نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اخبار الرياضة برشلونة والليلة التي أشعلت الجدل في كأس الملك, اليوم الثلاثاء 25 فبراير 2025 07:55 مساءً
- برشلونة والليلة التي أشعلت الجدل في كأس الملك
كتب في 25/02/2025 - 8:40 م
هاي كورة: في 25 أبريل 2000، شهدت بطولة كأس الملك واحدة من أكثر اللحظات غرابة في تاريخها، عندما قرر برشلونة عدم خوض مباراة الإياب في نصف النهائي ضد أتلتيكو مدريد في كامب نو.
لم يكن القرار مجرد انسحاب عادي، بل جاء نتيجة أزمة حقيقية بين النادي الكتالوني والاتحاد الإسباني لكرة القدم (RFEF)، لتتحول الليلة إلى محطة تاريخية لا تُنسى في كرة القدم الإسبانية.
دخل برشلونة مواجهة نصف النهائي وهو في وضع صعب، بعدما خسر لقاء الذهاب بنتيجة 3-0 أمام أتلتيكو مدريد، حيث سجل كل من جيمي فلويد هاسلبانك، روبن باراخا، وهوجو ليال أهداف الفريق المدريدي، ولكن المشكلة الأكبر لم تكن في النتيجة، بل في توقيت مباراة الإياب، الذي تزامن مع فترة التوقف الدولي، مما تسبب في غياب عدد كبير من لاعبي برشلونة الأساسيين.
كان المدرب لويس فان خال يفتقد أسماء بارزة مثل ريفالدو، ليتمانين، زيندن، كوكو، بوجارد، كلويفرت، ريزيغير، فرانك دي بور، ولويس فيغو، بالإضافة إلى ثلاثة لاعبين مصابين، ومع منع الاتحاد الإسباني تسجيل أكثر من ثلاثة لاعبين من الفريق الرديف، أصبح برشلونة في موقف لا يُحسد عليه.
حاولت الإدارة استعادة بعض اللاعبين من منتخباتهم الوطنية، لكن المدربين، ومن بينهم الهولندي فرانك ريكارد، رفضوا ذلك بسبب الاستعداد لبطولة يورو 2000.
أطلق رئيس برشلونة، جوسيب لويس نونيز، في الأيام التي سبقت المباراة تصريحات نارية، ملمحًا إلى نية النادي عدم خوض اللقاء.
قال بلهجة حادة: “لن نشارك في هذه المهزلة، لا يمكننا المنافسة، ولن نجعل أنفسنا أضحوكة، هل يُعقل أن يلعب الحارس هيسب كمهاجم؟”
رغم الضغوط، رفض الاتحاد الإسباني تأجيل المباراة، محذرًا برشلونة من العواقب الوخيمة إذا لم يحضر الفريق إلى الملعب.
بحلول يوم المباراة فتح كامب نو أبوابه، وحضر مئات المشجعين وسط أجواء من الترقب، وقف لاعبو أتلتيكو مدريد وطاقم التحكيم على أرضية الملعب، بينما ظل لاعبو برشلونة، وعددهم عشرة فقط، إلى جانب الحارس الاحتياطي ألبرت أرناو، واقفين على خط التماس دون نية المشاركة.
وسط نظرات التوتر وعدم التصديق، خرج القائد بيب جوارديولا برفقة إداري الفريق كارلوس نافال إلى وسط الملعب، وأبلغ قائد أتلتيكو، سانتي دينيا، وحكم المباراة، دياز فيغا، بأن برشلونة لن يلعب اللقاء، ورغم محاولة الحكم إقناعهم بأن المباراة يمكن أن تُلعب بسبعة لاعبين، تمسك جوارديولا بموقف النادي، ثم عاد اللاعبون إلى غرف الملابس، ليُكتب فصل جديد في تاريخ الأزمات الكروية.
لم يمر القرار مرور الكرام، حيث أعلن الاتحاد الإسباني إقصاء برشلونة من النسخة التالية لكأس الملك، بالإضافة إلى فرض غرامة مالية قدرها مليوني بيزيتا.
لكن المفاجأة جاءت بعد أشهر قليلة، حين رحل نونيز عن رئاسة النادي، وتم انتخاب أنخيل ماريا فيار رئيسًا للاتحاد الإسباني مجددًا، كأحد قراراته الأولى، منح برشلونة عفوًا رسميًا، ليتمكن الفريق من المشاركة في نسخة كأس الملك 2000-2001، حيث وصل إلى نصف النهائي قبل أن يخرج على يد سيلتا فيغو، في مباراة كانت الأخيرة لجوارديولا بقميص برشلونة.
ظل هذا الحدث واحدًا من أكثر اللحظات المثيرة للجدل في تاريخ برشلونة وكأس الملك، حيث كان الفريق الكتالوني على موعد مع ليلة غريبة، اختلطت فيها السياسة الرياضية بالمنافسة الكروية، ليبقى السؤال قائمًا: هل كان قرار برشلونة صائبًا أم مجرد مقامرة خاسرة؟
0 تعليق