في خطوة مفاجئة، أقدمت حركة حماس على تعديل في عملية تسليم الرهائن الإسرائيليين بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، حيث قامت بتسليم 6 رهائن دفعة واحدة بدلاً من تقسيمهم إلى دفعتين كما كان مقرراً في البداية. 

هذا التعديل الذي جاء بعد يومين من تسليم الجناح العسكري لحركة حماس (كتائب القسام) لجثث 4 إسرائيليين قتلوا في قصف إسرائيلي على القطاع، أثار العديد من التساؤلات حول مواقف الحركة واستراتيجيتها في مفاوضات التبادل مع إسرائيل.

السبب وراء التعديل في عملية التسليم

وأوضحت حركة حماس، أن التعديل في عملية تسليم الرهائن كان بمثابة إثبات من الفصائل لجديتها في تنفيذ الاتفاقات الموقعة. 

حيث كان من المقرر تسليم 3 رهائن هذا الأسبوع و3 آخرين في الأسبوع المقبل، لكن الحركة قررت تسليمهم دفعة واحدة بناء على طلب الوسطاء، الذين طلبوا دمج الدفعة الحالية في عملية واحدة.

وأشارت حماس إلى أن هذا التعديل لم يكن ناتجاً عن حسن النية تجاه الاحتلال، بل كان استجابة لضغوط الوسطاء الذين يسعون لضمان تنفيذ الاتفاقات بشكل فعال. 

وأكدت حماس أنها تتعامل مع الاحتلال الإسرائيلي بحذر، مشدداً على أن إسرائيل لا تظهر أي نية للتعاون الصادق.

المفاوضات لم تبدأ بعد والمواقف الإسرائيلية تثير القلق

وفيما يتعلق بالمفاوضات المستقبلية، أوضحت حماس أن المفاوضات المتعلقة بالمرحلة الثانية من اتفاق غزة لم تبدأ بعد.

وأكدت حركة حماس أن تهديدات إسرائيل بشروط جديدة خلال هذه المفاوضات ما هي إلا حرب نفسية تهدف للضغط على الفصائل الفلسطينية. 

وأضافت حركة حماس أن عدم التزام إسرائيل بتنفيذ البروتوكول الإنساني المتفق عليه سيؤثر حتماً على تفاصيل المفاوضات المقبلة، مما يزيد من تعقيد الوضع.

وأشارت حركة حماس إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقف وراء تأخير مفاوضات المرحلة الثانية، وهو ما يراه محاولة للاستفادة من تحريض إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضد الفصائل الفلسطينية  والفلسطينيين. 

تسليم الرهائن وتفاصيل الصفقة

تسليم الرهائن الإسرائيليين يتم في إطار الدفعة السابعة من صفقة التبادل، والتي تأتي ضمن المرحلة الأولى من الاتفاق الذي بدأ سريانه في 19 يناير، ومن المقرر أن تنتهي المرحلة الأولى في 1 مارس المقبل. 

ووفقاً للاتفاق، سيتم إطلاق سراح 6 رهائن إسرائيليين مقابل إطلاق سراح 602 أسير فلسطيني. 

هذا وتشمل الأسماء التي سيتم تسليمها اليوم: إيليا كوهين، تل شوهام، أومر شيم توف، أومير وينكرت، هشام السيد، وأفيرا منجستو، الذين كانوا رهائن في يد حماس لفترات متفاوتة، بعضها يعود إلى أكثر من 10 سنوات.

وفي المقابل، سيشمل الإفراج عن 602 أسير فلسطيني، منهم 50 محكوماً بالسجن المؤبد، كما ستتم عملية إبعاد 108 من الأسرى إلى خارج الأراضي الفلسطينية. 

ومن المقرر أن تستمر عملية التبادل على ثلاث مراحل، حيث يتوقع أن يتم في المرحلة المقبلة الإفراج عن 33 رهينة إسرائيلياً مقابل إطلاق سراح 1900 معتقل فلسطيني.

يبدو أن صفقة تبادل الأسرى بين حماس وإسرائيل تشهد تطورات هامة بعد التعديلات التي طرأت على عملية تسليم الرهائن. 

هذه الخطوة، رغم أنها قد تكون مفاجئة، إلا أنها تعكس حرص حماس على تنفيذ الاتفاقات بما يحقق مصالحها ويثبت جديتها في تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق. 

في الوقت ذاته، فإن استمرار المفاوضات يبقى مرهوناً بتصرفات إسرائيل ومدى التزامها بالبنود الإنسانية المتفق عليها، مما يجعل المرحلة الثانية من الاتفاق حاسمة في تحديد مستقبل المفاوضات في غزة