«يوجين أونيغين» حب ويأس وندم على مسرح دبي أوبرا - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

* براعة في توظيف الديكور بعيداً عن الإبهار البصري
 

دبي: مها عادل 
نجح العرض الأوبرالي «يوجين أونيغين» الذي اختتم عروضه في دبي أوبرا، الجمعة، في حصد إعجاب الجمهور من مختلف الجنسيات ورفع شعار كامل العدد على مدار يومين متتاليين. واستمتع الحضور بأوبرا «يوجين أونيغين» التي تعد واحدة من أعظم الأعمال في تاريخ الأوبرا، فالتأليف الموسيقي يعود للموسيقار الشهير تشايكوفسكي، والقصة مستوحاة من رواية شعرية لعملاق الأدب الروسي ألكسندر بوشكين الملقب بأبي الأدب الروسي، ويرجع تاريخ عرضها الأول على المسرح إلى عام 1879 ومن وقتها تحولت لقاسم مشترك في عروض الأوبرا الروسية و العالمية.
الطابع الكلاسيكي للأوبرا جسدته موسيقى تشايكوفسكي التي حملت أبعاداً درامية عميقة تعكس التحولات النفسية للشخصيات، وكانت الموسيقى الحية التي قادها المايسترو روبرت كروزك، مترجماً بارعاً لمشاعر الأبطال في لحظات الحب والرومانسية، وفي مشاهد العنف والتحدي والقتل، لتنقل الألحان حالة الإثارة والتشويق من خشبة المسرح إلى مقاعد الجمهور. 


ومع الحفاظ على الطابع الكلاسيكي للأوبرا، تميز العرض الذي قدمته فرقة أوبرا المسرح الوطني «برنو» وأخرجه مارتن غلاسرو، في دبي أوبرا، بالاستفادة من الإمكانات المتميزة للمسرح حيث برع صناع العمل في توظيف وتغيير عناصر الديكور بشكل فريد واستخدام طرق فنية وتكنولوجية مبتكرة لتغيير المناظر بين المشاهد والفصول. واستخدمت ستائر خلفية مضاءة لتجسيد بعض الأحداث بطريقة «خيال الظل» وتقديم أكثر من حدث على خشبة المسرح تدور في أكثر من مكان في وقت واحد. وفاجأ مخرج العرض الحضور باستخدام مرآة ضخمة بجانب المسرح لعبت دوراً مهماً في تطور الأحداث فكانت تعكس صورة البطلة، وتتحول بفضل الإضاءة وتقنيات المؤثرات البصرية إلى ما يشبه الكرة البلورية التي تصور للحضور أحلام وخيالات البطلة ولقاءها مع حبيبها خلال نومها. 
واللافت أن «يوجين أونيغين» لم يجنح لاستخدام عناصر الإبهار البصري بقدر ما اهتم بسينوغرافيا العرض الأوبرالي الشهير، رغم أن العمل يعتمد بشكل أساسي على مشاهد تمثيل وغناء فردية أو ثنائية بشكل متكرر، فإن ذلك لم يقلل من تأثير حركة المجموعات التي كانت خطواتها على خشبة المسرح محسوبة بعناية خاصة في مشهد حفل الابتهاج بموسم الحصاد والذي يبدأ بفرحة عارمة وينتهي بمأساة صادمة، وتلعب فيه حركة المجاميع دوراً أساسياً في تجسيد المشاعر ولحظات الفرح والتوتر والحزن والصدمة. 
وتميز العرض بمشاهد «السولو» للبطلة السوبرانو «تاتيانا» وجسدتها الفنانة ليندا بالوفا التي أثارت حماسة الجمهور في بداية المسرحية بفاصل طويل (امتد لنصف ساعة تقريباً) من الغناء الأوبرالي المنفرد والمملوء بالمشاعر الرومانسية. ويعد هذا المشهد الذي يحمل اسم «رسالة تاتيانا» من المشاهد الشهيرة في تاريخ الأوبرا ويحتاج إلى سوبرانو قادرة على الانتقال بصوتها من البراءة إلى القوة و النضوج والاستقلال العاطفي، ففيه تبوح تاتيانا بحبها العميق لأونيغين في مشهد منفرد يعكس تحولها من فتاة خجولة إلى امرأة ناضجة تعبّر عن مشاعرها بكل صدق.
واستطاع صناع العمل جذب انتباه الحضور طوال مدة العرض التي امتدت لساعتين و 40 دقيقة يتخللها فاصل، في التعلق بأحداث القصة التي تدور حول الشاب الأرستقراطي يوجين أونيغين، الذي يرفض حب الفتاة الرومانسية البسيطة تاتيانا، ثم يعود لرشده بعد فوات الأوان، ليجدها متزوجة بآخر، بعد أن يكون قد أدرك خطأه، لكنه يواجه رفضها الحاسم. 
كما تتشابك الأحداث خلال مشهد أخر محوري بالعرض وهو المبارزة بين أونيغين وصديقه الشاعر فلاديمير لينسكي، التي تنتهي بمأساة في مشهد مؤثر يحمل توتراً درامياً عظيماً، وتتصاعد الموسيقى لتعكس التردد والحزن اللذين يسيطران على الشخصيتين قبل المواجهة القاتلة.
تتميز الحبكة بالبساطة الظاهرية، لكنها تحمل في طياتها تجسيداً لصراع نفسي قوي حول الحب والندم والتقاليد الاجتماعية. 
يعتمد النص الأوبرالي على قصائد بوشكين الأصلية، وتمكن تشايكوفسكي من نقل المشاعر العميقة للشخصيات من خلال الموسيقى بدلاً من الدراما المسرحية الصاخبة، وهو ما يجعل هذه الأوبرا مختلفة عن الأعمال الإيطالية أو الألمانية في ذلك الوقت.أما المشهد الختامي فيعكس الحزن العميق والندم حين يدرك أونيغين أنه فقد حب تاتيانا إلى الأبد، فتتلاشى الموسيقى لتعكس يأسه الداخلي.

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق