نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هزيمة قوات الدعم السريع.. ماذا تعني سيطرة الجيش السوداني على ثاني أكبر مدينة سودانية ”ود مدني”؟ - عرب فايف, اليوم الأحد 12 يناير 2025 09:57 مساءً
أعلن الجيش السوداني يوم السبت 11 يناير 2025 عن دخوله مدينة ود مدني بعد أكثر من عام من سيطرة قوات الدعم السريع عليها. وتعد مدينة ود مدني ذات أهمية استراتيجية كبيرة، حيث تربط خمس ولايات سودانية ببعضها، وتتمتع بمكانة اقتصادية مهمة، كونها عاصمة ولاية الجزيرة، وهي ثاني أكبر مدينة سودانية من حيث الكثافة السكانية وأقربها إلى العاصمة الخرطوم.
وقال الجيش السوداني في بيان رسمي إنه تمكن من دخول المدينة من عدة محاور، مضيفًا أنه قام بتفتيش المدينة للتأكد من خلوها من عناصر قوات الدعم السريع. كما نشر الجيش السوداني مقطعًا مصورًا قال إنه يظهر "أسرى" تم تحريرهم من سجون قوات الدعم السريع.
وفي منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أكد قائد الجيش السوداني ورئيس مجلس السيادة الانتقالي عبد الفتاح البرهان أن "عهد القوات المسلحة السودانية لشعبها هو استعادة كل شبر دنسته مليشيا آل دقلو ومرتزقتها". كما وجه البرهان تحية إلى الشعب السوداني، واصفًا إياه بالصابر على "أذى المليشيا الإرهابية".
من جانبه، اعترف القائد العام لقوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو (حميدتي) بدخول قوات الجيش السوداني إلى مدينة ود مدني وسيطرتها عليها. وفي رسالة صوتية وجهها إلى عناصر قواته، قال حميدتي: "الحرب كر وفر، خسرنا جولة ولكن لم نخسر المعركة". وأضاف أن سبب خسارة المدينة يعود إلى التفوق الجوي للجيش السوداني، مؤكدًا أن قواته ستستمر في القتال، قائلاً: "سنقاتلهم 21 سنة، وستتغير الموازين". وطالب حميدتي قواته بإعادة تنظيم الصفوف ورفع الروح المعنوية.
يأمل قادة الجيش السوداني أن يشكل استعادة مدينة ود مدني نقطة تحول في الصراع مع قوات الدعم السريع، وأن يستطيع الجيش بسط سيطرته على المزيد من المناطق مستفيدًا من الزخم المعنوي الحالي. وأظهرت مقاطع مصورة على مواقع التواصل الاجتماعي احتفالات المواطنين السودانيين بسيطرة الجيش على المدينة.
وكانت قوات الدعم السريع قد سيطرت على مدينة ود مدني في ديسمبر 2023 قبل أن يستعيدها الجيش السوداني في 11 يناير 2025.
ويستمر الجيش السوداني في السيطرة على ولايات البحر الأحمر وكسلا والقضارف والشمالية وسنار بالكامل، كما يسيطر على نحو 90% من ولاية نهر النيل. في المقابل، تسيطر قوات الدعم السريع على حوالي ست ولايات، غالبيتها في إقليم دارفور، بينما يتقاسم الطرفان المتحاربان السيطرة على العاصمة الخرطوم وولايات الجزيرة والنيل الأبيض وكردفان.
وفيما يتعلق بالمواقف الدولية، أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في 7 يناير 2025 فرض عقوبات على القائد العام لقوات الدعم السريع، محمد حمدان دقلو (حميدتي)، كما فرضت عقوبات على سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع في دولة الإمارات العربية المتحدة. وتتهم واشنطن أفرادًا من قوات الدعم السريع والقوى المتحالفة معها بارتكاب "عمليات إبادة جماعية"، فضلاً عن "جرائم الاغتصاب" والقتل على أساس عرقي. وقد انتقدت قوات الدعم السريع قرار العقوبات الأمريكي، وتنفي ارتكاب عناصرها أي جرائم ضد المدنيين السودانيين.
يعيش السودان أكبر أزمة نزوح في العالم، حيث اضطر أكثر من 11 مليون شخص إلى الفرار من ديارهم منذ اندلاع الحرب، منهم حوالي 3 ملايين عبروا الحدود إلى الدول المجاورة. وتفيد تقارير الأمم المتحدة بانتشار أمراض الكوليرا والملاريا وحمى الضنك والحصبة الألمانية بشكل سريع بسبب انهيار البنية التحتية، وتوقف عمل الأنظمة الصحية الحيوية وشبكات المواصلات ومرافق المياه والصرف الصحي.
وتطالب الأمم المتحدة طرفي الصراع بضرورة وقف الأعمال القتالية والتوصل إلى هدنة إنسانية لتوفير الفرص اللازمة للحوار وضمان حماية المدنيين وفقًا لحقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. كما أكدت ضرورة التزام الطرفين بضمان تدفق المساعدات الإنسانية.
من جهة أخرى، تشير التقارير الأممية والحقوقية إلى انتهاكات إنسانية واسعة تشمل القتل العشوائي واستخدام المدنيين كدروع بشرية، إضافة إلى عمليات الاغتصاب والاعتداءات الجنسية. ورغم صعوبة تحديد عدد القتلى بدقة منذ بداية الصراع المسلح في أبريل 2023، تشير تقديرات بعض المنظمات الإنسانية إلى أن عدد القتلى قد يتجاوز 150 ألف شخص.
0 تعليق