نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
«الغرس الثقافي» للصورة الإعلامية! - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 28 يناير 2025 11:52 مساءً
صور لقاءات سمو ولي العهد مع رؤساء وزراء إيطاليا واليونان والعراق في مخيمه الشتوي في العُلا؛ تحمل رسائل عميقة ومؤثرة عن قيم المجتمع السعودي وثقافته وإرثه الحضاري، وتعكس هويته الوطنية، وعاداته وتقاليده؛ سواء بصورة «بيت الشَعر» وأدواته التراثية، وجلساته الشعبية، أو من خلال المكان الذي يرمز للتاريخ والحضارة الإنسانية، وكل ذلك في مشهد معلن توثقه العدسات الإعلامية الدولية، ويتناقله العالم عن شخصية الأمير محمد بن سلمان، ويقرأون سيميائية الصورة عن زعيم ثابت على مواقفه، وملتزم بقيمه، ويعتز بتاريخه، وطموح في رؤيته وهم يشاهدون العُلا مدينة الثقافة والتاريخ، وكيف تحوّلت إلى وجهة عالمية فريدة من نوعها.
في هذه الصور تحققت مكاسب إعلامية واتصالية كبيرة، وتأثير عميق في نفوس الجمهور المحلي والدولي، وهنا نكتب عن أهمية إنتاج مثل هذه الصور غير الرسمية على مستوى السلطة التنفيذية؛ فاللقاءات والاجتماعات التي تتم بين المسؤولين في الجهات الحكومية ونظرائهم في دول أخرى؛ مهم أن تخرج بعضها إلى حيز أكبر من موقع الوزارة أو الهيئة إلى مواقع أكثر تعبيراً وتسويقاً عن هويتنا وتراثنا وتاريخنا، وربطها أيضاً بمواقع أخرى لمنجزاتنا ورؤيتنا؛ فالرسالة أكبر من مجرد لقاء أو اجتماع، وإنما إبراز مكانة دولة، وإثبات واقع نعيشه، وطموح نسعى إلى تحقيقه.
وزراء ومسؤولون من معظم دول العالم وصلوا إلى المملكة، وأنهوا لقاءاتهم واجتماعاتهم في غرف رسمية، ووثقت الصورة الحدث جامداً، وربما صامتاً، بينما كانت هناك فرصة لصناعة الصورة مع هؤلاء المسؤولين في مواقع أفضل خارج النسق المألوف والمتكرر، وتحديداً تلك اللقاءات التي نريد أن نوصل من خلالها رسائل معينة قد لا يكون ممكناً تناولها على طاولة الاجتماع، وبالتالي قد يكون طبيعة المكان، ورمزيته، ودلالته الاتصالية كافية لإيصالها.
مهم جداً أن أستدرك هنا أمرين؛ الأول أن ليس كل اللقاءات والاجتماعات مع الوفود الدولية صالحة للظهور بشكل غير رسمي، ولكن على الأقل بعضها، أو خارج الجدول الرسمي للزيارة. والثاني أن يتوافر في المكان المقترح عناصر الجذب التاريخي أو الاقتصادي أو الثقافي وحتى الاجتماعي، والمقصود أن نستثمر التغطية الإعلامية لتلك اللقاءات في إثارة فضول الآخرين عن طبيعة المكان، وهنا يتحقق الهدف في البحث عنه، والانجذاب إليه، أو على الأقل تداوله على نطاق واسع.
الصورة الإعلامية حينما نصنعها أمام العالم، وبشكل متواصل؛ فإننا نمارس «الغرس الثقافي» طويل المدى في عقول وقلوب الجماهير، ونعزز معها إيجابيات كثيرة عن رؤية وقدرة وطن في تحقيق مستهدفاته، وتنافسيته عالمياً.
0 تعليق