نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
النحّالون والرعاة .. من ضحايا الحرب - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 14 يناير 2025 12:14 مساءً
لم تسلم الحيوانات التي اعتاد أهل القرى اللبنانية على تربيتها، من قسوة الحرب الأخيرة التي شنها العدو الإسرائيلي على لبنان. على مر الزمان، إشتهرت القرى اللبنانية، وخاصة الجنوبية والبقاعية، بتربية الحيوانات الداجنة مثل الغنم والبقر والماعز والدجاج، إضافة الى النحل.
وفيما كان بعضهم يعتبرها مصدر دخل ثانوي، شكل هذا القطاع مصدرًا رزق أساسيًا لدى الكثيرين من أبناء هذه المناطق، حيث يعتمدون على بيع منتجاتها مثل بيض الدجاج، وحليب البقر، وجلود الخراف، وعسل النحل.
الرعاة.. بين القصف وخسارة المواشي
لم يكن من السهل على سكان البلدات اللبنانية التعامل مع وابل القذائف التي انهالت عليهم صبيحة الثالث والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي. كان النزوح يمثل أولوية لأهل القرى التي تعرضت للعدوان بهدف الحفاظ على حياتهم، فتركوا كل شيء خلفهم، بما في ذلك مواشيهم. ولم يسعفهم الوقت في تأمين الماشية، ومنهم من حاول أن يأخذها معه إلى حيث اتجه، ومنهم من لم يتمكن سوى من فتح أبواب الحظائر.
يروي حسن الحاج علي، أحد رعاة قرية ميفدون الجنوبية، قصته مع الحرب والنزوح. يقول إنه أصرّ في البداية على البقاء في منزله، بعد أن أمّن الحماية اللازمة لبقية أفراد عائلته. حسن الذي بقي في البداية لرعاية قطيعه المكون من 17 نعجة، فضلا عن أكثر من 60 دجاجة، أجبرته شدة القصف المتواصل على ترك القطيع واللحاق بعائلته صبيحة اليوم التالي.
وفور انتهاء العدوان، عاد حسن إلى بيته، وكان أول شيء فعله هو تفقّد القطيع، فلم يجد سوى جماجم الأغنام وعظامها، بعد أن أصبحت فريسة للضباع والكلاب الشاردة. ورغم ذلك، أعرب حسن عن تفهمه لضغوط اللجان المعنية بالتعويضات، مشيرًا إلى أن حجم الدمار في البلدات اللبنانية يجعل معالجة الأضرار أمرًا معقدًا، آملا بأن لا يتم نسيان أبناء هذا القطاع.
النحّالون يُحصون خسائرهم
على الجانب الآخر، كان للنحالين نصيب كبير من المعاناة، حيث تزامنت فترة تحضير خلايا النحل في شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر، وهي الفترة التي يتكاثر فيها النحل ويستخرج اللقاح من الأزهار لتحويله إلى عسل، مع تصاعد العدوان الإسرائيلي.
ويشير قاسم غندور، النحال المعروف في النبطية الفوقا، إلى خسائر كبيرة تكبدها خلال هذه الحرب. كان يعمل على تجهيز خلايا النحل لحمايتها من الدبابير عندما توسع العدوان. وحين عاد إلى الديار بعد انتهاء الحرب، لم يجد سوى بقايا قفران نحل قليلة، بعدما كان يمتلك ما يزيد عن 70 قفير نحل. وعند سؤاله عن حجم خسارته، أخبرنا قاسم بأنها تعادل قرابة (10 آلاف) دولار، كما أكد أنه لن يتمكن من انتاج العسل هذا العام.
لم تقتصر الأضرار لديه على النحل فقط، بل امتدت إلى دجاجات مزرعته التي وجدها ميتة هي الأخرى. يعتقد غندور أن الكلاب والثعالب كانت السبب، إذ استبعد أن يكون نقص الغذاء هو العامل المؤدي إلى موتها.
لحقت خسائر كبيرة بمربي المواشي والنحل، ولعل وقعها كان أصعب على أولئك الذي يتخذون من تربيتها مصدرا أساسيا للعيش. وهم يأملون أن تشملهم عملية التعويض لمساعدتهم على إنطلاقة متجددة ومواسم إنتاج جديدة.
المصدر: موقع المنار
0 تعليق