أي دور أميركي في اغتيال السيد نصر الله؟ - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
أي دور أميركي في اغتيال السيد نصر الله؟ - عرب فايف, اليوم الجمعة 21 فبراير 2025 11:22 مساءً

ذوالفقار ضاهر

استخدم العدو الإسرائيلي أعلى التقنيات العسكرية في جريمة اغتياله للأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله (قده)، حيث ألقت عدة طائرات من نوع “أف-15” أكثر من 80 قنبلة خلال دقائق، وكان وزن الواحدة منها يعادل طناً. وتشير المعلومات إلى أن القنابل المستخدمة كانت من نوع “هايفي هايد مارك 84” أميركية الصنع، الخارقة للتحصينات.

ولا شك أن جريمة اغتيال السيد نصر الله لم تكن مجرد عملية عسكرية وأمنية عادية، بل احتاجت إلى تحضير لفترة زمنية طويلة، وإنْ جرى التنفيذ في سياق العدوان على لبنان بسبب مساندة المقاومة لقطاع غزة. فالعدو كان يُحضّر لهذه اللحظة منذ سنوات، ما يثير العديد من التساؤلات حول قدرة العدو على تنفيذ عملية بهذا الحجم بمفرده. وتشير العديد من المصادر إلى إمكانية استفادة “إسرائيل” من مساعدة جهات دولية وأجهزة استخبارات قدمت الدعم والمعلومات، بل حتى هناك من يتحدث عن مساعدة في تنفيذ العملية بشكل مباشر أو غير مباشر.

مكان اغتيال السيد نصر اللهومن أبرز التساؤلات المطروحة: مدى التدخل الأميركي في هذه الجريمة، خاصة أن المقاومة وقيادتها طالما شكلتا عقبة أمام المشاريع الأميركية والمخططات الصهيونية في المنطقة. فأي دور قامت به الأجهزة الأميركية في اغتيال الشهيد السيد نصر الله؟ وهل من الممكن رصد أو توقع احتمالية عمل أميركي مباشر على الأرض، أو في الجو، أو عبر الاستخبارات، أو التسليح، أو بأي شكل آخر؟ وهل وفّرت واشنطن غطاءً سياسياً لهذه الجريمة؟ فهل كان بإمكان العدو الإسرائيلي تنفيذ عملية بهذا الحجم ضد شخصية مثل السيد نصر الله دون دعم أميركي؟ وماذا عن الطائرات والقنابل المستخدمة؟ هل يمكن اعتبار ذلك مشاركة في الجريمة من الناحية العملية؟

البُعد الأميركي في الجريمة

حول ذلك، قال الباحث في الشؤون السياسية والعسكرية عمر معربوني “من حيث المبدأ، عند تعريف هذه المواجهة، من الواضح تمامًا أنه لا يمكن تغييب حقيقة أن الأميركيين يمثلون العدو الرئيسي، وأن المشروع القائم في المنطقة هو في جوهره مشروع أميركي، بينما يُعدّ الكيان الإسرائيلي كيانًا وظيفيًا يمكن اعتباره إحدى الأدوات في هذا المشروع”. وتابع “بناءً على ذلك، فإن هناك تكاملًا استراتيجياً بين الأميركيين والإسرائيليين”، وأضاف أن “هذا التعريف يشكل المدخل الأساسي لفهم التفاصيل العملياتية والنتائج الاستراتيجية لهذه المواجهة بكل أبعادها وأشكالها ومراحلها”.

الدعم الاميركي لاسرائيلولفت معربوني، في حديث لموقع قناة المنار إلى أنه “انطلاقًا من هذا التعريف الجوهري، وبالربط مع ما جرى في المواجهة الأخيرة، وخاصة بعد عملية طوفان الأقصى، فقد صرّح الأميركيون بوضوح وأكدوا ذلك من خلال سلوكهم السياسي والعسكري والأمني والاستخباراتي والدبلوماسي بأنهم معنيون بشكل أساسي بأمن الكيان الإسرائيلي”. وتابع “تم بناءً على ذلك وضع جميع الإمكانيات العسكرية في خدمة هذا الكيان، سواء على مستوى التسليح أو المعدات أو حتى الحرب الإلكترونية بكل تفاصيلها”، وأشار إلى أن “هذا كان جليًّا في تزويد الإسرائيليين بالقذائف التي استُخدمت في استهداف سماحة السيد، حيث تبيّن أنه تم استخدام 84 قنبلة من طراز MK-84، وهي قنابل تعادل في قوتها التدميرية نحو 80 طنًا، وتم إسقاطها على موقع محدد، علماً بأن هذه الأسلحة أميركية الصنع ومخصصة لأغراض دقيقة، وتُعرف بكونها قنابل الأعماق”.

الأبعاد التقنية والدور الأميركي في الجريمة

وأوضح معربوني أن “هناك بُعدين رئيسيين مترابطين في تنفيذ هذه الجريمة بهذا الحجم، والتي استهدفت سماحة السيد حسن نصر الله:

-المراقبة الإلكترونية والإحاطة المعلوماتية، إذ من الواضح أن هناك عمليات استخباراتية متقدمة مكّنت من تحديد الأهداف بدقة.
-تزويد الإسرائيليين بالأسلحة والقنابل المناسبة، وهو ما يشير إلى الدور الأميركي المحوري في هذه العملية، على الأقل من خلال توفير الإمكانات التقنية والتسليحية المطلوبة”.

الاسلحة الاميركية لاسرائيلورأى معربوني أنه “لا يمكن بأي حال من الأحوال استبعاد الدور المركزي للأميركيين في هذه المواجهة، لا سيما عند النظر إلى حجم المشاركة الفعلية في العمليات العسكرية”، وتابع أن “بحسب التصريحات الإسرائيلية، شهد اليوم الأول من العمليات نحو 1200 غارة جوية، في حين أن القدرات القصوى لسلاح الجو الأميركي، وفق المعلومات التقنية، لا تتجاوز تنفيذ 400 غارة في اليوم الواحد، وهو ما يفتح الباب أمام احتمالية مشاركة طائرات أميركية، وربما أوروبية، في هذه العمليات”. وأضاف: “حتى إن لم تكن المشاركة الأميركية مباشرة عبر الطائرات، فمن المؤكد أن هناك إحاطة معلوماتية واسعة جدًا، ودعمًا استخباراتيًا دقيقًا قدّمه الأميركيون قبل تنفيذ العملية وأثناء تنفيذها، مما يؤكد ضلوعهم في هذه الجريمة ودورهم الأساسي في توجيه مسار المواجهة”.

الدعم الأميركي العسكري والسياسي

بدوره، قال الباحث والكاتب عدنان علامة إن “الإدارة الأميركية في عهد بايدن شريك أساسي في اغتيال الشهيد السيد نصر الله، فأميركا هي المزوّد الرئيسي لإسرائيل بالطائرات والأسلحة والذخائر التي تسببت باستشهاد سيد العشق”. ولفت إلى أن “هذه الجريمة هي جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية، ومخالفة لقانون الكونغرس الذي يشترط أن تُستخدم الذخائر المباعة للخارج للدفاع عن النفس، ويتم التأكيد على ذلك برسالة من وزارة الخارجية الأميركية”. وأضاف: “هذه العملية تخرق القانون الإنساني الدولي في بند تناسب الرد، كما تخترق جميع قوانين ومواثيق الحروب”.

ذخائر الهجوم المباشر المشتركوأوضح علامة، في حديث لموقع قناة المنار، أنه “لا بد من التأكيد على علم واشنطن بالعملية، لأن القنابل المستخدمة كانت قنابل خاصة، أضيف إلى هيكلها وإلى المتفجرات بداخلها مادة اليورانيوم المنضب، مما زاد من قدرتها على الاختراق ورفع درجة الحرارة في محيط الانفجار”. وتابع “كما أُضيف إلى القنبلة حاضن خاص يحوّلها من قنبلة ذات رمي حر (غبية) إلى قنبلة موجهة (ذكية)، وهي من نوع JDAM، أي (ذخائر الهجوم المباشر المشترك)”.

وأشار علامة إلى أن “الاعتراف سيد الأدلة، فقد كشف عضو في مجلس الشيوخ الأميركي أن القنابل التي استخدمتها إسرائيل في الغارات التي أسفرت عن اغتيال السيد نصر الله كانت قنابل موجهة أميركية الصنع من طراز مارك 84”. وأضاف أن “مارك كيلي، رئيس لجنة الشؤون الجوية الفرعية التابعة للجنة الخدمات المسلحة بمجلس الشيوخ، قال خلال مقابلة تلفزيونية في شهر أيلول الماضي، في أول تصريح أميركي عن نوع السلاح المستخدم في الجريمة: استخدمت إسرائيل القنبلة مارك 84 زنة ألفي رطل (900 كيلوغرام)”.

وأكد علامة أنه “إلى جانب التزويد بالسلاح، تحظى إسرائيل بدعم سياسي أميركي غير محدود، يضمن عدم محاكمتها على جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية”، مشددًا على أن “هذه الجرائم لا تسقط بالتقادم، وبالتالي فإن أميركا وإسرائيل ستتم محاكمتهما مهما طال الزمان“.

مكان اغتيال السيد نصر اللهوعن إمكانية حصول تدخل أميركي مباشر في جريمة اغتيال السيد نصر الله، قال علامة إن “احتمال حدوث عمل أميركي مباشر على الأرض أو في الجو أو عبر الاستخبارات يفوق نسبة 70%، وذلك يعود إلى عدة أسباب:

1- بنت أمريكا في لبنان ما يُعتبر أكبر سفارة في العالم، إذ تضم مهبطًا خاصًا للطائرات المروحية، بحيث لا تخضع رحلاتها لرقابة سلطة مطار بيروت.

2- تتجول السفيرات الأميركيات في الوزارات والإدارات الرسمية المختلفة دون الحاجة إلى موافقة وزارة الخارجية.

3- ترتبط السفارة الأميركية في لبنان بكافة وسائل الاتصالات وأجهزة المراقبة والتنصت المتقدمة جدًا، مما يخولها امتلاك قدر كبير من المعلومات الاستخبارية، والتي تشاركها مع إسرائيل بلا شك.

4- تمكنت أمريكا من تجنيد عدد كبير من العملاء، وهناك احتمال كبير جدًا بأنه بمجرد دخول السيد نصر الله إلى المقر المستهدف، تحرك سرب من الطيران الحربي (15 طائرة) مباشرة وألقى ما مجموعه 80 طنًا من المواد شديدة الانفجار، مما أدى إلى استشهاده ومن كان برفقته”.

حزب الله - السيد نصراللهورغم كل ما فعلته اميركا واسرائيل ستبقى المقاومة حاضرة ومتماسكة وقوية وعصية على الإلغاء او الكسر، وسيبقى قائدها الاستثنائي وشهيدها الأقدس السيد الشهيد حسن نصر الله الأكثر حضورا، وسيخيف العدو في استشهاده كما في حياته، وستدرك “إسرائيل” عاجلا أم آجلا انها ارتكبت أعظم خطأ في تاريخها باغتيال هذا القائد الفريد، والأيام ستثبت انها ستندم على ما فعلته.  

المصدر: موقع المنار

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق