تناولت صحيفة “فاينانشيال تايمز” البريطانية الخطوات الأولية التي من المتوقع أن يتخذها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عند توليه منصبه،وقد صرح ترامب بأنه يعتزم أن يكون “ديكتاتورًا” في أول يوم له، حيث يقوم بتوقيع حوالي 100 أمر تنفيذي تشمل مجالات متعددة مثل الهجرة والرسوم الجمركية وتخفيف القيود على قطاعات متنوعة،يُظهر هذا التوجه رغبة ترامب في إعادة هيكلة السياسة الأمريكية وتنفيذ وعوده الانتخابية، مما يثير تساؤلات حول قوته في التعامل مع الكونجرس ومدى تأثيره على السياسة الداخلية والخارجية.

إعادة ضبط السياسة الأمريكية

أكدت الصحيفة أن ترامب وفريقه يهدفون إلى إعادة ضبط السياسة العامة للولايات المتحدة، مع التركيز على تحقيق التغيير الموعود خلال الحملة الانتخابية،يسعى ترامب لعكس توجهات وتدابير سلفه، جو بايدن، في مجموعة متنوعة من السياسات،إن الخطوات الأولى التي سيقوم بها ترامب تعكس إيمانه بقدرة الرؤساء على اتخاذ قرارات أحادية، ما يثير القلق بشأن التوازن بين السلطات في الحكومة الأمريكية.

تشتمل الأوامر التنفيذية التي يجري إعدادها على قضايا محورية مثل فرض قيود على الهجرة وتقديم تخفيضات في القيود التنظيمية، بينما يتم تسليط الضوء على أبرز الأولويات مثل حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بالحدود الجنوبية،تهدف هذه التحركات إلى التعامل مع ظاهرة الهجرة بشكل صارم، عبر احتجاز المهاجرين وتشديد شروط اللجوء، وهو ما يُعتبر جزءًا من أكبر عمليات الترحيل التي شهدتها الولايات المتحدة.

فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات

يسعى ترامب إلى تحقيق اتفاقات تجارية جديدة هدفها إنتاج المصانع الأمريكية من خلال فرض رسوم جمركية مرتفعة على الواردات،في الوقت الذي يفضل فيه البعض من النواب الجمهوريين تقطير النمو الاقتصادي من خلال خلق بيئة تجارية أكثر عدلًا، يتوقع ترامب أن تؤدي خطواته هذه إلى تحسين الأوضاع الاقتصادية في أمريكا،يتضمن هذا استخدام الرسوم الجمركية كوسيلة للتفاوض مع الشركاء التجاريين، ما قد يؤثر على القدرة التنافسية للشركات الأمريكية.

ناقش مستشارو ترامب أيضًا خيارات متنوعة لفرض الرسوم بشكل تدريجي، مما قد ينعكس على صناعات محددة مثل الطاقة والدفاع،رغم وجود تحفظات تقليدية من بعض النواب، إلا أنهم يعبرون عن دعمهم لتحركات ترامب وقدرته على الجرأة في تبني سياسة تجارية جديدة،يتوقع هؤلاء النواب أن تسفر هذه التحركات عن مزيد من الدول المفاوضة لتحسين الأوضاع الاقتصادية، مما يعزز التوقعات الإيجابية بشأن نتائج تلك السياسات.

وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل

على الصعيد الدولي، تشير “فاينانشيال تايمز” إلى أن ترامب سيواجه تحديات تتعلق بالسياسة الخارجية، وبالأخص مسألة الانتهاء من اتفاقية وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل،من المنتظر أن يسعى ترامب لدعم تكامل صناعة الطاقة الوطنية خلال فترة رئاسته،ويتضمن ذلك اتخاذ تدابير للحد من البيروقراطية وإزالة القيود التي وضعها بايدن، والذي يعتبر تحديًا كبيرًا في أولى أيام ولاية ترامب الجديدة.

تشير التوقعات إلى أن تحركات ترامب في الأيام المقبلة ستلقي بظلالها على الأسواق المالية، مع إمكانية حدوث تغييرات جذرية في استراتيجيات الحكومة الفيدرالية،يتمحور هذا التحول حول تعزيز الهيمنة الأمريكية في مجالات الطاقة وتعزيز قوة الاقتصاد الوطني، وهو ما يمثل استراتيجية واضحة لمستقبل السياسة الأمريكية.