قبل خمسة وتسعين عاماً، حلّق أول حلم مصري في سماء الوطن، ليضع الأساس لمسيرة طيران مدني أصبحت اليوم رمزاً للريادة والتقدم.
ففي السادس والعشرين من يناير من كل عام ، تحتفل مصر بعيد الطيران المدنى، يوم يحمل بين طياتة ذكرى الحدث الذى غير ملامح النقل الجوي في مصر ، عندما أقلع الطيار المصري محمد صدقي بطائرتة من مطار برلين ، ليصل إلى مطار هليوبوليس بالقاهرة عام ١٩٣٠ ، كانت هذة الرحلة التاريخية التي إستغرقت خمسة عشر يوما بداية إنطلاق مصر إلى عالم الطيران .
ومع هذا الحدث الكبير ، بدأ حلم الطيران يتحول إلى واقع . وفي مايو من عام ١٩٣٢ تم إفتتاح مطار ألماظة رسمياً ليصبح أول مطار مصري مخصص للطيران المدني .
ومع مرور السنوات ، واصلت الدولة المصرية إستثماراتها في هذا القطاع الحيوي ، فصدر قرار جمهوري في عام ١٩٧١ بإنشاء وزارة الطيران المدني لتكون مسئولة عن إدارة وتطوير قطاع الطيران . شهدت هذة الفترة خطوات واسعة لتحقيق الترابط بين مختلف الجهات والهيئات العاملة في القطاع مما ساهم في تحسين مستوي الخدمات ودعم الاقتصاد الوطني .
وعلى مدار الأعوام السابقة ، إزداد الإهتمام بهذا القطاع باعتباره محركاً رئيسياً للتنمية الإقتصادية ومساهمًا فعّالًا في دعم السياحة ، ومنذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية أصبح تطوير قطاع الطيران المدني أولوية قومية ، وحرصت الدولة المصرية على تعزيز مكانتها الإقليمية والدولية في هذا المجال .
اليوم تمتلك مصر شبكة طيران مدني تضم ٢٤ مطاراً دولياً ومحلياً منتشرة في جميع أنحاء الجمهورية. تُشرف الشركة المصرية للمطارات على إدارة وتشغيل ٢٣ مطاراً منها ، بينما يتولى مسئولية مطار القاهرة الدولي شركة ميناء القاهرة الجوي.
و في السنوات الأخيرة ، شهدت المطارات المصرية تطوراً كبيراً بفضل رؤية شاملة لتحديث البنية التحتية والخدمات ، حيث تم تنفيذ مشاريع ضخمة ساهمت في تحسين حركة الطيران والسياحة. كما شهدت هذه المطارات تقدماً ملحوظاً في مجال التكنولوجيا ، حيث تم تزويدها بأحدث الأنظمة الرقمية لتسهيل إجراءات السفر وضمان أعلى مستويات الأمان والراحة للمسافرين . إلى جانب ذلك، تضع الوزارة الإستدامة في مقدمة أولوياتها، حيث تم إطلاق مشاريع تعتمد على الطاقة النظيفة وتقنيات صديقة للبيئة، مما يجعل مصر من الدول الرائدة في مجال الطيران المُستدام.
وهنا يبرز مطار برج العرب الدولي كأحد أبرز الإنجازات ، حيث أصبح أول مطار أخضر في إفريقيا، معتمداً على تقنيات مبتكرة للحد من الانبعاثات الكربونية وتعزيز الإستدامة، بالإضافة إلى زيادة طاقته الاستيعابية لتصل إلى 6 ملايين راكب سنوياً.
كما تم تطوير مطار شرم الشيخ الدولي تطويراً شاملاً ليخدم 9.5 مليون راكب سنوياً مما يعزز مكانتة كمحور رئيسي لدعم السياحة في سيناء ، مع إضافة منشآت جديدة تعتمد على تقنيات متطورة لخفض الإنبعاثات الكربونية ، ومرافق حديثة تضمن راحة المسافرين وتعزز تجربة السياحة في المنطقة.
أيضاً تم تحديث مطار الغردقة الدولي ليتمكن من استيعاب 13 مليون راكب سنوياً، من خلال توسعة المباني، تحديث الصالات، وتجديد البنية التحتية لتلبية إحتياجات المسافرين.
ومع التطور المستمر في قطاع الطيران المدني، يمثل مطار سفنكس الدولي إضافة نوعية للبنية التحتية للطيران في مصر، حيث يُسهم في دعم منطقة غرب القاهرة وخدمة حركة السياحة الوافدة، ليصبح رمزاً لمشاريع التنمية الشاملة التي تعزز مكانة مصر كوجهة عالمية في السياحة والطيران.
ومع كل هذه الإنجازات، يبقى العنصر البشري في قلب الرؤية المستقبلية للوزارة ، العاملون في قطاع الطيران المدني يتلقون تدريباً مستمراً على أعلى المستويات ، لضمان تقديم خدمات تتماشى مع المعايير الدولية وتُشرّف إسم مصر في كل مكان.
اليوم وبعد مرور ٩٥ عاماً من بداية هذة المسيرة المشرّفة ، فإن طموحنا لا يتوقف هنا، بل يستمر في رسم ملامح مستقبل مزدهر يتماشى مع رؤية مصر ٢٠٣٠ ، حيث يصبح قطاع الطيران المدني نموذجاً يحتذى به إقليمياً وعالمياً.
وختاماً، إن عيد الطيران المدني لا يُعد مجرد إحتفال بماضٍ مجيد ، بل هو فرصة للتأكيد على العزم لتحقيق مستقبل أكثر إشراقاً. فما بدأه الطيار محمد صدقي في عام ١٩٣٠ أصبح اليوم منظومة متكاملة، تسهم في بناء مستقبل الوطن ، وتجعلنا أكثر فخراً بما تحقق وأكثر تفاؤلاً بما هو قادم.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الصباح العربي ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الصباح العربي ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق