الضربة التي قضت على نتنياهو.. كيف تصنع المقاومة صورة نصرها في غزة؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الضربة التي قضت على نتنياهو.. كيف تصنع المقاومة صورة نصرها في غزة؟ - عرب فايف, اليوم السبت 1 فبراير 2025 10:37 صباحاً

حنين الموسوي

وجّهت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ضربةً إلى ما كان يمكن لرئيس حكومة الاحتلال إظهاره على أنّه إنجازات، وأذلّت مشاهد عمليات تسليم الأسرى الكيان الصّهيوني بقوافل من المسلحين وعبارات باللغة العبرية، وصولًا إلى الزيّ العسكري للرهائن.

ونفّذت حركتا حماس والجهاد الإسلامي عمليات الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين في مناطق مختلفة من قطاع غزة، خصوصاً في جباليا وخان يونس، التي زعم العدو الإسرائيلي أنّه قضى فيها على المقاومة.

وأثار أسلوب المقاومة الفلسطينية الإعلامي، وعلى رأسها كتائب الشهيد عز الدين القسام، عاصفةً من التساؤلات حول مدى صحة ادعاء الاحتلال تحقيق أهدافه في غزة، بعد 15 شهرًا من العدوان المتواصل جوًّا وبحرًا وبرًّا، وذلك من خلال طريقة تسليم الأسرى وتنفيذها.

مشاهد أذهلت العدو الصّهيوني، ولم تتوقف تحليلات الإعلام الإسرائيلي لهذه المشاهد التي اعتبرها مُذلّة لكيانه. فالصور التي نقلتها وسائل الإعلام الإسرائيلية أثارت غضبًا واسعًا بين المحللين، حيث أظهرت حماس وهي تُصرّ على إبراز قوّتها الرمزية أمام عدسات الكاميرات.

وفي سياق متّصل، قال الخبير في الشؤون الإسرائيلية علي حيدر، إنّ عملية تبادل الأسرى تحوّلت إلى محطة من محطات الانتصار. وأضاف في مقابلة مع موقع “المنار” الإلكتروني، أنّ العدو كان يتخوّف من أن تحاول حماس توظيف هذا المشهد، لكنه لم يكن يتخيّل أو يتصوّر أن يكون النجاح بهذا المستوى.

واعتبر حيدر أنّ هناك مجموعةً من العوامل ساهمت في فرض هذا المشهد، وأنّ العدو كان أمام عدة خيارات، ولم يعد بإمكانه مواصلة الحرب بالشكل الذي كانت عليه.

وأضاف أنّ حركة حماس استطاعت أن تستثمر في أرقى مشهد شعبي، وسياسي، وأمني، وتنظيمي، مشيراً إلى أن رسائلها الإعلامية حفرت في وعي الرأي العام الإسرائيلي، وظهر ذلك من خلال الإجراءات التي اتخذها العدو لمنع حالات الفرح في الضفّة الغربية باستقبال الأسرى.

تقرير مصور | مشاهد النصر المطلق التي تصنعها المقاومة في غزة لعملية تسليم الاسرى تغيظ حكومة الاحتلال

حماس تسجّل انتصارًا وطنيًا

واستطاعت حركة حماس أن تسجّل انتصارًا وطنيًا من خلال خارطة انتماءات المحرَّرين، الذين ينتمون إلى عدة فصائل مقاومة في الساحة الفلسطينية. كما شكّل هذا التبادل نوعًا من الاستفتاء الشعبي حول خيار المقاومة وخيار حماس، بعد مضي 15 شهرًا من الحرب والتدمير والمجازر، التي أمِل فيها العدو والمتربّصون بالمقاومة أن تؤدي إلى الحد من شعبيتها. لكنّ العدو عجز عن القضاء عليها عسكريًا أو تطويع إرادة قرارها السياسي، وكل ذلك تبدّد في هذا المشهد المهيب.

وفي سياقٍ متّصل، قال المدير السابق لكلية الإعلام والتوثيق اللبنانية الدكتور إياد عبيد، إنّه بدا واضحًا للجميع أن غزة بمقاومتها كانت عصيّةً على الاستسلام للعدو الصهيوني، ورفضت ذلك.

أما بالنسبة إلى مشهدية تسليم الرهائن الإسرائيليين، فقد وصفها عبيد، في حديثه مع موقع “المنار”، بأنها “مشاهد النصر”، التي تعكس إرادة الشعوب عندما تصمّم وتتمسك بالمبادئ العليا والسامية.

صورة تعكس ما تنبأ به الإمام الخامنئي والسيد الشهيد السيد حسن نصر الله حول نتيجة الحرب على غزة. ح..م..ا..س. تتقن فن الصورة وتوظفها أحسن توظيف في معركة التصورات. pic.twitter.com/rUVwrhDTqF

— Sadiq Al-Nabulsi (@SadeqNabolsi) January 25, 2025

بالفيديو | محرر “ميدل إيست آي” يروي كيف تصدم صور ظهور مقاتلي حماس المجتمع الإسرائيلي

وفي الإطار نفسه، قال محرر “ميدل إيست آي” ديفيد هيرست، إن مشاهد مقاتلي حماس وهم يرافقون الرهائن في وسط مدينة غزة أذهلت الرأي العام الإسرائيلي، الذي كان يتوقع تدمير المقاومة بعد 15 شهرًا من الحرب المتواصلة في قطاع غزة.

وأشار إلى أن الإسرائيليين تساءلوا: “لماذا قُتل أكثر من 400 من جنودنا في ما يُسمّى بالنصر المطلق ضد حماس؟”، معتبرًا أن ما ظهر هو أن مقاتلي حماس لا يزالون يديرون غزة، بل ويظهرون بملابس جديدة.

تصدّت حماس وباقي فصائل المقاومة الفلسطينية عسكريًا للقوة النارية الصهيونية حتى آخر دقيقة، وفرضت على العدو سمات “اليوم التالي”. كما حافظت المقاومة على تنظيمها العسكري والإداري، وكذلك الحكومة في غزة، وضربت مشروع الكيان لإنهاء حكم حماس في غزة، كما أفشلت مشاريع التشريد والتهجير، وبات “اليوم التالي” فلسطينيًا خالصًا، كما أعلنت المقاومة منذ البداية.

مقابل هذه الأخلاق السامية، يتعرض الفلسطينيون في سجون الاحتلال، وما زالوا، لأبشع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، والحرمان من الرعاية الصحية، خصوصًا في معتقل “سدي تيمان” سيّئ الصيت، الذي يجمع بين الاعتقال الجماعي والإخفاء القسري.

رغم الحرب التدميرية، التي ترقى إلى مستوى جريمة حرب في قطاع غزة، فقد أعاد الغزيون القطاع إلى سيرته الأولى. وبحسب آخر الإحصائيات التي أعلنها المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، فقد أدّت الحرب إلى استشهاد وفقدان 61,182 شخصًا، بالإضافة إلى 110,725 جريحًا ومصابًا وصلوا إلى المستشفيات.

يمكن القول، بما لا يدع مجالًا للشك، إنّ حركة حماس قد ربحت الحرب الإعلامية ضد العدو الصهيوني، إذ أظهرت الأعمال الإبداعية والحرفية المتوالية منظومة قيادة وسيطرة محكمة وبارعة، استطاعت من خلالها إبراز صورة الصمود والثبات والنصر، التي تريدها حماس.

وتؤكّد مجريات الحرب في غزة أنّ إرادة الشعوب، عندما تصمّم وتتمسك بالمبادئ العليا والسامية، تكون قادرة على تحقيق أهدافها، فكيف إذا كانت مستندةً إلى عقيدة الجهاد والإسلام، الذي يحرّر النفوس قبل أيّ شيء؟

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق