جونيور ورونالدو.. بين أمجاد الأب.. وعقدة الأساطير - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
جونيور ورونالدو.. بين أمجاد الأب.. وعقدة الأساطير - عرب فايف, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 02:08 مساءً

في عالم كرة القدم، لا يحمل اسم أي لاعب ثقلًا يضاهي ما يحمله اسم كريستيانو رونالدو، أحد أعظم نجوم اللعبة عبر التاريخ.
ومنذ ولادة ابنه البكر، كريستيانو جونيور، عام 2008، باتت الآمال معلقة عليه ليكمل إرث والده الذي يعد رمزًا للإنجازات والإصرار والعمل الجاد.
ولأن رونالدو خلال هذه الأعوام، والتي قبلها، استمر في تسجيل الأهداف مع منتخب بلاده والنصر، إضافة إلى مواصلة مستواه المتألق، يرى الكثيرون مؤشرًا على أن جونيور سيكون وريثًا لهذا المجد.
جونيور نشأ في بيئة مليئة بالشغف في كرة القدم، بين سفر والده، ووجوده في أهم الأندية الأوروبية. بدأ مشواره في أكاديميات كرة القدم المرتبطة بمسيرة والده، من مانشستر يونايتد إلى يوفنتوس، حتى وصوله إلى النصر السعودي، حيث يلعب حاليًا مع فريق تحت 15 عامًا.
وعلى الرغم من أن كريستيانو الأب صرّح مرارًا أنه لن يضغط على ابنه لاحتراف كرة القدم، فإن المقارنات حتمية، ليس فقط مع والده، بل مع أبناء أساطير كرة القدم الآخرين، الذين حاولوا أن يسيروا على خطى آبائهم.
وعلى الرغم من حداثة سنه، بدأ جونيور في إثبات نفسه على الساحة المحلية، حيث كان أحد الأسماء البارزة في أكاديمية النصر خلال الموسم الماضي، الذي قاد النصر تحت 13 عامًا إلى تحقيق لقب الدوري السعودي الممتاز، مسجلًا العديد من الأهداف الحاسمة، ليصبح اسمًا مألوفًا لعشاق كرة القدم في السعودية.
وفي الموسم الجاري، واصل جونيور تألقه مع فريق النصر تحت 15 عامًا، حيث سجل 6 أهداف حتى الآن، منها أهداف حاسمة ضد فرق كبيرة مثل الهلال، الغريم التقليدي، إضافة إلى الاتحاد والشباب، ما أثار إعجاب المتابعين والمهتمين بتطور موهبته.
تكرار هذه النجاحات على المستوى العالمي ليس بالأمر السهل، حيث تشير تجارب أبناء أساطير كرة القدم العالمية إلى صعوبة تحقيق النجومية التي تضاهي الآباء.
إنزو زيدان، ابن الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، هو مثال حي على هذا التحدي، إنزو التحق بأكاديمية ريال مدريد وظهر مع الفريق الأول، لكن مسيرته لم تحقق التوقعات العالية، لينتهي به المطاف في أندية متوسطة، مثل ألافيس ولوزان السويسري.
وعلى المنوال نفسه، نجد دانييل مالديني، ابن باولو مالديني، الذي اختار اللعب في مركز الهجوم، وعلى الرغم من بداياته الواعدة مع ميلان، فإنه لا يزال يكافح لإثبات نفسه.
في إنجلترا، شهدنا تجربة هارفي نيفيل، ابن فيل نيفيل، الذي نشأ في أكاديمية مانشستر يونايتد، لكنه لم يحقق حتى الآن أي اختراق كبير في مسيرته. كذلك الحال مع برادلي رايت فيليبس، ابن إيان رايت، الذي حقق نجاحًا جيدًا في الدوري الأمريكي، لكنه لم يصل إلى مكانة والده الكبيرة في الكرة الإنجليزية.
أما في ألمانيا، فإن ديلي بليند، ابن داني بليند، يُعد من الأمثلة الناجحة، حيث أصبح لاعبًا دوليًا مع منتخب هولندا، وحقق نجاحات مع أياكس وأندية أوروبية كبرى.
وفي البرازيل، أثبت رومارينيو، ابن الأسطورة روماريو، نفسه لاعبًا جيدًا في الدوري البرازيلي، لكنه لم يصل إلى مستوى والده التاريخي.
على الجانب الإيجابي، هناك استثناءات تُثبت أن أبناء الأساطير يمكنهم النجاح. إيرلينج هالاند، ابن ألفي هالاند، يُعد الآن أحد أفضل المهاجمين في العالم، متجاوزًا بكثير إرث والده. كذلك الحال مع كاسبر شمايكل، ابن الحارس الأسطوري بيتر شمايكل، الذي قاد ليستر سيتي إلى تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز في إنجاز تاريخي 2016.
في السعودية، شهدت كرة القدم محاولات لافتة من أبناء أساطير اللعبة للسير على خطى آبائهم ومواصلة إرثهم الرياضي الكبير، محمد دابو، ابن الراحل أمين دابو، حاول أيضًا شق طريقه في الملاعب، باحثًا عن فرصة لإحياء جزء مما قدمه والده للنادي الأهلي، ولكنه لم يستطع الإكمال، واعتزل في 2002.
بدر وسلطان، ابنا الحارس الأسطوري محمد الدعيع، سعيا لإثبات قدراتهما، حيث بدأ بدر مشواره مع الهلال قبل أن يتنقل بين أندية مثل الرياض والمجزل، بينما خاض سلطان تجارب مع أندية مثل الفيصلي والشعلة، ولكن تجربتيهما لم تكن ناجحة.
أما ريان حمزة إدريس، ابن نجم الاتحاد السابق، فقد خاض تجربة احترافية في عدد من الأندية الأوروبية قبل أن ينضم إلى صفوف نادي الحوراء السعودي، مؤكدًا عزمه على مواصلة مسيرة والده، كذلك الحال بالنسبة إلى عدي حسين عبد الغني، ابن النجم الكبير حسين عبد الغني، تألق ظهيرًا أيمن مع فريق الاتحاد، ويُنتظر أن يحقق مستقبلًا واعدًا يعيد فيه ذكريات والده مع المنتخب السعودي وأندية الأهلي والنصر، ويبرز في أكاديمية مهد الرياضية التابعة لوزارة الرياضة عبد العزيز ياسر القحطاني، الذي يطمح إلى أن يصبح أحد نجوم خط الهجوم، مستلهمًا تألق والده السابق مع القادسية والهلال والمنتخب السعودي.
وعلى الرغم من كل هذه الأمثلة، يبقى لجونيور رونالدو وضع خاص، الدعم الهائل الذي يتلقاه من والده، والموارد المتاحة لتطوير موهبته، والبيئة المحترفة التي نشأ فيها، كلها عوامل تمنحه فرصة فريدة.
ومع ذلك، تبقى كرة القدم لعبة قاسية، لا تعترف بالأسماء، بل بالموهبة والعمل الجاد.
تصريحات كريستيانو عن ابنه تكشف كثيرًا عن العلاقة بينهما. في أحد الأيام، قال جونيور لوالده: «أبي، أبقَ في الملاعب لبضعة أعوام أخرى، أريد أن ألعب معك».
في الرياض، يترقب عشاق النصر والبرتغاليون معًا ما سيقدمه هذا الفتى الذي يحمل إرثًا ثقيلًا.
حلم أن يصبح قائدًا للنصر، أو أحد نجوم البرتغال، يراود الجميع، لكن الزمن وحده سيكشف ما إذا كان جونيور قادرًا على تحقيق المجد الخاص به، أم سيظل اسم والده هو الظل الذي لا يمكن تجاوزه، كرة القدم كانت دائمًا لعبة الأحلام، وجونيور يملك كل ما يحتاجه ليحقق حلمه الخاص، حتى وإن كان والده قد حقق المجد كله قبله.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق