خمسة وعشرون عاما بالتمام والكمال من العطاء والتميز الإعلامي، خمسة وعشرون عاما كانت شاهدة على ميلاد واحدة من أهم المؤسسات الصحفية في العالم العربي، إنها جمعية الصحفيين الإماراتية، التي باتت اليوم عنوانا للفخر والتقدم والحرية المسؤولة.
في تلك الرحلة الممتدة والزاخرة، لم تكن الجمعية مجرد مبنى أو كيان إداري بل كانت صوتا نابضا يمثل نبضات قلوب الصحفيين وآمالهم في وطن جعل الإعلام ركيزة أساسية من ركائز تنميته ونهضته الحضارية..
لقد بدأت الحكاية في يناير عام 2000، حين تجلت الإرادة الصحفية في إنشاء تنظيم يوحد العاملين في الصحافة الإماراتية تحت مظلة واحدة، يدافع عن حقوقهم ويعزز مكانتهم، ويسهم في تعزيز ثقافة الحرية المسؤولة. بقرار وزاري رسم معالم الطريق، أشهرت الجمعية في 30 سبتمبر 2000، لتفتح الباب أمام عصر جديد من العمل الصحفي الحر والمتطور.
وعلى مدى ربع قرن، تحولت الجمعية إلى منبر مؤثر في مسيرة الإعلام العربي، ليس فقط من خلال الدفاع عن حقوق الصحفيين، بل من خلال التزامها بنشر القيم السامية للصحافة، المتمثلة في النزاهة والشفافية واحترام الحقيقة..
كانت ولا تزال تسير بخطى ثابتة نحو ترسيخ مفاهيم حرية التعبير المسؤولة، بما يتماشى مع القيم الأصيلة لدولة الإمارات، التي تفخر بقيادة حكيمة تؤمن بدور الكلمة في بناء المستقبل.
وفي هذه المناسبة العظيمة لا يمكنني كعربي كويتي، لدي مسيرة ممتدة لعقود مع العمل الإعلامي والصحفي، إلا أن أستحضر مشاعر الفخر والاعتزاز بإنجازات الأشقاء في دولة الإمارات، فإنها مسيرة نهضة شاملة قادها صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان الرجل الذي جعل من الرؤية واقعا ومن الحلم حقيقة، بقيادته الحكيمة، شهدت الإمارات قفزات نوعية في كل المجالات، وكان الإعلام شريكا رئيسيا في هذه النهضة، رافعا راية الوعي والمعرفة ومسهما في رسم صورة مشرقة للإمارات على الساحة الدولية.
صدقا إن دولة الإمارات اليوم ليست فقط واحة للابتكار والازدهار الاقتصادي، بل هي أيضا منارة للفكر والثقافة والانفتاح على العالم، كما أن الصحافة الإماراتية باتت رمزا يعكس هذا التميز، حيث أصبح الإعلام قوة ناعمة تؤكد مكانة الدولة بين الأمم، وتقدم للعالم نموذجا يحتذى في توظيف الإعلام لخدمة التنمية والمجتمع.
ولقد تلقيت دعوة كريمة لحضور احتفالات اليوبيل الفضي لجمعية الصحفيين الإماراتية، وهو شرف كنت أتمنى أن أشارك فيه بكل جوارحي، لكن الظروف الصحية حالت دون ذلك، ورغم غيابي الجسدي، فإن روحي وأمنياتي الطيبة حاضرة هناك مع زملائي وأشقائي الذين يواصلون بناء هذه المسيرة العظيمة.
وأقولها بكل فخر وصدق إن الصحافة ليست مجرد مهنة بل هي رسالة، وعندما يجسد العمل الصحفي هذا المعنى السامي، يصبح الإعلامي جنديا في معركة الحقيقة، ويبني بالكلمة مستقبلا واعدا لأجيال قادمة.. فهكذا فعلت جمعية الصحفيين الإماراتية وهكذا ستظل، رمزا للتميز والإبداع ومنارة للأمل والعطاء.
وفي الختام، أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات إلى الأشقاء في الإمارات قيادة وشعبا بمناسبة هذه الذكرى المجيدة..
دامت الإمارات وطنا للمحبة والسلام ودام إعلامها حرا نابضا بالحياة وحاملا لواء الكلمة الصادقة والمسؤولة.
للمزيد تابع
خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك
قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار الرياضية فى هذا المقال : أخبار الرياضة - جمعية الصحفيين الإماراتية.. خمسة وعشرون عاما من العطاء - عرب فايف, اليوم الأحد 12 يناير 2025 08:23 مساءً
0 تعليق