نشر في الشروق يوم 22 - 01 - 2025

في إطار فعاليات الدورة العاشرة من أيام قرطاج الموسيقية الملتئمة من 14 إلى 24 جانفي 2025، انتظمت اليوم الأربعاء، بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، حلقة نقاش حول أسواق الموسيقى في إفريقيا.
وتضمنت هذه الحلقة مداخلتين لكل من محمد بن سعيد المنتج المنفذ لبرمجة مهرجان دقة الدولي وإيدي هاتيتيا ممثل منصة " ACCES, Music in Africa conference ".
تركزت مداخلة محمد بن سعيد على الاستراتيجية المعتمدة في مهرجان دقة الدولي الذي يعد أحد أهم المهرجانات التونسية وأعرقها حتى أنه نجح في السنوات الأخيرة في استقطاب أصوات فنية هامة من تونس وخارجها.
وأشار بن سعيد إلى أن هذه الاستراتيجية جاءت نتيجة لدراسة قام بها بمبادرة ذاتية للنظر في واقع الصناعات الثقافية في مختلف جهات الجمهورية والتي خلص من خلالها إلى أن الاشكال الأساسي يكمن في مركزية الفعل الثقافي اذ ان اغلب الاحداث الثقافية الكبرى تقام في العاصمة تونس وفي المدن الكبرى وهو ما يفسر غياب الصناعات الثقافية في الجهات خاصة الداخلية منها ومن هذا المنطلق تمت صياغة استراتيجية تقوم على اللامركزية بما من شأنه أن يدعم الفعل الثقافي في الجهات.
وحول تجربة مهرجان دقة الدولي قدم بن سعيد عدة أرقام تبين تطور ميزانية هذا المهرجان حيث تضاعفت أربع مرات خلال الأربع سنوات الأخيرة، في مقابل تراجع نسبة دعم الدولة لهذه الميزانية فبعد أن كان يُقام سنتي 2020 و 2021 بميزانية تقدر ب198 ألف دينار تونسي تساهم فيها الدولة التونسية بنسبة 90 بالمائة أصبحت ميزانيته سنة 2024 تُقدر ب 1 مليون و 325 ألف دينار تونسي تساهم فيها الدولة بنسبة 25 بالمائة فقط .
وأشار بالمناسبة إلى أن المهرجان حاول تقديم حلول لمشكل الإقامة للوافدين في غياب الفنادق في منطقة تبرسق التي يوجد فيها نزل واحد وغير قادر على استيعاب العدد الكبير للوافدين على المهرجان فتم الاتفاق مع عائلات من المنطقة لاستضافة ضيوف ورواد المهرجان.
وقدم محمد بن سعيد في مداخلته مختلف التفاصيل المتعلقة بتشريك الشباب في تنظيم مهرجان دقة الدولي والفرص المتاحة امامهم في مجال التكوين والدعم وتبادل الخبرات مع المهرجانات الأخرى في تونس وخارجها..
وبين أن الدراسة توصل من خلالها إلى الوقوف عند إشكاليات المهرجانات التونسية التي تفتقر إلى استراتيجيات واضحة على المدى البعيد بالإضافة إلى غياب دراسات الأثر والجدوى منها. كما انتقد بن غياب المختصين على رأس المهرجانات اذ يتم تكليف أفراد من اختصاصات أخرى ومن خارج الوسط الثقافي للإشراف على هذه الأحداث الثقافية وهو ما عبر عنه بغياب المهنية، كما أشار بالمناسبة إلى غياب التنسيق والتشبيك بين الفنانين ذاتهم من أجل تبادل الخبرات والاستفادة من مهارات بعضهم البعض..
وحول مسألة دعم الفنانين المحليين أصيلي منطقة دقة وتبرسق أشار بن سعيد إلى أن برنامج المهرجان في سنة 2025 سيتضمن تنظيم عروض في الشارع سيقدمها فنانون محليون من تبرسق مجانا للجمهور.
ومن مشاريع الدعم الموسيقي الهامة في القارة السمراء مشروع "ACCES Music in Africa conference " الذي قدمه "إيدي هاتيتيا" وهو عبارة عن منصة لدعم الفنانين الشبان على مختلف الأصعدة سواء من خلال تطوير المهارات أو البحث عن التمويل وغيرها. ويتضمن هذا المشروع تنظيم حدث سنوي لجمع مهنيي الموسيقى الأفارقة من أجل تبادل الخبرات والانفتاح على التجارب الأخرى والبحث عن الدعم والتشبيك.
وينتظم هذا الحدث سنويا في شهر نوفمبر على مدى ثلاثة أيام، وتتم اقامته كل مرة في بلد من البلدان الافريقية وقد احتضنته خلال سنة 2024 رواندا
ويقوم هذا المشروع على العمل الشبكي مع المهرجانات من مختلف البلدان الإفريقية بالإضافة إلى التشبيك مع المنصات المختصة في الموسيقى من أجل دعم الصناعات الموسيقية في أفريقيا. وانطلق هذا المشروع سنة 2017 وشمل بلدان إفريقيا جنوب الصحراء واليوم يعمل المشرفون عليه على الدخول للسوق الفنية في دول شمال إفريقيا.
ويدعم هذا المشروع المواهب الفنية من خلال التكوين وتنظيم الاقامات الفنية والورشات التقنية ويخصص ركنا لدعم النساء في المجال الموسيقي من خلال دورات تدريبية ودعم تقني وغيره من الأنشطة التي توفر لهن فرصا أكبر لتعزيز وجودهن في عالم الموسيقى.
الأخبار

.