مع الشروق .. «جائزة نوبل للإبادة الجماعية».. لمَ لاَ ؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مع الشروق .. «جائزة نوبل للإبادة الجماعية».. لمَ لاَ ؟ - عرب فايف, اليوم الأربعاء 22 يناير 2025 12:23 صباحاً

مع الشروق .. «جائزة نوبل للإبادة الجماعية».. لمَ لاَ ؟

نشر في الشروق يوم 21 - 01 - 2025

2341406
مثلما فكّر المجتمع الدولي في احداث جائزة نوبل للسلام للتشجيع على الابداع على البحث العلمي وعلى ابتكار كل ما يساعد البشرية في مختلف مناحي الحياة.. يفترض أن يفكّر المجتمع الدولي في احداث «جائزة» لمدمري الحياة بالحروب وبالإبادة الجماعية عساها تكون لهم وصمة عار وتردع كل من يفكّر في اللجوء إلى غطرسة القوة ويستعمل السلاح لقتل الحياة وترويع الشعوب.. وحتى تكون للجائزة رمزيتها وحتى تتحول إلى مرجع للإنسانية على مرّ العصور فإن المرشح الأول لنيل جائزة «الإبادة الجماعية» هو نتنياهو الذي «أبدع» على مدى 15 شهرا في تقتيل وإبادة الفلسطينيين وفي تدمير الحجر والشجر وحرق كل مناحي الحياة في قطاع يضم أزيد من مليوني بشر تحوّلت حياتهم إلى جحيم لا يطاق.
في قواميس الغرب الاستعماري الذي زرع هذا الكيان الدخيل في قلب الوطن العربي.. والذي أطلق كذبة «أرض بلا شعب لشعب بلا أرض» ليقتلع الشعب الفلسطيني من أرضه ويهبها لقطعان المستوطنين، في قواميس هذا الغرب فإن الكيان الصهيوني هو «واحة للديمقراطية» وسط محيط «متوحش».. وهو «زهرة نبتت في صحراء الشرق الأوسط» وقد رأى العالم طبيعة هذه «الواحة» التي تسكنها أشرس الوحوش.. ووقف على حقيقة هذه «الزهرة» وقد ظهرت على حقيقتها كنبتة خبيثة لا تزرع إلا الموت والدمار في محيطها. ومع أن هذا الكيان أصرّ طيلة 15 شهرا على ممارسة هوايته المفضلة في قصف الفلسطينيين وقتلهم وتعريضهم إلى إبادة ممنهجة.. إبادة طالت البشر والحجر والشجر والمستشفيات والمدارس ولم تسلم منها حتى أشلاء الشهداء.. مع كل هذا فإن هذا الغرب «المتحضّر جدّا» و«الإنساني جدّا» ظل يتلذذ بالفرجة.. بل ويتلذذ بالمشاركة في «عرس الدم» بتوفير الأسلحة والتمويلات وبتوفير الغطاء السياسي لهذا الكيان بما مكّنه من الفسحة الزمنية اللازمة لانجاز مهمته القذرة.. والمتمثلة في تدمير كل مناحي الحياة في قطاع غزة وتحويله إلى فضاء فسيح يسكنه الموت والخراب والدمار.. كل ذلك في سبيل دفع أهالي القطاع لمغادرة أرضهم والتخلي على انقاض مساكنهم تحقيقا لهدف الحرب الحقيقي متمثلا في تهجير الفلسطينيين تمهيدا ل«توسيع» مساحة إسرائيل.. وكذلك تمهيدا لقيام "إسرائيل الكبرى "الممتدة من النيل إلى الفرات وهي أهداف لا تزال قائمة وقد يعود نتنياهو إلى الحرب لتحقيقها.
من هذه الزاوية فإن هذا الغرب المنافق هو مشارك أصيل في جريمة القتل والإبادة ويفترض أن يسأل كما يُسأل مجرم الحرب نتنياهو عن إبادة عشرات الآلاف وعن تحويل حياة أكثر من مليوني مواطن إلى جحيم لا يطاق.. وكما عرّى «طوفان الأقصى» الطبيعة العنصرية الحاقدة للكيان الصهيوني فقد عرّى نفاق الغرب.. وكشف الوجه الحقيقي للأنظمة الغربية التي انحازت للظلم وللقتل حتى ضد رغبة وإرادة شعوبها التي انتفضت تعبيرا عن رفضها للغطرسة الصهيونية ونصرة للشعب الفلسطيني ولحقه في التحرر والانعتاق.
«طوفان الأقصى» أسقط كل الأقنعة التي كان يختفي وراءها الكيان الصهيوني والغرب كما عرّى الوجوه القبيحة للعديد من الأنظمة العربية التي آثرت الانحياز للعدو الصهيوني وأغدقت عليه بالأموال وبالأسلحة وبالبضائع ولم تتوقف عن التحريض على رجال المقاومة والتشجيع على إبادتهم ولو بإبادة نصف سكان القطاع.. لكل هذه الاعتبارات فإن ما حدث في غزة يعدّ سابقة تاريخية.. والسابقة يفترض أن تقابل بسابقة.. والسابقة تتمثل في احداث «جائزة نوبل للإبادة الجماعية» طالما أن السلام لا يأتي وطالما أن البشرية تغرق في المزيد من الحروب والصراعات.. فلماذا لا تقلب المعادلة عسى أن يرتدع مجرمو الحرب ويغيب تجار الموت من الساحة..
وحين يتم احداث هذه الجائزة ولو في إطار محاكمات شعبية فمن يكون أجدر من بنيامين نتنياهو ليكون أول فائز بها.. مكافأة له على جهوده وتفانيه وابداعه في قتل وإبادة المواطنين العزّل.. وكذلك على اصراره طيلة 15 شهرا بالتمام والكمال على ممارسة الهواية الصهيونية في القصف والتفجير والتدمير والقتل والابادة.. هذا إن لم يَعُد بَعْد مراحل الاتفاق الثلاث إلى ممارسة هذه «الهواية».
عبد الحميد الرياحي

.




إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق