الرئيس الشرع: سوريا ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني ولا يمكن القبول باقتلاعه من أرضه - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الرئيس الشرع: سوريا ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني ولا يمكن القبول باقتلاعه من أرضه - عرب فايف, اليوم الخميس 6 مارس 2025 12:01 صباحاً

القاهرة-سانا

أكد السيد الرئيس أحمد الشرع أن الشعب السوري كما كان دائماً، سيبقى إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في كل خطوة من خطواتهم نحو التحرير والعدالة، مشدداً على أنه لا يمكن بأي شكل من الأشكال القبول بتهجير الشعب الفلسطيني واقتلاعه من أرضه، لأن ذلك لا يهدد الشعب الفلسطيني فحسب بل الأمة العربية بأسرها.

وأشار الرئيس الشرع في كلمة اليوم أمام القمة العربية غير العادية “قمة فلسطين” في القاهرة، إلى أن سوريا كانت ومازالت جزءاً لا يتجزأ من هذا البيت العربي الكبير، وعودتها إلى الجامعة العربية تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يعاني الوطن العربي من تحديات عديدة سياسية واقتصادية وإنسانية، ولا يمكن تجاوز هذه التحديات إلا من خلال التعاون المشترك وتعزيز العمل العربي الجماعي.

وفيما يلي النص الكامل لكلمة الرئيس الشرع:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه

أما بعد..  جلالة ملك مملكة البحرين حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة، فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، فخامة الأمين العام السيد أحمد أبو الغيط، أصحاب الفخامة والمعالي رؤساء الدول والحكومات العربية المحترمين، رؤساء الوفود، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إنني في هذا اليوم التاريخي أود أن أعبر عن شكرنا وامتناننا العميقين لكم جميعاً على دعمكم المستمر والتزامكم الراسخ تجاه الشعب السوري في هذه الظروف العصيبة التي يمر بها.

إن عودة سوريا ممثلة بشعبها السوري إلى جامعة الدول العربية بعد سنين من الغياب، هي لحظة تاريخية تعكس إرادتنا المشتركة في تعزيز التضامن العربي، وترسخ مفاهيم الوحدة والعمل المشترك في مواجهة التحديات التي نواجهها جميعاً.

لقد كانت سوريا ومازالت جزءاً لا يتجزأ من هذا البيت العربي الكبير، إن عودتها إلى الجامعة العربية تأتي في وقت بالغ الأهمية، حيث يعاني وطننا العربي من تحديات عديدة سواء كانت سياسية، اقتصادية أو إنسانية، لكننا نؤمن أن التحديات لا يمكن تجاوزها إلا من خلال التعاون المشترك وتعزيز العمل العربي الجماعي، وعودة سوريا إلى هذا المحفل العربي هي خطوة نحو توحيد صفوفنا لمواجهة هذه التحديات، والبحث عن حلول عربية لأزماتنا المشتركة.

إن سوريا على مدار تاريخها كانت وما زالت من أول الدول الداعمة للحقوق العربية، سواء في فلسطين أو في أي قضية تهم الأمة العربية، عودتنا إلى الجامعة العربية هي تأكيد على أن سوريا ستظل داعمة للقضايا العربية العادلة، وستسعى بكل إمكانيتها لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.

ونتقدم بالشكر الجزيل لكافة الدول العربية التي قدمت الدعم لشعبنا السوري في أصعب مراحله، إن هذا الدعم له بالغ الأثر في تعزيز قدراتنا على النهوض من جديد، ومواجهة التحديات الكبيرة التي مررنا بها، إن سوريا اليوم رغم التحديات عازمة على المضي قدماً في بناء مستقبل أفضل لشعبها وللأمة العربية.

أصحاب الفخامة والمعالي:

لقد شهدت فلسطين عدة فصول مأساوية في تاريخها، بدءاً من العدوان الإسرائيلي المستمر، وصولاً إلى سياسات الاستيطان والتهجير القسري التي تهدف إلى طمس هوية الشعب الفلسطيني، ومع الأسف وفي مرحلة دقيقة من تاريخ الأمة العربية، نرى اليوم محاولات جديدة لفرض حلول تسعى إلى إعادة رسم الخرائط السياسية للمنطقة على حساب دماء وأرواح شعب فلسطين، إن هذه الدعوة للتهجير القسري وصمة عار ضد الإنسانية بكل المعايير، وهي محاولة لإعادة إنتاج مأساة جديدة، تضاعف معاناة الشعب الفلسطيني الذي لا يزال يعيش في ظل الاحتلال، ويعاني من الحصار والدمار.

لقد شهدنا في السنوات الأخيرة محاولات مستمرة لتوسيع رقعة الاستيطان في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ومحاولات لتفريغ القدس من سكانها الأصليين، والآن يأتي التهديد الجديد الذي يسعى إلى تهجير ملايين الفلسطينيين من غزة، في خطوة تهدف إلى تجريدهم من حقهم الأصيل في العودة إلى ديارهم.

نحن في سوريا نعتبر أن هذه الدعوة هي تهديد ليس فقط للشعب الفلسطيني، بل للأمة العربية بأسرها، لأنها تمس جوهر القضية الفلسطينية التي هي قضية كل عربي، إن تهجير أهل غزة في هذا الوقت تحت أي مسمى أو مبرر هو بمثابة تطبيق عملي لمشروع تهجير أوسع، يسعى إلى اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم، وهو ما لا يمكن قبوله بأي شكل من الأشكال، إن هذا التهديد ليس مجرد قضية إنسانية بل هو اختبار لمدى التزامنا كعرب بقضيتنا المصيرية، ولقد حان الوقت لأن نقف جميعاً في وجه هذه المخططات ونرفضها بكل قوة.

إن ما يحدث اليوم في غزة يجب أن يكون جرس إنذار لجميعنا، فالعدو لا يتوقف عن عدوانه، والظروف الدولية والداخلية قد تساهم أحياناً في تهميش قضايا المنطقة، لكننا اليوم هنا لنقول بشكل واضح: إن الدول العربية يجب أن تتحد في مواقفها وأن تتحمل مسؤولياتها تجاه هذا الشعب الذي عانى من أفظع أنواع القهر والظلم.

كما نؤكد في الجمهورية العربية السورية أننا على استعداد تام للمساهمة في كل الجهود الإنسانية السياسية والدبلوماسية لإغاثة أهل غزة والضغط على المجتمع الدولي من أجل وضع حد لهذا العدوان، ولا شك أن الدور العربي في هذا السياق سيكون أساسياً، ويجب أن يتم تكثيف التعاون بين جميع الدول العربية لتقديم الدعم المادي والسياسي، وكذلك دعم التحركات الدبلوماسية التي تدعو إلى وقف إطلاق النار فوراً، ومن هذا السياق يجب أن نعيد التأكيد على حق الشعب الفلسطيني في العودة إلى دياره وحقه في تحقيق مصيره، إن غزة اليوم هي فلسطين، وفلسطين هي غزة، وكلنا اليوم هنا لنكون صوتاً واحداً للعدالة والسلام.

أصحاب الفخامة والمعالي:

في ذات السياق إن إسرائيل منذ احتلالها للجولان السوري في عام 1967 لم تتوقف عن انتهاك حقوق الشعب السوري، بل أمعنت في سياسات العدوان وحاولت مرات فرض واقع جديد في الأراضي المحتلة، هذا التوسع العدواني ليس فقط انتهاكاً للسيادة السورية بل هو تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها، ونؤكد أننا متمسكون تماما بالتزامنا باتفاق 1974 الخاص بالفصل بين القوات، الذي تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة، ولا يمكن بحال قبول أن يستمر الجانب الإسرائيلي في تجاهل هذه الاتفاقات وفي تقويض الاستقرار في المنطقة من خلال تصعيد الهجمات العسكرية وزيادة الاستيطان على الأراضي السورية.

إن هذا العدوان الإسرائيلي المتواصل إلى جانب الهجمات العسكرية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد هذا التصعيد.

إن التهاون في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي قد يفتح المجال لمزيد من التحديات والتهديدات على الأمن القومي العربي، لذا من الضروري أن تتحمل الدول العربية مسؤوليتها في دعم سوريا، وأن تتحد جهودنا لمحاربة هذه السياسات العدوانية التي لا تسعى إلا إلى زرع الفتنة والاضطراب في المنطقة، كما أننا نحث المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية، في دعم الحقوق السورية في الضغط على “إسرائيل” للانسحاب الفوري من الجنوب السوري، وعلى ضرورة وضع حد لسياسات الاحتلال الإسرائيلية التي تهدد الأمن والاستقرار الإقليميين، كما يجب أن تكون هناك إجراءات عملية لوقف هذه الاعتداءات المتواصلة.

أصحاب الفخامة والمعالي:

ختاماً أؤكد لكم أن الشعب السوري كما كان دائماً سيكون إلى جانب أشقائه الفلسطينيين في كل خطوة من خطواتهم نحو التحرير والعدالة، وأننا نعمل اليوم من أجل مستقبل أفضل لأجيالنا القادمة، وسنبذل كل جهد ممكن لضمان أن تكون هذه اللحظة التاريخية بداية لمرحلة جديدة من التعاون العربي المشترك الذي يعيد لقضايا العربية مكانتها في العالم.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق