مرصد مينا

أعلن مسرح فيلهارموني دي باريس، أحد أبرز المسارح في العاصمة الفرنسية، عن تنظيم حفل غنائي كبير لإحياء أغاني “كوكب الشرق” أم كلثوم بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيلها.

وأكدت دار الأوبرا المصرية مشاركتها في هذه الفعالية الكبرى التي شهدت نفاد تذاكر الحجز بالكامل، حيث تم بيع 2400 مقعد، بينما تم فتح قائمة انتظار للراغبين في حضور الحفل الذي سيُقام في بداية فبراير/ شباط المقبل.

وأشارت رئيسة دار الأوبرا المصرية، الدكتورة لمياء زايد، إلى أن هذا الإقبال الكبير يعكس قيمة الإبداع المصري والعربي على الساحة الدولية، مشيرة إلى أن هذه الاحتفالية تمثل دلالة على المكانة المرموقة التي تحتلها مصر في مجال الفن والثقافة العالمية. وأضافت أن مسرح فيلهارموني يُعتبر من أجمل المسارح في العالم.

بدوره الناقد الفني المصري محمد عبد الرحمن اعتبر هذه الاحتفالية جزءاً من سلسلة فعاليات دولية بمناسبة الذكرى الخمسين لرحيل أم كلثوم، مشيداَ بمكانتها الفريدة في تاريخ الفن العربي.

وأشار إلى أن الاحتفال في فرنسا يذكرنا بحفل أم كلثوم في باريس خلال الستينات، الذي كان يهدف لدعم المجهود الحربي في مصر.

الاحتفالية التي ستُقام في باريس في مطلع الشهر المقبل سيحييها أوركسترا الموسيقى العربية بقيادة المايسترو الدكتور علاء عبد السلام، بمشاركة نجوم الأوبرا رحاب عمر وإيمان عبد الغني.

الناقد الموسيقي أحمد السماحي أكّد أن أم كلثوم تظل أسطورة فنية خالدة رغم مرور 50 عاماً على رحيلها، لافتاً إلى أن أعمالها ما زالت حية وتملأ السمع والبصر حتى اليوم.

ولدت أم كلثوم، التي تحمل اسمها الحقيقي فاطمة البلتاجي، في عام 1898 في محافظة الدقهلية، وبدأت مشوارها الفني في القاهرة في عشرينات القرن الماضي.

وقدمت أم كلثوم العديد من الأعمال التي لا تزال تُعتبر من أرقى ما أنتجته الموسيقى العربية، مثل “الأطلال”، “ثورة الشك”، “أنت عمري”، و”مصر تتحدث عن نفسها”.

تعاقدت مع كبار الملحنين والشعراء في عصرها مثل محمد عبد الوهاب، زكريا أحمد، ورياض السنباطي. كما كانت تشارك في عدة أفلام غنائية في الثلاثينات والأربعينات.

وحظيت أم كلثوم بشعبية واسعة ليس فقط في العالم العربي بل أيضاً في أنحاء أخرى من العالم، بما في ذلك أوروبا، حيث أقيمت لها حفلات غنائية في مدن عدة مثل باريس.

توفيت أم كلثوم في 3 فبراير/شباط 1975، ولكن أغانيها ما زالت حية في قلوب الملايين وتستمر في التأثير على الأجيال الجديدة من الفنانين والمستمعين.