أم كلثوم.. «كوكب الشرق» يتلألأ بعد 50 عاما من الرحيل - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أم كلثوم.. «كوكب الشرق» يتلألأ بعد 50 عاما من الرحيل - عرب فايف, اليوم الخميس 6 مارس 2025 04:20 مساءً

بعد مضي شهرٍ على ذكرى رحيلها الـ 50، تعدُّ وزارة الثقافة المصرية العام الجاري عامَ أم كلثوم بمناسبة مرور نصف قرن على وفاة السيدة، التي قالوا عنها، حقيقةً أو مجازًا، إنها الوحيدة التي استطاعت جمع العرب على شيءٍ واحدٍ عندما كانت الأسر والأصدقاء والأقارب، يلتفون حول أجهزة الراديو من المحيط إلى الخليج وهي تقدم أغانيها في الخميس الأول من كل شهرٍ.
عاشت أم كلثوم 76 عامًا، وبدأت حياتها الفنية في عمر الـ 13 منشدةً للتواشيح الدينية، وساعدها حفظ القرآن الكريم في سنٍّ مبكرة على تكوين درايةٍ كبيرةٍ باللغة العربية، وقدرةٍ واضحةٍ على نطق الكلمات، وإخراج الحروف بصوتٍ رقراقٍ كالذهب بعد أن يمر بمرحلة الصهر، ويتخلص من شوائب النحاس.
عاصرت «الست»، التي لُقِّبت أيضًا بـ «قيثارة الشرق» و«شمس الأصيل» و«كوكب الشرق»، الكثير من التقلبات السياسية في مصر والمنطقة، بما في ذلك الانتقال من الملكية إلى الجمهورية، والحروب العربية مع إسرائيل. رغم ذلك لا توجد دراسات بارزة، تركز على أم كلثوم بوصفها حالةً من حالات العلاقة «المستمرة والمتغيرة في شكلها وأهدافها من حين لآخر» بين الفن والسياسة. يقول النقاد ومؤرخو الفن: إن أم كلثوم، بعد أكثر من 100 عامٍ من ظهور أغانيها الأولى، وبعد 50 عامًا من رحيلها، لا تزال تتربع على عرش الأغنية الشرقية.
قدمت أم كلثوم أغانيها باللغة العربية الفصحى، وبالعامية المصرية، وللشعراء العرب القدامى والمعاصرين، وقدمت الأغنية الدينية، والوطنية، والعاطفية، وأغاني المناسبات.
يقول كريم «24 عامًا» الذي كان يجلس في مقهى «أم كلثوم» وسط البلد في القاهرة بينما تتردد في الخلفية أغنيتها الشهيرة «أنت عمري»: «مهما كان إيه الأغنية اللي بتسمعها تحسها معمولة ليك أنت».
كذلك كان لعقلية أم كلثوم دور في صناعة أسطورتها الباقية حتى الآن، فيرى ميشيل مدحت «27 عامًا» الذي كان أيضًا يجلس في المقهى نفسه، أنها «كانت بتختار الكلمات إللي بتغنيها ودي أكتر حاجة بتميز أم كلثوم، ما كانتش بتغني أي حاجة وخلاص».
أما المتخصصون، فلهم آراء أخرى، ويلقون الضوء على جوانب قد تخفى على الجمهور العادي. يشير الصحفي سيد محمود، الناقد في مجلة الأهرام العربي، إلى الحضور الطاغي، أو ما أصبح يطلق عليه «الكاريزما».
يقول إن «ثومة» كانت تتمتع بالقدرة على التجديد والابتكار والتنويع ذلك لأنها «مش معزولة عن عصرها، وده اللي خلاها دايما موجودة. لأنها عارفة الجملة الجديدة فين وبتروح لها».
ويضيف أنها كانت حالةً فريدةً بحضورها الطاغي في ليل القاهرة، وأن «أم كلثوم بتقدر تصل إليك في القاهرة من كل مكان، إما من بلكونة الجيران، أو من سائق تاكسي، أو من سيارة عابرة، أو بتلاقيها في مطعم، أو مقهى شعبي. الحضور ده مش متكرر لأي صوت تاني، لأنه مش حضور مبني على الصدفة. مع أم كلثوم أنت مش محتاج للصدفة».
من جهته، يشير الفنان فاروق سلامة، عازف الأكورديون بفرقة أم كلثوم، إلى عنصر المثابرة الذي سمح لعطائها بالاستمرار، ولنجمها بأن يلمع طويلًا في سماء الشرق. يقول: «هي بتعمل بروفات 7 أيام 8 أيام، قبل الحفلة وبعد الحفلة، ما تغلطش في كلمة، ما تنساش حاجة».
ويذكر محمود عبد الشكور، الناقد الفني، في مقال بجريدة الشروق المصرية عن أم كلثوم بعنوان «سيدة المونودراما الغنائية»: «الطرب لا يشترط إلا الاستعراض الصوتي، بينما الأداء الدرامي يشترط الفهم والإحساس والمطابقة بين المعنى والتعبير، وعلى قدر المطلوب بالضبط، ثم ضرورة انعكاس ذلك على الوجه ولغة الجسد، وهذا ما كانت تفعله ثومة ببراعة فطرية ومصقولة معًا، حتى قال الملحن محمد عبد الوهاب إنه لم تجتمع في صوت مغنية أخرى هذه القدرة على التعبير عن القوة والضعف معًا».
ويضيف عبد الشكور: «كيف يمكن أن تشخص ثومة، صوتًا وأداءً، إحساس عاشقة في العشرين، وهى تغني يا مسهرني، بينما كانت قد تجاوزت وقتها سن السبعين؟!».
ومن أشهر أغانيها في مسيرتها الطويلة «نهج البردة، وسلوا قلبي، والأطلال، وأنت عمري، وقصة الأمس، وألف ليلة وليلة، والرضا والنور، وحق بلادك، ونشيد الجلاء، وأغدًا ألقاك، وهذه ليلتي».
ومثلما غنت للشعراء القدامى وشعراء العصر الحديث، شدت أيضًا بألحان زكريا أحمد وأبو العلا محمد ومحمد القصبجي ورياض السنباطي ومحمد عبد الوهاب ومحمد الموجي وبليغ حمدي وسيد مكاوي وكمال الطويل.
كانت أم كلثوم حالةً فريدةً، صنعتها نشأتها وتربيتها الأولى، وموهبتها الفذة، والتزامها الشديد، وتضافرت مع كل ذلك عوامل وظروف سياسية ومجتمعية، ربطتها بالوجدان العربي كله، وهو ما ضمن لها الاستمرار، وجعلها حالة تستعصي بشدة على النسيان.


إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق