في الوقت الراهن، تشهد الأسواق العالمية توترات اقتصادية متزايدة، مما يثير اهتمام المستثمرين بالأصول الثمينة، كالذهب،رجل الأعمال المهندس نجيب ساويرس، رئيس شركة أوراسكوم للاستثمار القابضة، قدّم توقعاته حول أسعار الذهب في الفترة المقبلة بناءً على تطورات سياسات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقرار عودة أسعار الفائدة إلى الارتفاع،هذا الموضوع ليس مجرد حديث عابر، بل يتطلب تحليلًا دقيقًا للأسباب والدوافع التي قد تؤثر على مستقبل الذهب، خاصة في ظل الظروف العالمية الراهنة.

إقبال الصين وروسيا على شراء الذهب

أوضح ساويرس خلال مقابلة تليفزيونية على قناة “العربية بيزنس” أنه يرى مستقبلًا واعدًا للاستثمار في الذهب، وذلك بسبب إقبال الدولتين الكبريين، الصين وروسيا، على شراء كميات ضخمة من الذهب،حيث يُعزى هذا الإقبال إلى مخاوف كلاهما من التأثيرات المحتملة لتحكم الدولار في اقتصاديتهما،هذا الاتجاه يعكس محاولة هاتين الدولتين لتأمين احتياطياتهما من الذهب كتحوط ضد المخاطر المستقبلية المحتملة.

خوف روسيا والصين

وأوضح ساويرس أن الصين وروسيا لن تتوقفا عن شراء الذهب نظرًا للخوف من أي تقلبات عالمية قد تنجم نتيجة لأي قرارات سياسية واقتصادية من قبل ترامب،إن هذا السلوك يؤدي إلى تعزيز الطلب على المعدن النفيس، وهو ما يمهد الطريق لارتفاع أسعاره في الأسواق العالمية،يظهر ذلك جليًا من خلال السياسات الاقتصادية التي تتبناها هذه الدول والتي تركز على تقليل الاعتماد على الدولار الأمريكي.

توقعات أسعار الذهب عالميا

أكّد ساويرس أن الذهب يعتبر عملة عالمية، وبالتالي يتوقع أن تستمر أسعار الذهب في الارتفاع على المستوى العالمي،إن استقرارية المعدن الأصفر كملاذ آمن في فترة عدم اليقين الاقتصادي تجعل منه خياراً جذاباً للمستثمرين،هذا الاستثمار يعد خطوة استراتيجية في إطار أي خطة لتأمين الثروات، خاصة مع التغيرات المستمرة في الاقتصاد العالمي.

في الختام، يمكن القول إن توقعات أسعار الذهب المدعومة بالاستثمارات المتزايدة من قبل الصين وروسيا تشير إلى مستقبل واعد لهذا المعدن الثمين،الأمر يتطلب من المستثمرين متابعة الأحداث الاقتصادية والسياسية وتأثيراتها المحتملة على أسعار الذهب، نظرًا لارتباط هذا المعدن ارتباطا وثيقًا بالاستقرار المالي العالمي،كما يلزم النظر في دور سياسات الفائدة والعوامل المترتبة على التغيرات السياسية للأخذ بعين الاعتبار عند اتخاذ قرارات الاستثمار.