة بين إميلي ووالدتها من جهة ومن ثم بين إميلي وابنتها. بعض الرسائل الاجتماعية العائلية التربوية مفيدة يمررها المؤلفان في الجزء الأخير من الفيلم، ليمنحا العمل معنى أكبر من مجرد استعراض قدرات في التقنيات السينمائية في تركيب مشاهد الأكشن «الخزعبلية» والتي تبدو فعلاً خرافية في الجزء الأول من العمل.

[email protected]

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق