سيدتي، أشكرك على حسن الإستقبال والإصغاء، وأتمنى أن يديم الله علينا هذا المنبر الطيب الذي نلجأ إليه كلما ضاقت بنا السبل.
أحيط علما سيدتي أنني لملمت أشلائي المبعثرة وحاولت أن استجمع قواي حتى أبثّ بين يديك ما يقض مضجعي ويدمي فؤادي. فكربي والله وحده الذي يعلم-شديد وكبير.
كيف لا وأنا إمرأة شريفة عفيفة طاهرة، جبلت على مكارم الأخلاق وحسن التربية. وبالرغم من كل المآسي التي لوّنت ربيع عمري إلا أنني لم أفقد الأمل وإعتصمت بحبل الله طالبة الفرج.
عشت طفولة إختلط فيها اليتم بالحرمان وقلة الحيلة، أمي المسكينة لم تتوانى بالرغم من ضعفها على حمايتي. وجعلي أحس بالإستقرار إلا أنه وكما يقال فاقد الشيء لا يعطيه.
تزوجت طالبة الستر والحماية، وتوسّمت في الزوج المتدين أن يعوضني يتم الأب ويجعلني الأولى والأخيرة في حياته. إلا أن الأمر لم يكن أبدا على ذات النحو.
مشكلتي التّي أتخبط فيها تكمن أن زوجي يتهمني في شرفي ويؤكد لي من أنني على علاقة بالعديد من الرجال.
الله وحده أعلم من أنني لست كذلك، وجدران بيتي تشهد على عفتي وطهارتي فأنا لا يمكنني باي حال من الأحوال. أن أدنس شرف الرجل الذي منحني إسمه، خاصة وأنه تقيّ وصاحب سمعة حسنة.
اليوم أحيا سيدتي هجر زوجي الذي لم يأتي إلى البيت وخيرني بين البقاء تحت ظل الهجران أو أن أنصرف إلى بيت أهلي. محمّلة بخيبة أمل كبيرة يزينها لقب المطلقة لأنني خنت العهد.
لست اقدر على التحمل خاصة في سني هذا وقد عانقت العقد الخامس. كما وأنني أم لأبناء لا اريد لهم أن ينهاروا أكثر من هذا ، فشهادة والدهم التقي الورع كانت كفيلة بردم صورة الأم الحنون التي تخاف حتى من ظلها.
أعاني ليل نهار من هذا الإتهام الذي لم يزدني إلا إصطبارا ، حيث أنني أناجي الله في عتمة الليل أن ينير دربي ويفرج عنيّ.
قد تعتبرين سيدتي أنّ ما أحسه هينّ، لكنّ مصابي كبير والله أعلم بحالي، فما السبيل للخروج من هذه الورطة؟.
أختكم ن.جميلة من الغرب الجزائري.
الرد:
أختاه، أعانك الله على ما أنت فيهـ وجعل صبرك وإصطبارك على الإبتلاء في ميزان حسناتك.
أحسست من خلال كلماتك حجم الألم والإنهيار النفسي الذي ألمّ بك جرّاء هذا المصاب. الذي لم يكن ليكون بهذه الوطأة لولا أنه أتاك من زوجك الذي كنت تتوقين إلى أن يعم الإستقرار حياتك إلى جانبه.
لمست من خلال مكالمتك إنهزاميتك وعدم محاولتك الدفاع عن نفسك وتبرئتها من هذا الإتهام.
كما أنني إحترت من زوجك الذي جعل من الهجران سبيلا للهروب من مواجهة قد تكون كفيلة برأب الصدع الموجود بينكما.
ليس لديك دليل دامغ يؤكد إرتكابك للجرم ، حيث أن ما أخبرك به زوجك من معاقرتك الرجال في عقر داره. قد يكون من فرط الوساوس التي قد خيمت على أفكاره.
خاصة أمام ما نسمعه من قضايا الشرف وبعض الزوجات-سامحهن الله-اللواتي سولت لهن أنفسهن العبث بسمعة وإسم أزواجهن.
إستسلمت للبكاء، وجعلت من أبنائك يصدقّون أنك سيئة، لم تحاربي ولم تنتفضي وقبلت بالأمر الواقع. وكأنك أنت أيضا سلّمت بأنك لوثت شرف رفيق دربك.
حريّ بك سيدتي أن تبحثي عن زوجك وتطلبي منه بإلحاح اللقاء حتى تتناقشا. فرجل متدين مثله لا يمكن أن يرمي عليك بأصابع الإتهام بلا سبب.
قد يكون متعبا نفسيا، وقد تكون في قلبه هواجس بدديها أنت بتذكيره بأجمل لحظات العمر التي جمعت بينكما.
أكدي له من أنك مستعدة للبدء معه من جديد وكأن شيء من هذه الإتهامات الباطلة التي رماك بها لم يكن.
تغاضي وأجعلي من هذا المصاب مشكلا عارضا يمكن تجاوزه وتسامحي مع زوجك ما لمست منه الرغبة في البدء من جديد.
عليك أن تحتوي الوضع فالإنسحاب بمبدأ الثأر لكرامتك سيجعل حياتك تنقلب رأسا على عقب. وستعود بك عجلة الحياة إلى النقطة الصفر وهذا ما لا يجب أن يكون وأنت في هذه المرحلة من العمر.
تماسك وشجاعة هما أكثر ما يجب أن تتسلحي بهما أمام هذا المصاب وتأكدي من انّ الأمور بإذنه جل وعلا ستعود إلى مجاريها بينك و بين من جعلته الأمل في حياتك.
ردت: س.بوزيدي.
إضغط على الصورة لتحميل تطبيق النهار للإطلاع على كل الآخبار على البلاي ستور
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة النهار ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من النهار ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق