* الأسبوع الماضي، وقَّعت أمانة منطقة المدينة المنوَّرة اتفاقيَّة لزراعة (15 مليون شجرة موثَّقة رقميًّا ومتميِّزة بأنَّها ذكيَّة، وذلك خلال 5 سنوات)، وذكرت أنَّ المدينة النبويَّة هي الأُولى عالميًّا في هذا المجال، وبهذه المناسبة وجدتُ أنَّ تاريخ وحضارة مدينة رسولِ الله -صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ- يؤكِّدان أنَّها منطلق أصيل للمبادرات، التي أثَّرت في الحياة الإنسانيَّة، وفي العهد السعوديِّ الزَّاهر، واصلت المسارعة بتقديم البرامج والمشروعات والمبادرات الفكريَّة والثقافيَّة والخدماتيَّة والتنمويَّة، التي بها حقَّقت العديد من الأوَّليَّات التي سبقت بها عالميًّا ومحليًّا -مع التقدير لجهود الجميع-. ***** * وإليكم اليوم مجموعة من تلك الأوَّليَّات التي انفردت بها المدينة النبويَّة ومحافظاتها، والتي منها: إنشاءُ أوَّل محطَّة كهربائيَّة، وكانت في محافظة مهد الذَّهب التابعة للمنطقة، وجاءت بأمر من الملك عبدالعزيز -رحمه الله- عام 1353هـ، واستخدمت من قِبَل نقابة التَّعدين العربيَّة السعوديَّة «سام»، التي كانت تتولَّى استثمار منجم الذَّهب، حينها. ***** * ومنها: أوَّل مدرسة نظاميَّة خارج المدن، وكانت تلك (مدرسة الصَّحراء الخيريَّة)، التي افتتحت عام 1365هـ في قرية المنصرف بالمسيجيد، التي تبعد عن المدينة المنوَّرة بنحو «80 كم»، وقد أسَّسها الشَّقيقان علي وعثمان حافظ -رحمهما الله تعالى-. ***** * وثقافيًّا جاء (أوَّل منتدى ونادٍ أدبيٍّ ثقافيٍّ)، حيث كانت المدينة سبَّاقة في المنتديات والجمعيَّات الأدبيَّة الأهليَّة منذ القرن الرابع عشر الهجري، وكان من آخرها (أسرة الوادي المبارك)، التي حضرت عام ١٣٧١هـ، والتي ضمَّت نخبةً من كبار أدباء المدينة، وهي التي أسَّست لتجربة الأندية الأدبيَّة على مستوى المملكة؛ لتتبلور التجربة رسميًّا، ليأتي عنها «النادي الأدبيُّ الثقافيُّ بالمدينة المنوَّرة» عام 1395هـ. ***** * وفيها تأسست أول جامعة لطلاب المنح، وهي الجامعة الإسلامية، التي بدأت الدراسة فيها عام ١٣٨١هـ، ليتخرج فيها منذ انطلاقتها وحتى اليوم، أكثر من «80 ألف طالب»، يمثلون أكثر من «200 جنسية وإقليم حول العالم»، وهي التي بعد ذلك احتضنت أول كليتين في العالم متخصصتين في القرآن الكريم، والحديث الشريف وعلومهما، وأول عمادة مهتمة بشؤون الخريجين في السعودية، وأول مهرجان طلابي لثقافات الدول والشعوب. ***** * أيضًا من أوَّليَّات المدينة المنوَّرة مجمَّع الملك فهد لطباعة المصحف الشَّريف، الذي افتُتح عام 1405هـ، ومن المنجزات الكثيرة والكبيرة لهذا المجمَّع الرَّائد: إصداره لـ(مصحف بلغة برايل)، وكان ذلك في صفر 1440هـ، وجاء في خمسة مجلَّدات لخدمة المكفوفِينَ من المسلمِينَ في مشارق الأرض ومغاربها، وهناك العديد من الأوَّليَّات الأُخْرى التي سبقت بها (حبيبتي طيبة الطَّيبة)، التي سنتحدَّث عنها يوم الخميس المقبل، ففضلًا وكرمًا لا تذهبُوا بعيدًا، وكونُوا على الموعدِ.