عاجل

الصحافة اليوم: 19-2-2025 - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الصحافة اليوم: 19-2-2025 - عرب فايف, اليوم الأربعاء 19 فبراير 2025 06:12 صباحاً

تناولت الصحف اللبنانية الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء  19-2-2025 سلسلة من الملفات المحلية والاقليمية والدولية.

الاخبار:

صحيفة الاخبارلبنان «الرسمي» مع تحرير بقية الأرض بالدبلوماسية | أهل الحدود يعودون: التحرير الثالث ينغّصه انسحاب غير مكتمل

للمرة الثالثة منذ إعلان وقف إطلاق النار في 26 تشرين الثاني الماضي، عاد الجنوبيون إلى بلداتهم الحدودية بعد تحريرها شبه الشامل. العودة الثالثة كانت ثابتة أمس مع انتهاء مهلة الانسحاب التي مدّدها العدو الإسرائيلي بعد انتهاء مهلة الستين يوماً في 26 كانون الثاني الماضي. انسحبت قوات الاحتلال الإسرائيلي من البلدات الحدودية التي كانت لا تزال محتلة، مع احتفاظها بمساحات في بعضها. بلدات القطاع الشرقي كانت الأكثر احتفالاً. بخلاف العودتين السابقتين، استعادت الوزاني والعديسة وكفركلا أبناءها الذين دخلوا إليها فاتحين وأمضوا طوال اليوم آمنين فيها. فيما دخل بعضهم إليها سابقاً تسلّلاً وتعرضوا لإطلاق النار. أما أهل مركبا وحولا وميس الجبل وبليدا، فقد عادوا للمرة الثالثة على طريق دماء شهداء التحرير والعودة الذين استشهدوا لدى دخولهم إليها عند انتهاء مهلة الستين يوماً. عيترون التي خرجت من أسر الاحتلال قبل نحو أسبوعين بعد انتشار الجيش فيها، انهمكت أمس في تجهيز المقبرة الجماعية لـ 84 شهيداً من أبنائها سقطوا خلال أشهر العدوان الأخيرة ودُفنوا ودائع خارجها. فرحة عيترون بالتحرير نغّصها بقاء قوات الاحتلال في جبل الباط وجل الدير الواقع بينها وبين يارون ومارون الرأس. جيران عيترون، أهل مارون الرأس، عادوا إلى بلدة تغيّرت خريطتها بسبب أعمال الجرف والتفجير التي نفّذتها قوات الاحتلال في الأشهر الثلاثة الأخيرة بعد وقف إطلاق النار. سهل مارون الممتد حتى مستعمرة أفيفيم (بلدة صلحا المحتلة)، كان أشبه بمنطقة عازلة بسبب إجراءات أمنية منعت الأهالي من الاقتراب من السياج الشائك. والإجراءات نفسها فُرضت على سهل يارون ووادي قطمون في خراج رميش. أما في القطاع الغربي الذي استكملت بلداته تحريرها منذ نحو شهر، فلا تزال فيه تلال اللبونة في خراج الناقورة وجبل بلاط بين رامية ومروحين تحت الاحتلال.

دخلَ اتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل أمس حيز التنفيذ، ومرحلة جديدة مجهولة المصير، بفعل إصرار العدو على تكريس احتلاله بالاحتفاظ بخمسة مرتفعات استراتيجية بين الناقورة وشبعا.

وفيما قرار المقاومة بكيفية التعاطي مع هذا الاحتلال مؤجّل إلى ما بعد تشييع الشهيدين السيدين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين الأحد المقبل، يتوسّل «لبنان الرسمي» الدبلوماسية لتحرير الأرض، و«التوجّه إلى مجلس الأمن الدوليّ الذي أقرّ القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيليّة وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوريّ حتّى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأمميّ والإعلانات ذات الصلة»، وفق ما خَلص إليه الرؤساء الثلاثة، جوزيف عون ونبيه برّي ونواف سلام، بعد اجتماعٍ طارئ في قصر بعبدا على ضوء التطورات الأخيرة.

وشدّد بيان صدر بعد الاجتماع على «استكمال العمل والمطالبة، عبر اللجنة التقنية العسكرية للبنان والآلية الثلاثية اللتين نصّ عليهما إعلان 27 تشرين الثاني 2024، من أجل تطبيق الإعلان كاملاً».

كما دعا إلى «متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي لتحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل»، علماً أن الوعود الأميركية كانت أكّدت في 37 كانون الثاني الماضي على إطلاق الأسرى مع انتهاء مهلة الانسحاب التي مُددت إلى يوم أمس. وأكّد بيان بعبدا على «تمسّك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة، وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حقّ لبنان في اعتماد كل الوسائل اللازمة لضمان انسحاب العدو الإسرائيليّ»، وهو ما شدّد عليه الرئيس بري، بعدما أفرغ رئيس الحكومة البيان الوزاري لحكومته من أي صيغة مقاومة في مواجهة الاحتلال.

ومنذ اليوم، سيبدأ رصد سلوك العدو الإسرائيلي ليس في جنوب الليطاني، وإنما في كل لبنان، بعدما أطبق بشكل كامل منذ وقف إطلاق النار على لبنان جواً وبراً ووضعه تحت حصار وصل إلى حد التحكم بحركة الطيران إلى مطار بيروت بحجة منع نقل أموال إلى حزب الله.

الأميركيون والإسرائيليون ينكثون بوعود إطلاق الأسرى مع انتهاء المهلة الممدّدة

ميدانياً، باتت المسافة بين العديسة وكفركلا والتي لا تستغرق أكثر من دقيقتين بالسيارة، تحتاج إلى وقت أطول بكثير بعدما أصبح دخول كفركلا من جهتها الشمالية يحتاج إلى الالتفاف من الخردلي باتجاه دير ميماس أو تل النحاس. مع انتهاء المهلة الممددة لانسحاب جيش العدو أمس، فقدت كفركلا اثنين من مداخلها رغم تحرر أحيائها الداخلية، إذ قطعت قوات الاحتلال الإسرائيلي الطريق من العديسة بالحوائط الإسمنتية والردميات في محلة الثغرة المحاذية لموقع مسكاف عام، وحيث كان مركز للجيش اللبناني قبل العدوان. الطريق المقطوع يسير مع جدار كفركلا والشريط الشائك حتى تلة الحمامص عند تقاطع سهلَي الخيام والوزاني قبالة مستعمرة المطلة. في بعض المقاطع، فصلت الطريق عن أطراف العديسة وكفركلا بالردميات، وفي مقاطع أخرى بأسلاك شائكة وحوائط إسمنتية.

على طول الطريق، لم تكن هناك تحركات إسرائيلية أمس. كانت منطقة محتلة بالنسبة إلى أهالي العديسة وكفركلا ومنطقة عازلة بالنسبة إلى العدو ولجنة الإشراف على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

التحركات العسكرية رُصدت خلف الجدار داخل الأراضي المحتلة، إضافة إلى ورشة أشغال في الجدار عند محلة العبارة. وقال مصدر مطّلع لـ«الأخبار» إن «بولفار العديسة وجدار كفركلا وطريق المطلة حتى الحمامص منطقة مقطوعة على نحو مؤقت رضوخاً لطلب إسرائيل من اللجنة الخماسية بذريعة حاجتها إلى تنفيذ ترتيبات أمنية وضمان انتشار الجيش واليونيفل على التلال المشرفة على مستعمرات مسكاف عام وكريات شمونة والمطلة المكشوفة بشكل كامل للجانب اللبناني». داخل العديسة وكفركلا، لم يسمح الأهالي للعدو بالتشويش على فرحة العودة، فانتشروا في الأحياء المدمرة بحثاً عن جثامين الشهداء وآثارهم.

مظاهر الاحتلال في يوم الانسحاب ظهرت أيضاً على طريق الخيام – الوزاني عند تلة الحمامص التي احتفظ بها العدو من ضمن النقاط الخمس التي رفض الانسحاب منها. احتاج أهل الوزاني إلى الالتفاف من سوق الخان في حاصبيا نحو الماري وعين عرب للوصول إلى بلدتهم. فيما كانوا يسلكون سابقاً الطريق الأقصر من الحمامص عبر العمرة وسردا.

احتلال آخر برز على طريق مركبا – حولا عند محلة الدواوير في الأطراف الجنوبية لبلدة مركبا. رُكنت ملالة للجيش اللبناني وسط الطريق عند مدخل موقع الوحدة النيبالية في «اليونيفل». تحت الطريق، خلف الموقع باتجاه وادي هونين، ركن العدو دبابتي «نمير» موجّهاً رشاشاتهما نحو المارة. المكان كله يقع في سفح موقع العباد عند أطراف حولا الشمالية، وفي محيطه يوجد موقع لقوات حفظ السلام، وقد أقام العدو مركزاً عسكرياً داخل الأراضي المحررة بعمق كيلومتر واحد. الدبابات والآليات الإسرائيلية كانت تتحرك طوال يوم أمس بالتوازي مع الطريق حيث تنتشر قوة للجيش اللبناني.

وصباح أمس، أطلق قناصة العدو الرصاص باتجاه سيارة مدنية سلكت الطريق من حولا باتجاه مركبا، ما دفع بالجيش إلى اتخاذ إجراءات لمنع المارة من سلوك الطريق المقابل للموقع المعادي المُستحدث. وعصراً، حضر فريق من الوحدة الإسبانية في اليونيفل أرسلته لجنة الإشراف، وطلب من الضابط المسؤول عن القوة المرور لتفقد المركز الإسرائيلي بناءً على طلب اللجنة.

بعد العودة… معركة على إعادة الإعمار: واشنطن تضغط لحصار بيئة المقاومة مالياً

تبلّغ لبنان بصورة رسمية من الجانب الأميركي بأنّ أي مساعدات أو قروض ستُقدّم للمساعدة في إعمار ما تهدّم خلال العدوان الإسرائيلي الأخير، يجب أن يسبقها إعلان من الحكومة عن إنشاء صندوق رسمي بإدارة مستقلة، وأن تكون هناك آلية للعمل تمنع وصول حزب الله إلى إدارة هذا الصندوق أو إلى الأموال التي ستوضع فيه.

وقال مصدر رسمي إن الاتصالات تركّز الآن على ما سيحمله الرئيس جوزيف عون في جولته العربية المرتقبة بعد نيل الحكومة الثقة، خصوصاً أنه سمع وعوداً من موفدين عرب باستعداد دولهم للمساعدة في الإعمار، علماً أنه سبق لدولتي الكويت وقطر أن أبلغتا لبنان استعدادهما للمباشرة بالدعم، لكن يبدو أن هناك ضغوطاً أميركية لعدم حصول ذلك كما جرى عام 2006، عندما تولّت الدولتان توفير الدعم عبر الدولة اللبنانية أو عبر البلديات ومؤسسات أهلية.

وبحسب المعلومات، فإن الرئيس عون يفضّل إنشاء صندوق مستقل لإعادة الإعمار، علماً أن لبنان بدأ التفاوض مع البنك الدولي على قروض تصل قيمتها الإجمالية إلى 470 مليون دولار، تُخصص لإعادة إعمار البنى التحتية المتضرّرة جراء العدوان، وتشمل قطاعات الطرق والمياه والكهرباء والاتصالات، مع الإشارة إلى أن التقديرات التي أُعدّت من قبل جهات معنية تشير إلى أن تقدير الأضرار في البنى التحتية لم يشمل المؤسسات والمباني الحكومية والبلدية والمستشفيات.

وإلى جانب عمليات المسح التي يفترض المانحون أن تكون تحت إشراف مكاتب متخصّصة، يدرس لبنان إعادة العمل بآلية استُخدمت سابقاً عبر إشراك «دار الهندسة» ومؤسسة «خطيب وعلمي» إلى جانب المؤسسات الحكومية في عمليات المسح.

حصار لعدم نقل أموال من إيران والعراق… وتنسيق مع «سوريا الجديدة»

مع الإشارة إلى أن الأجواء المحيطة برئيسَي الجمهورية والحكومة جوزيف عون ونواف سلام لا تريد إشراك مجلس الجنوب في العملية، وتريد منه حصراً إنجاز عمليات رفع الركام والأنقاض من قرى الجنوب، وهو ما لم يحصل حتى الآن بصورة كاملة، بسبب استمرار الخلافات مع متعهّدين يطلبون تغطية تكاليف نقل الركام إلى مناطق بعيدة عن القرى، ويحتاجون إلى موافقة مسبقة على استخدام أراضٍ لعمليات الفرز من أجل تعويض الأكلاف من الحديد والمعادن والخشب التي تُستخرج من الركام.

فيما تبلّغت الحكومة من متعهّدين بأن معظم الركام في العاصمة ومناطق أخرى لا ينفع لعمليات ردم البحر، لأن نوعية المواد المستخدمة في هذه العمليات تتطلّب مواصفات معينة. وتمّ الاتفاق على معالجة الأمر عبر شركة متخصّصة، خصوصاً في ما يتعلق بتوسيع مكبّ الكوستابرافا في خلدة جنوب العاصمة.

غير أن النقاش الذي يتجنّب أهل الحكم التطرق إليه علناً، يتعلق بالطلبات الأميركية التي تهدف إلى فرض حصار يمنع وصول الأموال إلى حزب الله سواء من إيران أو من أماكن أخرى، وأن عمليات التفتيش الدقيق للرحلات الجوية الآتية من إيران ستتسع لتشمل الطيران الآتي من العراق، إضافة إلى تنسيق غير معلن مع السلطات السورية الجديدة التي التزمت بعدم السماح لحزب الله باستخدام الأراضي السورية لنقل الأموال والسلاح.

ويبدو أن الضغوط الأميركية لن تقف عند حدود التفتيش عند المعابر الجوية والبرية للبنان، بل تحاول السلطات الأميركية من خلال وزارة الخزانة تفعيل طلباتها بوقف أنشطة مؤسسات تتعاطى في التحويلات المالية من صيارفة، إضافة إلى الطلب التقليدي بإقفال «جمعية القرض الحسن». ويبدو أن الأميركيين يدقّقون أيضاً ليس في تحويلات الأموال فقط، بل حتى في التبادل بالمعادن أو العملات الرقمية، علماً أن الجهات المعنية في مصرف لبنان نفت تلقّيها أي طلب رسمي بهذا الشأن.

تجدر الإشارة إلى أن قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع طلب من رئيس الحكومة عبر وزرائه تكليف وزارة المهجّرين بالعملية، وأن يكون الصرف محصوراً بصندوق المهجّرين. وهو ما سبق لجعجع أن أعلن عنه بعد «لقاء التعارف» الذي عقده مع أربعة وزراء اعتُبروا من حصة فريقه السياسي، بينهم الوزير كمال شحادة الذي يتولى حقيبة المهجّرين.

في الخيام… الكل استشهد

«تسير إلى الموت وحدك طوعاً، ويصنع موتك فينا انتصاراً».

فلنتصوّر رجلاً يجلس وحيداً تحت شجرة تقيه الشمس والمسيّرات وهو يحاول أن يقنع نفسه أنه بحاجة إلى بعض الراحة، كي لا يعمل بنصيحة من ضمّدوا بعض جراحه. وهم الذين كانوا قد أخبروه بأن وقت رحيله قد حان وأنّه قد أدى تكليفه على أتم وجه، وهو الوحيد بين رفاقه لم يستشهد. هي بعض راحة يأمل أن تخرجه من سوريالية المشهد، مشهد مجموعتين مكونتين من عشرات الشباب الآتين من الخطوط الخلفية ليبدّلوا مع المجموعة التي لم يبق منها إلا هو، مقبلين عليه حين ظنّ أن الأرض باتت محروقة وأن مسافة زمن قصيرة تفصله عن اللحاق بالرفاق.

هي بعض الراحة التي سمحت له بأن يشاهد هؤلاء العشرات يتسلقون التلة برشاقة، وكأنها ترتفع بضع خطوات، ويدخلون القرية المدمرة عن بكرة أبيها، ويتموضعون تحت وبين الركام. هي بعض الراحة أتاحت له أن يشهد المعركة تُفتح من جديد؛ العشرات يفتحون النار والعدو يغير عليهم بالطائرات الحربية والمسيّرة، فتتراءى له الأجساد تتطاير عن بعد مئات الأمتار. فينهي استراحته ويمضي بعيداً ويمنّي النفس بأن يعود إلى الخطوط الأولى علّه يلتحق برفاق مجموعته في يوم آخر.

هذه الكلمات ليست مقدمة قصة قصيرة، ولا محاولة لتأليف قطعة من الأدب المقاوم لتُنشر على وسائط التواصل الاجتماعي. هذه قصة حدثت في يوم من شهر تشرين الأول 2024 في قرية عاملية صغيرة تقع على حدود فلسطين المحتلة. هذه قصة من آلاف القصص التي يمكن أن تُجمع في مجلدات تحفظ أسطورة المقاومين، الشهداء منهم والأحياء، الذين خاضوا حرب «أولي البأس»، وقبلها معركة الإسناد في «طوفان الأقصى». وقد تريّثت لشهرين قبل كتابة هذه المقالة لأنني أردت أن أسمع أكبر قدر ممكن من قصص المقاومين عن المواجهات والشهداء، علّني أفهم كيف خيضت هذه الحرب وما اختلج قلوب المجاهدين أثناء قيامهم بمهماتهم في الخطوط الأمامية والخلفية. ويمكن القول بكل ثقة إن هذه كانت حرباً نخبوية، خاضتها نخبة النخبة من اللبنانيين.

وفي محضر حرب «أولي البأس»، دعونا من الصورة النمطية التي تقفز إلى مخيّلتنا، حين نستذكر مصطلح «النخبة». فلننطلق في شرح المصطلح إلى صورة أكثر بساطة، حيث النخب هم الأفراد الذين يتمتعون بمستوى وعي سياسي يمكّنهم من الخوض في العمل السياسي بشكل فعال، مع إدراك ذاتي لتعقيدات المشهد الذي تفرضه بيئة العمل السياسي.

وفي الحديث عن النخب تكون عملية تحصيل الوعي السياسي لبّ الموضوع. في الحقيقة يمكن النظر إلى «الوعي السياسي» على أنّه سلعة أو منفعة عامة وجماعية، يحتاج تحصيله إلى إمكانات على مستوى الفرد. وهذه الإمكانات تتمحور حول توافر موارد محددة، منها الوقت ومنها الموارد المادية. عملياً هذه الموارد تتوافر لنوعين من الأشخاص، الأول هو الشخص الميسور والقادر على تخصيص الوقت وتتوافر عنده القدرة المادية.

أما النوع الثاني فهو الشخص الذي يتلقى دعماً من جهة ما، تتكفل بدفع ثمن وقته وتؤمّن ما يحتاجه من موارد مادية. لذا يمكننا أن نقول إنّه يجب النظر إلى العمل السياسي وتحليله على أنّه استثمار، يتطلب تخصيص وقت وموارد مادية لممارسته بمستوى وعي مرتفع. وعليه، فإن عملية بناء النخب السياسية عملية مكلفة، فإما تقوم بها أحزاب شعبية جادة، أو منظمات ومؤسسات. والأخيرة تقوم بذلك عن طريق مجموعة أدوات ومنح تربوية أو مهنية.

من يجالس المقاومين يلمس بشكل مباشر أنّ المقاومة قد استثمرت فيهم وصنعت من الكثير منهم نخباً سياسية حقيقية. وفي نهاية الأمر، حتى الحرب ما هي إلا فعل سياسي عنفي. وسماع قصص المقاومين والشهداء في الحرب الأخيرة، والتي ما زلنا فيها بشكل أو بآخر، لن يزيد السامع إلا قناعة بهذا التوصيف: هم نخب.

فتشريح الدوافع التي حدت بالمقاومين لأن يستمروا في القتال بعد كل الضربات التي تلقتها المقاومة في الأيام الأولى من الحرب، يظهر لديهم مستوى من الوعي السياسي الفردي والجماعي، يغيب عن معظم النخب اللبنانية الأخرى. ونظرتهم العالمية للأمور شاملة، لا تغفل عن أي مستوى من التعقيد في المشهد الشاخص أمامهم. وهنا، على الهامش، إذا ما دققنا في الحالات التي طفت حول المقاومة في العقدين الماضيين، بإمكاننا بكل سهولة غربلة من كانوا يدّعون «النخبوية المقاومة». بينما هم في الواقع كانوا بعيدين كل البعد عن المباني التي أسست المقاومة عليها الوعي السياسي لدى عناصرها، حتى إن بعض هؤلاء المدّعين سقط في أفخاخ أجهزة أمنية أفريقية والبعض الآخر بدأ عملية الانتقال إلى الضفة الأخرى.

من يجالس المقاومين يلمس بشكل مباشر أنّ المقاومة قد استثمرت فيهم وصنعت من الكثير منهم نخباً سياسية حقيقية

وهنا قد أنصحكم بأن تأخذوا قراراً بالقيام برحلات إلى قرى عاملية وبقاعية مختلفة لتلمّس الواقع على الأرض بين المقاومين. يندر أن تجدوا مقاوماً يرى أن المقاومة قد هُزمت. وهؤلاء يعترفون، بواقعية، بحجم ما وقع من ضربات كبيرة، وخصوصاً في الأيام الأولى من الحرب، إلا أن إجماعهم سيكون أن هذه الضربات لم تؤد إلى هزيمة عسكرية.

علماً أن هكذا تحليلات لا تخرج من أفواههم وليدة تعاميم تنظيمية، بل نتيجة وعي سياسي طابعه نخبوي، يسمح لصاحبه بحساب الربح والخسارة ضمن أطر حقيقية وواقعية.

عملياً، أدت أحداث الأيام الأولى من الحرب إلى تغيير أطر حساب الانتصار والهزيمة. وهذا واقع شكّلته مجموعة من الأعمال – الأدوات التي استخدمها العدو، ومنها الاغتيالات والعمليات الأمنية والتدمير المادي للموارد العسكرية والمدنية. ولكل أداة من هذه الأدوات هدف يجب تحقيقه. فمن البديهي أن يكون ضمن الأهداف إفقاد قيادة المقاومة التحكم والسيطرة وتخفيض الفعالية القتالية عند مجموعات ووحدات المقاومة (إن لم نقل تدميرها كلياً) وتحييد القدرات العسكرية القادرة على إيذاء العدو براً أو في ساحته الداخلية وتفكيك البنية السياسية والاجتماعية المحيطة بالمقاومة.

من هنا يمكن أن نسأل: هل حقق استخدام هذه الأدوات تلك الأهداف؟

الإجابة الواضحة هي أن النجاح في تحقيق هذه الأهداف لا بد أن تكون نتيجته دخول الدبابات الصهيونية إلى العاصمة بيروت، كما في عام 1982. بينما الواقع دلنا أنّه، حتى آخر يوم من الحرب، كان جيش العدو لا يزال يحاول اجتياز خط القرى الأول على الحدود مع فلسطين، ولم يكن قادراً على التثبيت في أي من هذه القرى.

في أذهان المقاومين لا مكان لتصوّر أن نتيجة الحرب كانت هزيمة عسكرية. أما تقييم نتائج الحرب على المديين المتوسط والطويل فيُقاس وفقاً لأطر جديدة، عبر التصدي لما يريد العدو تحقيقه من أهداف معلنة على ألسنة قادته، سواء أثناء الحرب أو بعدها. وهنا يجب الالتفات إلى ما يجاهر به العدو من هدف تفكيك البنى السياسة والاجتماعية المحيطة بالمقاومة.

علينا أن نوطّن أنفسنا مع واقع المرحلة الحالية، لأن طابعها الأساسي يتعلق بقرار الولايات المتحدة، إدخال منطقة غرب آسيا في لعبة صفرية. ويمكن القول إن قرار شن الحرب على لبنان هو أحد المؤشرات على التحول إلى مستوى الصراع الصفري. وبسبب الحرب، تبلورت مجموعة أولويات أميركية، فيها تدمير عوامل القوة العسكرية لدى المقاومة، كذلك تدمير عوامل القوة الاجتماعية والسياسية. هذا الواقع يحتّم علينا التفكير ضمن إطار أوسع للصراع، وهو إطار فُرض علينا.

إضافة إلى ضرورة مراكمة القوة العسكرية وترميمها، أصبح لزاماً الدفاع عن قدرات التعبئة الاجتماعية والسياسية لدى المقاومة ومشروعها. ومن هنا يمكن أن نفهم أهمية مشاريع إعادة الإعمار وإحياء الدورة الاقتصادية في المناطق المتضررة من العدوان. كما يمكننا أن نقيّم وزن نجاح هذه المشاريع من عدمه في قياس الانتصار أو الهزيمة على المديين المتوسط والطويل الأمد ضمن اللعبة الصفرية الأميركية.

يجب أن يعي أهل المقاومة أن الأيام والأشهر المقبلة ستشهد الكثير من المحاولات التي تهدف في باطنها إلى تدمير عناصر التعبئة الشاملة. وعليهم الاستعداد لمواجهة الأدوات الخشنة والناعمة التي ستستعمل في سبيل تدمير هذه العناصر.

وما سيلمسه الجميع، وأهل المقاومة خصوصاً، هو محاولة تفكيك الشبكات الاجتماعية المحيطة بهم. ولن يُصدموا عندما يرون أن من سيحاول تنفيذ هذه المهمات سيكون من أبناء وطنهم، وعبر أدوات رسمية مرتبطة بمؤسسات الدولة اللبنانية التي ستتحول إلى ساحة صراع مع الولايات المتحدة. صراع عنوانه «هل الولايات المتحدة راع أم عدو مستعمر؟»، وصلبه هو محاولة الولايات المتحدة الإطباق على كل مفاصل الدولة لتستعملها في تدمير كل ما تراه عنصر قوة للمقاومة.

خلال العملية البرية التي استمرت 57 يوماً، لم يتمكن العدو من احتلال مدينة الخيام، رغم إعلانه أن احتلالها هدف رئيسي لهذه العملية. واستمر يقاتل على أطرافها حتى آخر أيام الحرب. في هذه المعركة قاتلت واستشهدت نخبةُ النخب من اللبنانيين، ومنهم من دخلها، خلال الحرب، وهو يعلم أن فرص خروجه منها على قيد الحياة ضئيلة جداً. وبعد انسحاب العدو، كانت مواضع جثامين الشهداء شاهدة على أن العدو لم يتقدم إلى حي أو شارع من المدينة إلا وكانوا قد قاتلوه فيه حتى الرمق الأخير، لم يمر إلا على أجسادهم الممزقة بغارات الطائرات. القادم من الأيام يستدعي تعبئة أهل المقاومة ليخوضوا الصراع على مستوى المجتمع والدولة، بعيداً من أي نخب زائفة. صراع صفري مفروض علينا من قبل أعدائنا. وأمام ما قدّمته نخبنا في الحرب، لا حجة حقيقية تُساق للتقصير في خوض هذا الصراع. في النهاية، في الخيام الكل استشهد.

«غلّة» ميس الجبل: 100 شهيد ودمار كلي

منذ إعلان وقف إطلاق النار، في 27 تشرين الثاني الماضي، ينتظر أهالي بلدة ميس الجبل العودة إلى بلدتهم التي هجّرهم العدو منها منذ بدء الحرب في الثامن من تشرين الأول 2023. بعد انتهاء مهلة الستين يوماً التي تلت اتفاق وقف النار، في 27 كانون الثاني الماضي، تمكّن بعض الأهالي من دخول الطرف الغربي للبلدة، ووصلوا إلى بعد أمتار من وسطها، قبل أن يعودوا أدراجهم، فيما زاد العدو في الشهور الثلاثة الماضية اعتداءاته على الأحياء والمنازل، تدميراً وحرقاً.

صباح أمس، لم ينتظر أبناء ميس الجبل فتح الطريق التي كان الاحتلال قد أقفلها من الجهة الغربية. توجهوا اليها باكراً عبر طريق ترابي يربطها بوادي السلوقي. كان الدخول صعباً بعدما باتت الطرق التي جرفها العدو شديدة الوعورة. ولكن، خلال ساعات قليلة ازدحمت البلدة بأبنائها الذي توزعوا في الحارات والأحياء، في وقت كانت جرافات تعمل على ازالة الركام من الطرقات. قرب منزلها المهدّم، جلست أم محمد خشفة تراقب طفليها يبحثان عن ألعابهما تحت الركام. تقول: «المهم أننا عدنا.

رغم فقدان الأحبة وخسارة جنى العمر، نشعر بأننا أقوياء وقادرون على الحياة بشرف، هو شعور لا يدركه الاّ من يعرف حجم التضحيات التي بذلت، والجميع يعرف أن العدوّ لا يمكن ان ينسحب لو كان قادراً على البقاء».

وميس الجبل ثاني أكبر بلدات قضاء مرجعيون، يزيد عدد المقيمين فيها صيفاً على 15 ألف نسمة، معظمهم من المزارعين والتجّار الذين شيّدوا محلات تجارية ضخمة، وحوّلوا بلدتهم بعد تحرير العام 2000 من بين الأشهر في صناعة وتجارة المفروشات والأدوات المنزلية، و«بعد انتصار تموز 2006 شهدت ميس ازدهاراً عمرانياً وتجارياً غير مسبوقين» بحسب ابن البلدة محمد شقير. فقد تضاعف عدد سكانها من 18 ألفاً عام 2008 إلى أكثر من 30 ألفاً، وزاد عدد الوحدات السكنية خمس مرات من حوالى 600 إلى نحو 4800. وتضم البلدة أكثر من 400 محل تجاري. ويقول رئيس البلدية عبد المنعم شقير إن عدد المقيمين في ميس قبل الحرب الأخيرة كان يبلغ نحو ثمانية آلاف شتاءً و15 ألفاً صيفاً، ويزيد عدد المزارعين فيها على 400 خسروا جميعاً مواسمهم.

اقتطعت اتفاقية «سايكس – بيكو» ما يزيد على 30 ألف دونم من الأراضي الشرقية للبلدة الملاصقة لسهل الحولة، أي ما يزيد على نصف مساحتها البالغة 54 كلم مربعاً. وقبل احتلال فلسطين، هاجر ميسيون إلى المدن الفلسطينية من صفد إلى الحولة بما فيها حيفا ويافا وطبريا والقدس ويوشع وقدس وعكا، للعمل والإقامة قبل أن يُطردوا مع الفلسطينيين عقب إقامة الكيان الغاصب. ومع تعرض بلدتهم لاعتداءات متكررة منذ عام 1948، وبعدما عاثت فيها العصابات الصهيونية قتلاً وتهجيراً، نزحوا إلى مناطق النبعة وبرج حمود والدورة والكرنتينا وتل الزعتر والبسطة والخندق الغميق والمصيطبة وغيرها، وعملوا باعة جوّالين للأدوات المنزلية قبل أن يطوّروا أعمالهم إلى مؤسسات تجارية كبيرة.

يقول التاجر محمد عمار إنّ «تجّار ميس ساعدوا بعضهم البعض في فتح المحال التجارية، مركّزين على تجارة المفروشات والسجّاد والأدوات المنزلية، إلى أن حلّ التحرير فعادوا إلى بلدتهم الحدودية، مفتتحين فروعاً ضخمة لمؤسساتهم». وانتشرت على طول الطريق الرئيسي في البلدة عشرات المحلّات التجارية الكبيرة التي حوّلت ميس «عاصمة اقتصادية» للمنطقة الحدودية، «وبعدما كان تجار يحضرون بضائعهم من البقاع وطرابلس، باتت ميس مقصداً لتجار طرابلس والبقاع بالجملة والمفرّق». ويشير التاجر حسن قبلان إلى أن «أبناء البلدة غامروا بكل ما جمعوه من أموال، بعد حرب تموز، فبنوا مؤسساتهم وبيوتهم على الحدود، وهم ينتظرون اليوم الفرصة لإعادة بناء ما تهدّم، بعدما دمّر العدوّ كل المؤسسات والمحال التجارية وجرف الطرقات والحارات والأزقّة».

ويقول المختار محمد شقير إن ميس قدّمت في الحرب الأخيرة ما يزيد على 100 شهيد، معظمهم من المقاومين، ودُمّر أكثر من 4000 من منازل البلدة بشكل شبه كلّي، إضافة إلى المحلات والمؤسسات التجارية على طول الشارع العام الممتد بين بلدتي حولا وبليدا، وبينها معامل كبيرة لصناعة المفروشات، إضافة إلى مساجد البلدة الخمسة و4 حسينيات ومبنى الثانوية الرسمية. أما ما لم يطله التدمير، فقد عمد العدوّ إلى إحراقه. ويؤكد أن «أبناء البلدة عازمون على العودة والسكن ولو في الخيم». لكن ما يخيف شقير هو «الأمراض التي سببتها وستسببها القنابل والقذائف الفسفورية، فبعدما أحرقت المزروعات وآلاف الأشجار، ستستمر أضرارها لسنوات، وبما تكون قد أدت إلى تسمّم ما بقي من الآبار المنزلية والجوفية».

تسريع المرحلة الأولى مقابل إدخال المساعدات: غموض يكتنف مستقبل «اتفاق غزة»

بعد تجاوز الأزمة التي عطّلت صفقة التبادل الأسبوع الماضي، وإتمام الدفعة السادسة السبت الفائت، طرأت تغييرات على المرحلة الأولى من الصفقة، حيث تمّ تسريع تنفيذها والانتقال فوراً إلى مفاوضات المرحلة الثانية منها. وقرّر رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد اجتماع «الكابينت» مساء أول أمس، البدء رسمياً في المحادثات حول تلك المرحلة، والتي يفترض أن تنطلق عند وصول المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، ستيفن ويتكوف، إلى إسرائيل، بينما يتولّى وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي، رون ديرمر، إدارة المفاوضات من دون مشاركة رئيسَي «الشاباك» و«الموساد».

ووفقاً للتقارير الإسرائيلية، فإن «الاتفاق على تغيير الصفقة تمّ في إطار محادثات الوفد الإسرائيلي في القاهرة»، علماً أن التعديلات تشمل تسريع تنفيذ المرحلة الأولى، وإدخال عدد من المعدّات الثقيلة والمنازل الجاهزة إلى قطاع غزة، إلى جانب إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين الستة الأحياء صباح السبت، ما يعني استكمال الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء المشمولين بالمرحلة الأولى.

وعليه، سيشهد السبت أكبر مراحل التبادل، حيث سيتمّ الإفراج عن قرابة 800 أسير فلسطيني، من بينهم 445 معتقلاً من قطاع غزة خلال الحرب، و51 من أصحاب أحكام المؤبّد، و59 من ذوي الأحكام العالية، إضافة إلى 47 أسيراً من محرري صفقة شاليط الذين أُعيد اعتقالهم. كما سيُفرج عن نحو 200 امرأة وطفل اعتُقلوا أثناء الحرب في غزة، نصفهم مقابل جثث أربعة أسرى إسرائيليين، والنصف الآخر يجري إطلاق سراحهم في الأول من آذار المقبل.

كذلك، سيتم الإفراج عن عدد من قادة «كتائب القسّام» البارزين في الضفة الغربية، ومنهم عبد الناصر عيسى، وعثمان بلال، وعمار الزبن، بالإضافة إلى كوادر ورموز آخرين، وأقدم الأسرى الفلسطينيين، نائل البرغوثي، المعتقل منذ 44 عاماً، وعلاء البازيان المعتقل منذ 42 عاماً، وسامر المحروم المعتقل منذ 38 عاماً. وفي المقابل، ستُطلق المقاومة الفلسطينية سراح الأسرى الإسرائيليين الستة الأحياء وهم: عومر شيم طوف، وإيليا كوهين، وعومر وينكرت، وتال شوهام، وأبراهام منغستو، وهشام السيد.

وفي هذا السياق، عبّر الوزير الإسرائيلي السابق، إيتمار بن غفير، عن «عدم تفاؤله»، معتبراً أن «من يريد تشجيع الهجرة وتدمير حماس لا يُدخل منازل متنقّلة ومساعدات». وفي محاولة لتبرير الموقف الإسرائيلي، نقلت وسائل الإعلام العبرية عن ما وصفته بـ«المصدر الإسرائيلي» – يُعتقد بأنه من مكتب رئيس الوزراء – قوله إن «هذا إنجاز مهم لنتنياهو، تم بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة»، وإن «رئيس الوزراء نجح مرة أخرى في تسريع مرحلة الإفراج، والتوصل إلى اتفاق بشأن استعادة جميع المختطفين الأحياء من المرحلة الأولى خلال هذا الأسبوع، بالإضافة إلى استعادة جثامين». وأضاف المصدر أنه «إذا تم تنفيذ الاتفاق، فستكون إسرائيل قد أكملت المرحلة الأولى (…) وهو إنجاز لم يكن الكثيرون يعتقدون بأنه سيحدث».

كما أشار إلى أن «إسرائيل وافقت على إدخال كمية صغيرة فقط من الكرفانات والمعدات الثقيلة إلى غزة، وهذا لن يغيّر بأي شكل من الأشكال احتمالية تنفيذ خطة ترامب للهجرة الطوعية وخلق غزة مختلفة، وهي الخطة التي يلتزم بها نتنياهو بشكل كامل». وأكّد المصدر أنه «في الأيام المقبلة، ستدخل إسرائيل في مفاوضات بشأن المرحلة الثانية، وهي مرحلة سياسيّة تتعلق بشروط إنهاء الحرب». وأوضح أنه «خلال المفاوضات، ستطرح إسرائيل مطالبها الأمنية بناءً على أهداف الحرب التي حدّدها المجلس الوزاري الأمني – السياسي»، والتي كرّرها نتنياهو خلال اجتماع «الكابينت»، بقوله إنها تتضمن: «نزع السلاح من غزة، وإنهاء حماس والمنظمات الأخرى، وعدم نقل السيطرة على القطاع إلى السلطة الفلسطينية».

وحذّر المصدر من أنه «إذا اضطرت إسرائيل إلى العودة إلى القتال في غزة بسبب تعنّت حماس، فستقوم بذلك بشكل مكثّف وقاتل، مع دعم كامل من إدارة ترامب، ومخزون أسلحة تم تجديده، وقوّات مستعدة، ونهج قتالي مختلف تماماً». كما نقلت وسائل الإعلام العبرية عن مسؤول إسرائيلي كبير تأكيده أن «الحديث عن إدخال الكرفانات إلى قطاع غزة مبالغ فيه وغير ضروري».

في المقابل، أعلن رئيس حركة «حماس» في قطاع غزة، ورئيس الوفد المفاوض، خليل الحية، أنه «استمراراً لجهودنا المتواصلة في إنجاح المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار مع العدو، وتمهيداً للانخراط في المرحلة الثانية منه، وتجاوباً مع جهود الوسطاء، فقد قرّرت الحركة والمقاومة ما يلي: أولاً، تسليم عدد 4 من جثامين أسرى الاحتلال الخميس، ومن بينها جثامين عائلة بيباس، على أن يفرج العدو السبت عمّن يقابلهم من أسرانا حسب الاتفاق، فيما يُستكمل تسليم باقي الجثامين المتّفق عليها في المرحلة الأولى، في الأسبوع السادس.

ثانياً، سيتمّ الإفراج السبت عمّن تبقّى من أسرى الاحتلال الأحياء، المتّفق على إطلاق سراحهم في المرحلة الأولى، وعددهم 6». وأكّد الحية أن «المقاومة جاهزة للانخراط الفوري في التفاوض لتطبيق بنود المرحلة الثانية»، والتي تشمل «الوقف التام لإطلاق النار والوصول إلى الهدوء المستدام، والانسحاب الكامل لقوات الاحتلال من قطاع غزة، وإنجاز صفقة تبادل أسرى مرة واحدة، ونحن جاهزون للاتفاق عليها رزمة واحدة».

تمسك أميركي بـ«بيضة القبان»: لماذا الصراع على شرق الفرات؟

منذ سقوط نظام الرئيس السابق، بشار الأسد، قبل نحو 70 يوماً، يتم تصوير مناطق سيطرة «قسد» في شمال شرق البلاد، والمعروفة باسم «شرق الفرات»، على أنّها عقدة رئيسية أمام أي حل سياسي في سوريا، وذلك لاعتبارات عدة، أهمها استمرار الوجود الأميركي في تلك المناطق، وصعوبة شنّ حكومة دمشق، الخارجة لتوها من حرب طويلة، أي معركة شاملة ضد «قسد»، خصوصاً في ظلّ تخوفها من التسبب في «دمار شامل» للبنى التحتية التي تحتاجها بشدة، للبدء بمشاريع إعادة الإعمار المأمولة.

وتُضاف إلى ذلك، الأهمية الجغرافية والسياسية للمنطقة، والتي تدفع بالإدارة الجديدة في سوريا إلى التريث في مفاوضاتها مع «قسد»، أملاً في حصول انسحاب عسكري أميركي، وسحب أي غطاء دولي عن الوحدات الكردية، وإجبارها، بالتالي، على تقديم تنازلات سياسية وإدارية وعسكرية قاسية، تنتهي بتسليم شؤون المنطقة إلى الحكومة المركزية في دمشق. على أنّ الخيار المشار إليه لا يبدو سهل التطبيق، لا سيما بالنظر إلى مواقف كل من باريس وبرلين، المتمسكتين بضرورة دمج «قسد» في هيكلية الدولة الجديدة، وأهمية إسكات صوت البنادق والمدافع، والجنوح إلى الحلول السياسية والديبلوماسية لمعالجة ملفات هذه المنطقة.

الأهمية الجغرافية

تشكل مساحة «إقليم شمال شرق سوريا»، والذي يخضع لسيطرة «الإدارة الذاتية» الكردية، وهي الجناح الإداري لـ«قسد»، ما بين 25 و28 في المئة من مساحة سوريا، وهو يمتد جغرافياً على ثلاث محافظات، هي الحسكة والرقة ودير الزور، وأجزاء من محافظة رابعة هي كل من عين العرب وصرين وريف منبج في حلب، بالإضافة إلى حيي الأشرفية والشيخ مقصود في مدينة حلب. ورغم عدم وجود إحصاءات دقيقة لعدد سكان المناطق المشار إليها، إلا أنّ التقديرات المحلية تشير إلى أنّ عدد السكان يراوح ما بين 4 ملايين ونصف مليون و5 ملايين نسمة، وهو ما يفوق ربع عدد سكان سوريا حالياً.

وما يزيد من أهمية شرق الفرات جغرافياً، ارتباطه بحدودٍ مع العراق، بمسافة تبلغ أكثر من 450 كلم من عين ديوار وصولاً إلى الباغوز، ومع تركيا من عين ديوار وصولاً إلى جسر قرقوزاق على أطراف مدينة منبج، باستثناء المنطقة الممتدة بين رأس العين في الحسكة وتل أبيض في ريف الرقة، والتي تسيطر عليها فصائل «الجيش الوطني» المدعومة من تركيا. كذلك، تضم المنطقة عدداً من المعابر والبوابات الحدودية، من مثل «معبر اليعربية -ربيعة» بين سوريا والعراق، وكل من «سيمالكا» و«الوليد» غير الرسميين مع إقليم كردستان – العراق، و«القامشلي – نصيبين» مع تركيا، بالإضافة إلى «بوابة الدرباسية»، والتي تكتسب، جميعها، أهمية خاصة في ما يتعلق بالتبادل التجاري وحركة الترانزينت التجارية نحو كل من الخليج وأوروبا.

الأهمية الاقتصادية

في ما يتعلق بالشق الاقتصادي، تعدّ مناطق سيطرة «قسد» الأغنى في إنتاج النفط والغاز، بسبب احتوائها أهم حقولهما في البلاد، وعلى رأسها حقول رميلان والجبسة في ريفي الحسكة الشمالي والجنوبي، وحقول العمر والتنك والجفرة وكونيكو في دير الزور. وتضاف إليها، ثلاثة معامل رئيسية متخصصة بإنتاج الغاز الطبيعي المنزلي، والغاز المرافق المخصص لتوليد الطاقة الكهربائية، وعلى رأسها «السويدية» شمال الحسكة، و«الجبسة» جنوبها، و«كونيكو» الذي كان يولد أكثر من ألف ميغاواط ساعي عبر حقل التيم، أي ما يعادل أكثر من ربع حاجة سوريا من توليد الكهرباء.

تؤمّن السدود في مناطق «قسد» مياه الشرب والسقاية والطاقة الكهربائية لأكثر من ربع مساحة سوريا

وعلاوة على النفط والغاز، تُعرف المنطقة بأراضيها الزراعية الخصبة، والمسؤولة عن إنتاج محاصيل البلاد الزراعية الإستراتيجية من القمح والقطن والشعير، فيما تسيطر «قسد» على أكثر من 80% من إنتاجها الذي يبلغ نحو 90% من إنتاج البلاد من مختلف تلك المحاصيل، التي تحتاجها سوريا لتحقيق أمنها الغذائي. وعلى سبيل المثال، تغطي محافظة الحسكة، وحدها، عادة نحو 60% من إنتاج سوريا من محصول القمح، ومثله من الشعير، وأكثر من نصف إنتاج البلاد من القطن، بالإضافة إلى الخضار والمحاصيل العطرية.

الأنهار والسدود

إلى ذلك، تعدّ منطقة شرق الفرات محورية في ما يتعلق بالأمن المائي السوري، نظراً إلى أنّ 80% من مجرى نهري الفرات ودجلة وروافدهما يمرّ عبرها، وهو ما يجعلها متحكمة بكميات المياه اللازمة للشرب وسقي المحاصيل الزراعية، صيفاً وشتاءً، بالإضافة إلى مخزون المياه الجوفية التي تغذي الآبار السطحية والجوفية، وتعد عاملاً رئيسياً للاستقرار في تلك المنطقة، جنباً إلى جنب استقرار مساحات جغرافية واسعة خارج معاقل «قسد»، في حلب والرقة وحماة. وبالإضافة إلى الأنهار، تدير «الإدارة الذاتية»، أيضاً، أكبر ثلاثة سدود كهرومائية في سوريا، وهي «سد الفرات» في مدينة الطبقة، و«سد البعث» في ريف الطبقة في محافظة الرقة، و«سد تشرين» في منطقة منبج في ريف حلب الشمالي. وتؤمن السدود المشار إليها مياه الشرب والسقي والطاقة الكهربائية لأكثر من ربع مساحة سوريا، وتعد المخزون الاحتياطي المائي الرئيسي في البلاد، لا سيما أنّها تعتمد على مجرى نهر الفرات، وليس على مياه الأمطار والثلوج فقط.

تخبط أميركي

بناءً على ما تقدّم، يتّضح أن اختيار واشنطن، قبل نحو 11 عاماً، تأسيس قواعد عسكرية غير شرعية في منطقة شرق الفرات، لم يكن عبثياً، لا سيما أنّها عمدت، عبر سيطرتها على تلك المنطقة، إلى «خنق» النظام السابق، بعدما منعته طوال السنوات السابقة من الاستفادة من مواردها، بما في ذلك النفط والغاز، وهو ما أدى إلى زيادة الاستيراد عبر أساليب «التفافية» عقب فرض قانون «قيصر»، جنباً إلى جنب استنزاف مخزون البلاد من الموارد الأجنبية لاستيراد مواد كالقمح، ما أدى إلى انهيار الاقتصاد، ودفع بغالبية السكان إلى حدود الفقر. كما أتاح تواجد الولايات المتحدة في شرق الفرات لها الإمساك بملف سجون ومخيمات عناصر تنظيم «داعش» وعائلاتهم، والذي يعد ملفاً مهماً، ليس فقط للاستقرار الأمني في سوريا، وإنما في الإقليم والعالم، باعتبار أنّ السجون المذكورة تضمّ أكثر من 12 ألف عنصر، ونحو 9 آلاف من عائلاتهم في مخيمي الهول وروج في محافظة الحسكة.

ومن هنا، يصبح استمرار الصراع على شرق الفرات، وعدم حسم واشنطن أمر وجودها العسكري فيه مفهوماً، لا سيما أنّ الأخيرة لا تثق بالإدارة السورية الجديدة، وتعرب، علناً، عن مخاوفها من إمكانية أن تتحول سوريا إلى خزان جديد لـ«الجهاديين»، لاعتبارات تتعلق بماضي الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع. كذلك، يُدرك الأميركيون أن أي انسحاب عسكري لقواتهم سيضعف موقف حليفتهم «قسد»، ويدفعها نحو تقديم تنازلات كبيرة لكل من دمشق وأنقرة، لتجنب شن حرب مدمرة ضد مناطق سيطرتها؛ ولعل هذا ما يفسر عدم صدور أي موقف أميركي رسمي من استمرار الوجود العسكري في سوريا من عدمه، رغم مرور شهر على وصول دونالد ترامب إلى الحكم.

اللواء:

جريدة اللواءالأهالي والجيش على أطلال «نكبة القرى»: الأرض لأصحابها رغم الدمار

الرؤساء الثلاثة لمطالبة مجلس الأمن بالزام إسرائيل بالإنسحاب.. ومناقشة البيان الوزاري الثلاثاء والأربعاء

في 18 شباط الموعد النهائي لانسحاب الجيش الاسرائيلي من القرى التي دخلها بعد وقف النار في 27 ت2 2024، سجل الاحتلال خطوة عدائية ببقائه في 5 نقاط استراتيجية تشرف على القطاع الشرقي، وبعض القطاع الاوسط بالمراقبة واطلاق النار، فجاء الرد اللبناني واحداً موحداً: عدم إكمال الانسحاب يعني احتلالاً، والاحتلال يُزال بالوسائل كافة من الضغوط الدبلوماسية الى الضغوط غير الدبلوماسية.

الردّ اللبناني خضع لمنهجية عمل جديدة: اجتماع رئاسي ثلاثي في بعبدا، يصدر عن موقف رسمي واحد، يتضمن نقطتين بارزتين: الاولى تتعلق باعتبار عدم الانسحاب احتلالاً، والثانية استخدام كل الوسائل الدبلوماسية والقانونية المتاحة.

واعلن اللقاء الثلاثي التوجه الى مجلس الامن الدولي للمطالبة بالزام اسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية.

ورأت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن الاجتماع الثلاثي في قصر بعبدا عكس في الشكل والمضمون وحدة الموقف حيال التأكيد على الأنسحاب الإسرائيلي الكامل ودعم انتشار الجيش، متوافقا مع مضمون البيان الوزاري.

وأكدت هذه المصادر أن هذا الاجتماع كرس تعاطيا جديدا في الشؤون الاستراتيجية الكبرى فعوضا عن تجزئة المواقف من المقرات الرسمية كان الموقف الواحد ومن خلال بيان صادر عنهم.

وفند البيان هذا الموقف وفق المصادر نفسها التي قالت أن ما ورد لجهة التأكيد على حق لبنان بأعتماد كل الوسائل لإنسحاب العدو الإسرائيلي يعني اللجوء إلى الوسائل الديبلوماسية المشروعة،ورأت أنه بالنسبة إلى البعض تحتمل هذه النقطة التأويل إنما المقصود منها الوسائل المتاحة بالأطر القانونية والمشروعة.

ووراء الازمة التي يصر الاحتلال على ابقائها مفتوحة عدم الالتزام بوقف الخروقات، ولا حتى اطلاق الاسرى الـ7 من اللبنانيين عند جيش الاحتلال.

وواكب الجيش اللبناني عودة الجنوبيين الى يارون ومارون الراس وميس الجبل وكفركلا وبرج الملوك والوزاني، بعد انسحاب الاحتلال الاسرائيلي، الا من نقاط 5 حدودية، تركها كبؤر امنية وقنابل موقتوة. وجال الاهالي يتفقدون ويبحثون عن احبائهم الشهداء، وسط احياء اختفت بالكامل.

اذاً، انتهى امس، احتلال جيش العدو الاسرائيلي لقرى الجنوب الحدودية بنسبة كبيرة لكن العدو حافظ على احتلال النقاط الخمس التي سبق واعلن انه لن يتخلى عنها، اضافة الى بقائه في بعض النقاط داخل القرى مثل المنطقة بين مركبا وحولا التي استحدث موقعا عسكرياً فيها وقطع الطريق بين البلدتين ماحال دون عودة الاهالي.كمامنع الاحتلال الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في منطقة الحدب واطراف عيتا الشعب.فيما انتهى يوم الانسحاب على انتشال جثامين 23 شهيداً من تحت الأنقاض في ميس الجبل وكفركلا والعديسة ومركبا وجثمان شهيد من يارون. ومواكبة للإنسحاب المنقوص، اجتماع رؤساء الجمهورية جوزاف عون والمجلس النيابي نبيه بري والحكومة نواف سلام وصدرعنهم بيان اكد على النقاط الاتية:

إزاء تمادي اسرائيل في تنصلها من التزاماتها وتعنّتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي:
1- التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقر القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام إسرائيل بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي، كما «الإعلان» ذات الصلة.
2- اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالًا. مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية.
3 – استكمال العمل والمطالبة، عبر «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، و«الآلية الثلاثية»، اللتين نص عليهما «إعلان 27 تشرين الثاني 2024»، من أجل تطبيق الإعلان كاملاً.
4- متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى إسرائيل.

أكد المجتمعون، «تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتاكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الاسرائيلي».

وفي الاطار، صدر بيان مشترك عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس- بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اكد «إن الرئيس اللبناني الجديد والحكومة عازمون على بسط سلطة الدولة بشكل كامل في كل المناطق في الجنوب وتعزيز الاستقرار لمنع عودة النزاع إلى لبنان، وهم يستحقون الدعم الثابت في هذا المسعى».

ونفى وزير الخارجية والمغتربين جو رجي ان يكون تبلغ من السفيرة الاميركية في بيروت ليزا جونسون اي امر يتعلق بوضع لبنان تحت الفصل السابع.

الحكومة والثقة

سياسياً تتجه الانظار الى جلسة الثقة النيابية بالحكومة بعدما حدد رئيس المجلس موعداً لها يومي الثلاثاء والاربعاء الواقعين بتاريخ 25 و 26 شباط 2025 وذلك لمناقشة البيان الوزاري والإقتراع على الثقة.

وحسب قول النائب الدكتور عبد الرحمن البزري لـ «اللواء» فإن النواب تسلموا البيان الوزاري امس ولم يطلع عليه الجميع بدقة، وعادة يعطي رئيس المجلس مهلة 48 ساعة لدرسه ولعقد جلسة الثقة لكنه اختار الطريق الطويل، فحدد الجلسة بعد اسبوع لإعتبارات عديدة منها اعطاء فسحة اوسع للنواب لتقرير الموقف، خاصة ان يوم الاحد المقبل سيكون يوم تشييع الشهيد السيد حسن نصر الله.

وبالنسبة لموقف المستقلين من البيان وطرح الثقة، قال البزري: بعيداعن مضمون البيان وبرغم وجود ملاحظات اولية عليه،وبغض النظرعن الاعتراض على طريقة تأليف الحكومة، ارى ان هناك مزاجاً عاماً بمنح الحكومة الثقة لأنها اول حكومة في عهد الرئيس عون وربما تكون آخرحكومة قبل انتهاء ولاية المجلس النيابي وغجراء الانتخابات النيابية بعد سنة وبضعة اشهر.

واوضح انه خلال مهلة الاسبوع سنتشاور كنواب مستقلين ومع بعض الكتل الاخرى كتكتل التوافق وتكتل الاعتدال و نقرر الموقف.

وظهرت اولى مؤشرات الكتل النيابية بكلام عضو تكتل التوافق الوطني محمد يحيى في حديث اذاعي قال فيه: ان تكتل التوافق الوطني قد يبدي بعض الملاحظات في جلسة الثقة للحكومة على البيان الوزاري، لكنه يتجه لإعطاء فرصة لهذه الحكومة خصوصا ان بيانها الوزاري يتضمن بنودا ايجابية على قاعدة تطبيق اتفاق الطائف والدستور والقرار 1701.

اما تكتل الاعتدال الوطني فقالت مصادره لـ «اللواء»:ان البيان الوزاري جيد وان كان عاماً قليلا. فيماعلم ان النواب الاربعة الخارجين من التيار الوطني الحر سيجتمعون لتقرير الموقف لكن التوجه لديهم «ايجابي».

وبالنسبة للتيار الوطني الحر، فأعلنت الهيئة السياسية فيه بعد اجتماعها امس انها «اجرت نقاشاً أولياً للبيان الوزاري، تمهيداً للموقف الذي سيعبّر عنه رئيس تكتل «لبنان القوي» والنواب في جلسة مناقشة البيان وطلب الثقة».

التشييع

وتتجه الانظار الى تشييع الامينين العامين لحزب الله السابقين السيد حسن نصر الله والسيد هاشم صفي الدين الاحد في 23 الجاري.

ويشارك وفد ايراني عالي المستوى يمثّل الحكومة والمجلس وجميع الاجهزة في مراسيم تشييع السيد نصر الله، حسبما نقلت وكالة «ايرنا» عن وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي.
وفي خطوة احترازية، اعلنت المديرية العامة للطيران المدني في مطار بيروت انه سيتم اقفال المطار، وتوقف حركة الاقلاع والهبوط من والى المطار بتاريخ 23 شباط 2025، ابتداءً من الساعة 12 ظهراً وحتى الـ4 من بعد ظهر اليوم نفسه.

ومن الاجراءات التي توقفت عندها الاوساط المتابعة، تحذير السفارة الاميركية في لبنان رعاياها من سلوك طريق بئر حسن والجنوب وطريق مطار رفيق الحريري الدولي، يوم الاحد المقبل بالتزامن مع تشييع الامين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصر الله.

الانسحاب المنقوص

وكانت مهلة الانسحاب الاسرائيلي المفترض ان يكون كاملا لكنه اتى منقوصاً قد انتهت امس، واندفع الجيش اللبناني الى القرى التي اخلاها جيش العدو وهي: يارون، مارون الراس، بليدا، ميس الجبل، حولا، مركبا، العديسة، كفركلا والوزاني، تاركة خلفها حجما كبيراً من الدمار والتخريب غير المبرر للمنشآت والمنازل والبنى التحتية ، فيما أبقت على وجودها في خمس نقاط رئيسية على طول الحدود.ومع دخول الجيش إلى هذه القرى، استمر توافد الأهالي لتفقد منازلهم وأرزاقهم.

وكانت قوات الاحتلال، باشرت الانسحاب ليلا، وبدأ الجيش بالإنتشار في قرى بليدا واطراف ميس الجبل ومركبا.
ومنتصف الليل، استكمل الجيش انتشاره في البلدات المحررة، وباشرت فرق من فوجَي الهندسة والأشغال بإزالة السواتر الترابية وفتح الطرقات ومسح الطرق الرئيسية من الذخائر والقذائف غير المنفجرة. كما سيّرت قوات «اليونيفيل» دوريات في تلك القرى، واقامت نقاط عدة إلى جانب الجيش اللبناني.

واعلنت قيادة الجيش في بيان: بتاريخَي 17و18 /2 /2025، انتشرت وحدات عسكرية في البلدات التالية:

• العباسية، المجيدية، كفركلا – مرجعيون في القطاع الشرقي.
• العديسة، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا، محيبيب – مرجعيون في القطاع الأوسط.
• مارون الراس والجزء المتبقي من يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط.

اضافت: كما انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسية للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وذلك بعد انسحاب العدو الإسرائيلي.وقد باشرت الوحدات المختصة بإجراء المسح الهندسي وفتح الطرق ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة في هذه المناطق، لذا تؤكد قيادة الجيش ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، إفساحًا في المجال لإنهاء الأعمال المذكورة في أسرع وقت ممكن، وحفاظًا على أرواحهم وسلامتهم.

وسقط جريحان من الاهالي برصاص جيش الاحتلال الاسرائيلي، خلال عمليات التمشيط من مركز المنارة المعادي في اتجاه منطقة كركزان شمال شرق بلدة ميس الجبل.و قطعت قوات الاحتلال طريق عديسة – كفركلا.

ومع دخول الجيش إلى هذه القرى، استمر توافد الأهالي لتفقد منازلهم وأرزاقهم. ودخل عدد كبير من أهالي بلدة الوزاني الى بلدتهم سيرا على الاقدام. كما دخل أهالي ميس الجبل منذ ساعات الصباح الباكر، الى بلدتهم سيرا على الأقدام وعبر الدراجات النارية، بعد انسحاب العدو منها وانتشار الجيش اللبناني فيها ليلا. يذكر ان الجيش ما زال حتى الآن يغلق المدخل الغربي للبلدة بآلياته.كذلك اندفع اهالي كفركلا الى بلدتهم لتفقد منازلهم وممتلكاتهم.وتوجه موكب مشترك من الجيش اللبناني واليونيفيل والصليب الأحمر اللبناني نحو سهل المجيدية بعد انسحاب القوات الاسرائيلية. كذلك، تجمع أهالي حولا عند مدخل البلدة، بانتظار إذن الجيش لدخولها. كما باشرت جرافات الجيش و»اليونيفيل» بفتح الطرق في كفركلا للوصول الى داخل البلدة.

وبعدما دخل الجيش اللبناني الى البلدات التي أخلاها الجيش الاسرائيلي في الجنوب، قام عنصر من الجيش اللبناني بنزع العلم الاسرائيلي الذي كان مرفوعاً على أحد أعمدة الكهرباء في ميس الجبل. ورمى الجندي العلم الاسرائيلي في الارض وداسه بقدمه.ثم استكمل الجيش تمركزه في البلدة.

وبعد 3 أشهر من تدمير كفركلا وبعد خروج جيش الاحتلال منها، خرج مقاتلان اثنان من تحت الانقاض على قيد الحياة أحدهما من الجنوب والآخر من البقاع. يذكر أن المقاتلين فقد الاتصال بهما منذ اكثر من ثلاثة أشهر، خلال المواجهات مع قوات العدو، واعتبرا في عداد مفقودي الأثر.

وقد خرج المقاتلان بعدما شعرا بحركة غير اعتيادية وضجة دراجات نارية وصوت سيارات ومشاة ولهجات لبنانية.وقد نقلا الى مستشفى مرجعيون الحكومي لتلقي الفحوص اللازمة.

وتم فتح طريق وادي السلوقي – خلف قلعة دوبيه – باتجاه مستشفى ميس الجبل الحكومي وبلدة ميس الجبل وهي سالكة للسيارات.لكن قوات الاحتلال استحدثت موقعاً على طريق مركبا – حولا وقطعت الطريق ولم تنسحب من المنطقة.

وواجه عدد من أهالي وسكان القرى والبلدات اللبنانية الحدودية التي انسحب منها العدو الاسرائيلي صعوبة في الوصول الى ما تبقى من منازل، بسبب عمليات تفجير المنازل والتجريف والتخريب للطرقات الفرعية والعامة وتدمير معظم المرافق العامة وتغيير معالم البلدات.

وقبل انسحابه من المنطقة، استهدف قصف مدفعي اسرائيلي معادٍ محلة الحافور في أطراف كفرشوبا بالقطاع الشرقي للجنوب ثم نفذ الاحتلال تفجيراً كبيرا في خراج البلدة وهو الثاني في اقل من ٧٢ ساعة..والقت قوات الاحتلال الإسرائيلي قنبلة على تجمع الصحافيين والأهالي في كفرشوبا.كما قصفت مسيرة معادية منطقة قريبة من مواطنين في خلة المحافر في عديسة.

وتم حتى الساعة الثانية بعد ظهر أمس انتشال أشلاء 5 جثامين من تحت ركام المنازل المدمّرة في بلدة عديسة الحدودية وأعمال البحث اللهيئات الصحّية والدفاع المدني لا تزال متواصلة.

وبعد الظهر، حلقت مسيّرة معادية في أجواء بلدات العباسية ودير قانون النهر وبدياس وبرج رحال وصولًا حتى ضفاف الليطاني في منطقة القاسمية.كماحلقت مسيرة في اجواء منطقة جزين.

واعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي على لسان المتحدث العسكري ناداف شوشاني: بناءً على الوضع الراهن، سنترك قوات محدودة منتشرة مؤقتاً في 5 نقاط استراتيجية على طول الحدود مع لبنان، بحيث نواصل الدفاع عن سكاننا ونتأكل من عدم وجود تهديد فوري، على حد تعبيره، مضيفاً: انه اجراء مؤقت حتى تصبح القوات المسلحة اللبنانية قادرة على تطبيق هذا القرار.يجب تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بلبنان كاملا وعلى دولة لبنان ضمان ذلك.

وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن «أنشطة الجيش الإسرائيلي الإنفاذية ضد حزب الله ستستمر بكامل قوتها وسنبقى في 5 مواقع بجنوب لبنان لحماية المستوطنات بالشمال.و إسرائيل لن تسمح بالعودة إلى واقع السابع من أكتوبر» في إشارة إلى ما قبل هجوم حماس في أكتوبر من العام 2023، حيث كان حزب الله منتشرا بقواعده وسلاحه في المناطق الجنوبية.

ونقلت القناة 13 الإسرائيلية عن مصادر ان الجيش سيتدخل بالأماكن التي لا يوجد فيها الجيش اللبناني وسيتعامل مع أي انتهاك.وأفادت «يديعوت أحرنوت» بأن الجيش الإسرائيلي سيرد بشكل قوي على أي محاولة لتعريض قواته في النقاط الخمس للخطر.

والنقاط الخمس كما بات معروفاً هي تلال اللبونة وجبل بلاط، جبل الباط والحمامص وتلة مركبا ووادي هونين.

وحسب المراسل العسكري لصحيفة «يديعوت احرنوت» فإن الابقاء على 5 نقاط داخل الاراضي اللبنانية تم بالتنسيق مع الولايات المتحدة وبموافقتها، مشيراً الى ان الجيش الاسرائيلي يعتزم العودة الى صيغة جزئية من الوجود الدائم للقوات على الجانب اللبناني من الحدود، بعد 25 عاماً من الانسحاب من المنطقة الامنية.

وقال رئيس بلدية يارون علي تحفة: حجم الدمار لا يوصف، فكل شيء سوي بالارض وتغيرات معالم البلدة، حتى شوارعها اختفت. فلا بنى تحتية ولا منازل ولا حقول، ولا شبكات كهرباء ومياه ولا دور عبادة، حيث تعرضت كنيسة البلدة لدمار شامل الى جانب مقام الخضر ومسجد البلدة.

الحريري غادر إلى أبو ظبي

غادر الرئيس سعد الحريري مساء امس بيروت متوجهاً الى الامارات العربية المتحدة.
واستقبل الحريري قبل سفره وفداً موسعاً من جمعية «بيروت للتنمية الاجتماعية» في حضور النائب السابق بهية الحريري ورئيس الجمعية احمد هاشمية.

كما استقبل الحريري المطران بولس مطر موفداً من البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ناقلاً اليه رسالة تضامن في حضور الحريري والدكتور غطاس خوري وهاني حمود، كما استقبل متروبوليت بيروت وتوابعها للسريان الارثوذكس المطران دانيال كوريه، الذي اكد الحاجة الى امثال الرئيس الحريري.

ودعا الحريري: جميع الافرقاء في لبنان الى التواضع والتفكير ملياً في مصلحة البلد لا سيما بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة، مشدداً على ضرورة العودة الى وضع لبنان فوق كل الاعتبارات في كل شأن يهم المصلحة العامة.

البناء:

صحيفة البناءترامب يدعو لانتخاب بديل لـ زيلينسكي… ولو أرادت موسكو تدمير كييف لفعلت

نتنياهو يستبدل رئيسَيْ الموساد والشاباك بدريمر لبدء مفاوضات المرحلة الثانية

عون وبرّي وسلام: هذا احتلال ومن حق لبنان اعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو

كتب المحرّر السياسيّ

انتهت جولة المحادثات الأميركية الروسية في السعودية برضا الطرفين المعلن عن النتائج، والكشف عن تجاوز الملف الأوكراني نحو بحث ملفات ثنائية وتطبيع العلاقات الدبلوماسية وتناول قضايا تهم البلدين، وكشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن نيته لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية هذا الشهر، لكن جديد ترامب لم يكن سخريته من مباحثات أوروبية حول إرسال قوات عسكرية إلى أوكرانيا، بإعلان عدم ممانعته مشاركة قوات سلام أوروبية في ترتيبات إنهاء الحرب إذا قبلت الأطراف المعنية، وهو أمر غير ما جرى التداول به أوروبياً لجهة إرسال قوات لمساندة أوكرانيا في الحرب، فكان الجديد إعلان ترامب مساندته إجراء انتخابات رئاسية في أوكرانيا باعتبار ذلك حقاً للأوكرانيين بعد تجاوز المهل الدستورية لولاية الرئيس فلاديمير زيلينسكي، وبذلك يلتقي ترامب مع المطلب الروسي بتغيير زيلينسكي كشرط لإنهاء الحرب.

في المنطقة، تتجه المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة لنهاية سلسة، مع إعلان رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية عن نيّة الحركة تسليم 4 جثث و6 أسرى أحياء، بما فتح المجال لموافقة إسرائيلية على إدخال بيوت جاهزة ومعدات ثقيلة كانت قد منعت دخولها من قبل، وتجري الاستعدادات لبدء التفاوض حول المرحلة الثانية، والبداية سوف تكون صعبة مع السقوف المتفاوتة والمتناقضة في النظر لهذه المرحلة التي تنص على إعلان نهاية الحرب وإنجاز الانسحاب الكامل، وتتضمن الإفراج عن جميع الأسرى الأحياء لدى المقاومة، وكان لافتاً تغيير بنيامين نتنياهو للوفد المفوض واستبدال رئيسَيْ الموساد والشاباك بوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومته والمقرّب منه جداً رون دريمر، بالتزامن مع التذكير الأميركي الإسرائيلي المشترك بأن هدف مفاوضات المرحلة الثانية التوافق على اليوم الثاني لنهاية الحرب في غزة، وتمسك واشنطن وتل أبيب بأن يتضمن ذلك القضاء على حركة حماس عسكرياً وسياسياً. وهذا الهدف يعني الحكم على المفاوضات بالفشل سلفاً.

لبنانياً، مرّ يوم 18 شباط وتأكدت المخاوف من انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار وبقاء الاحتلال في أجزاء من الأراضي اللبنانية، بتغطية أميركية، وصباح أمس عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام اجتماعاً في قصر بعبدا لمناقشة الوضع الخطير الناشئ عن بقاء الاحتلال في النقاط الخمس، وأصدروا بياناً أعلنوا فيه نية لبنان التّوجّه إلى مجلس الأمن الدولي، الّذي أَقرّ القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللّازمة لمعالجة الخروق الإسرائيليّة، وإلزام «إسرائيل» بالانسحاب الفوري حتّى الحدود الدّوليّة، وفقًا لما يقتضيه القرار الأممي؛ كما «الإعلان» ذي الصّلة. واعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللّبنانيّة احتلالًا، مع كل ما يترتّب على ذلك من نتائج قانونيّة وفق الشّرعيّة الدّوليّة. واستكمال العمل والمطالبة، عبر «اللّجنة التّقنيّة العسكريّة للبنان» و»الآلية الثلاثية»، اللتين نصّ عليهما «إعلان 27 تشرين الثاني 2024»، من أجل تطبيق الإعلان كاملًا. و»متابعة التّفاوض مع لجنة المراقبة الدّوليّة والصّليب الأحمر الدّولي، من أجل تحرير الأسرى اللّبنانيّين المحتجزين لدى «إسرائيل»».

وشدّد المجتمعون على «تمسّك الدّولة اللّبنانيّة بحقوقها الوطنيّة كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتّأكيد على حقّ لبنان باعتماد كلّ الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي».

عقد رئيس الجمهورية العماد جوزف اجتماعاً استثنائياً في القصر الجمهوري في بعبدا، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام. وأكد المجتمعون على الموقف الوطني الموحد للدولة اللبنانية، مشدّدين على ضرورة الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية المحتلة، التزامًا بالمواثيق والشرع الدولية، وبقرارات الأمم المتحدة، وفي مقدمها القرار 1701. كما جددوا تأكيد التزام لبنان الكامل بهذا القرار بكامل مندرجاته وبلا أي استثناء. في وقت يواصل فيه الجانب الإسرائيلي انتهاكاته المتكررة له وتجاوزه لبنوده. كما أكد المجتمعون على دور الجيش اللبناني واستعداده التام وجهوزيته الكاملة لتسلم مهامه كافة على الحدود الدولية المعترف بها. بما يحفظ السيادة الوطنية ويحمي أبناء الجنوب اللبنانيين، ويضمن أمنهم واستقرارهم. كما ذكر المجتمعون بالبيان المشترك الصادر عن رئيسي كل من الولايات المتحدة وفرنسا، عشية إعلان «وقف الأعمال العدائية والالتزامات ذات الصلة بشأن تعزيز الترتيبات الأمنية وتنفيذ قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701»، في 26 تشرين الثاني 2024 «… وبناءً عليه، وإزاء تمادي «إسرائيل» في تنصلها من التزاماتها وتعنّتها في نكثها بالتعهدات الدولية، يعلن المجتمعون ما يلي: 1. التوجه إلى مجلس الأمن الدولي، الذي أقرّ القرار 1701، لمطالبته باتخاذ الإجراءات اللازمة لمعالجة الخروقات الإسرائيلية وإلزام «إسرائيل» بالانسحاب الفوري حتى الحدود الدولية، وفقاً لما يقتضيه القرار الأممي، كما «الإعلان» ذو الصلة. 2. اعتبار استمرار الوجود الإسرائيلي في أي شبر من الأراضي اللبنانية احتلالًا. مع كل ما يترتب على ذلك من نتائج قانونية وفق الشرعية الدولية. 3. استكمال العمل والمطالبة، عبر «اللجنة التقنية العسكرية للبنان»، و»الآلية الثلاثية»، اللتين نص عليهما «إعلان 27 تشرين الثاني 2024»، من أجل تطبيق الإعلان كاملاً. 4. متابعة التفاوض مع لجنة المراقبة الدولية والصليب الأحمر الدولي من أجل تحرير الأسرى اللبنانيين المحتجزين لدى «إسرائيل»».

ختاماً يؤكد المجتمعون، تمسك الدولة اللبنانية بحقوقها الوطنية كاملة وسيادتها على كامل أراضيها، والتأكيد على حق لبنان باعتماد كل الوسائل لانسحاب العدو الإسرائيلي.

وشدّد رئيس الجمهورية، جوزاف عون، خلال لقائه وفدًا من نادي الصحافة في قصر بعبدا، على أنّ لبنان يواصل اتصالاته الدبلوماسيّة مع الولايات المتحدة وفرنسا، بهدف استكمال الانسحاب الإسرائيليّ مما تبقى من الأراضي الّتي احتلّتها «إسرائيل» خلال الحرب الأخيرة.

وأكدّ أنّ القرار اللّبنانيّ مُوحّد في اعتماد الخيار الدبلوماسيّ، قائلًا: «لا أحد يريد الحرب، بل الدولة هي المسؤولة عن حماية سيادتها واستعادة حقوقها بوسائل سياسيّة وسلميّة».

كما تناول الرئيس عون ملف العقوبات المفروضة على شركات الطيران الإيرانيّة، مؤكدًا أنّها تأتي ضمن العقوبات الدوليّة المفروضة على إيران، وليس نتيجة أي استهداف لطائفةٍ معينة. وقال: «ليس هناك حصار على الطائفة الشيعيّة كما يروّج البعض، فالطائفة الشيعيّة جزءٌ أساسيّ من الجسم اللّبنانيّ وليست غريبة عنه».

وفي حديثه عن إعادة إعمار المناطق المتضرّرة جراء العدوان الإسرائيليّ الأخير، أوضح أنّ العملية لن تكون بين ليلة وضحاها، بل ترتبط بالإصلاحات ومحاربة الفساد، مضيفًا: «من الضروريّ إعادة بناء جسر الثقة بين اللبنانيين، وأرفض أن يستقوي أحد بالخارج».

وأكد مكتب شؤون الشرق الأدنى التابع للخارجية الأميركية في تدوينة عبر حسابها على منصة «أكس»، أن «الولايات المتحدة ملتزمة بدعم تنفيذ وقف الأعمال العدائية في لبنان وستواصل تقديم المساعدة للجيش اللبناني باعتباره الضامن الوحيد لأمن لبنان.

إلى ذلك باشر جيش العدو الإسرائيلي الانسحاب فيما بدأ الجيش اللبناني الانتشار والاهالي العودة الى القرى المحررة. ووفق بيان الجيش انتشرت «وحدات عسكرية في البلدات التالية: العباسية، المجيدية، كفركلا – مرجعيون في القطاع الشرقي. العديسة، مركبا، حولا، ميس الجبل، بليدا، محيبيب – مرجعيون في القطاع الأوسط ومارون الراس والجزء المتبقي من يارون – بنت جبيل في القطاع الأوسط. كما انتشرت في مواقع حدودية أخرى في منطقة جنوب الليطاني، بالتنسيق مع اللجنة الخماسيّة للإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار (Mechanism) وقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان – اليونيفيل، وبعد انسحاب العدو الإسرائيلي.

وقد باشرت الوحدات المختصة إجراء المسح الهندسي وفتح الطرقات ومعالجة الذخائر غير المنفجرة والأجسام المشبوهة في هذه المناطق، لذا تؤكد قيادة الجيش ضرورة التزام المواطنين بتوجيهات الوحدات العسكرية المنتشرة في المناطق الجنوبية، إفساحًا في المجال لإنهاء الأعمال المذكورة في أسرع وقت ممكن، وحفاظًا على أرواحهم وسلامتهم».

وصدر بيان مشترك عن المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت ورئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو أكد أن الرئيس اللبناني الجديد والحكومة عازمون على بسط سلطة الدولة بشكل كامل في كل المناطق في الجنوب وتعزيز الاستقرار لمنع عودة النزاع إلى لبنان، وهم يستحقون الدعم الثابت في هذا المسعى.
لا يزال أمامنا الكثير من العمل الشاق لتحقيق الالتزامات التي تمّ التعهد بها في تفاهم تشرين الثاني وفي القرار 1701. إننا ندعو الطرفين إلى الوفاء بالتزاماتهما. ويتعيّن على لبنان و»إسرائيل» أن يجعلا الحلول التي نصّ عليها التفاهم الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني والقرار 1701 حقيقة واقعة، وذلك على جانبي الخط الأزرق. والأمم المتحدة في لبنان على استعداد لمواصلة دعم كل الجهود في هذا الاتجاه.

في المقابل، أشار وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى أن «أنشطة الجيش الإسرائيلي الإنفاذية ضد حزب الله ستستمر بكامل قوتها وسنبقى في 5 مواقع بجنوب لبنان لحماية المستوطنات بالشمال». وأكد أن إسرائيل «لن تسمح بالعودة إلى واقع السابع من أكتوبر» وقال لاحقاً: إذا التزم لبنان بالاتفاق فلا داعي لبقائنا في النقاط الخمس.

انتقدت «الجماعة الإسلامية» بقاء القوات الإسرائيلية في بعض المناطق، معتبرة أن ذلك يعد انتهاكًا للسيادة اللبنانية وخرقًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار. وجاء في بيانها: «بعد مرور فترة الستين يومًا المتفق عليها ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وبعد انقضاء الفترة الممددة، خرق العدو الإسرائيلي الاتفاق، منتهكًا القرار 1701». كما وشدّدت الجماعة الإسلاميّة على أنّ بقاء القوّات الإسرائيليّة هو «انقلاب على اتفاق موقع بينها وبين الدولة اللبنانية»، مطالبة الحكومة بـ «ممارسة كل الضغوط الدبلوماسية لإخراج الاحتلال الإسرائيلي، والشروع فورًا في إعادة إعمار المناطق المتضررة لإعادة الأهالي إلى قراهم وبلداتهم».

على صعيد آخر، وغداة إقرار الحكومة البيان الوزاري، دعا الرئيس بري إلى جلسة تعقد في الحادية عشرة قبل وبعد ظهر يومي الثلاثاء والأربعاء الواقعين بتاريخ 25 و26 شباط 2025 وذلك لمناقشة البيان الوزاري والاقتراع على الثقة.

وأشارت الهيئة السياسية للتيار الوطني الحر إلى أنها أجرت الهيئة نقاشاً أولياً للبيان الوزاري تمهيداً للموقف الذي سيعبّر عنه رئيس تكتل «لبنان القوي» والنواب في جلسة مناقشة البيان وطلب الثقة.

ولفتت الهيئة السياسية بعد اجتماعها الدوري برئاسة النائب جبران باسيل، إلى أنها توقفت عند مرور تاريخ 18 شباط من دون تحقيق الانسحاب التام لجيش الإحتلال الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية ودعت الحكومة إلى تحديد سبل مواجهة بقاء الاحتلال في عدد من النقاط.

وعرضت الهيئة للاستعدادات القائمة لإجراء الانتخابات البلدية تمهيدًا لخوضها في إطارها التنموي والبلدي.

من جهة ثانية، نفى وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي الكلام المتداول إعلامياً عن إمكان تطبيق الفصل السابع على الأراضي اللبنانية، وقال: «لم نتبلّغ أي شيء رسمي في هذا الصدد من الولايات المتحدة الأميركية. التقيت السفيرة الأميركية ليزا جونسون وتحدثنا في كل المواضيع، ولم تطرح موضوع الفصل السابع أبداً». أضاف: «تحدثنا عن الانسحاب الإسرائيلي من جنوب لبنان والتطورات في الجنوب، وأيضاً عن المساعدات الأميركية الخاصة بالـ USAID التي توقفت عالميًا، لكن المساعدات العسكرية للجيش اللبناني لم تتوقف، بل ستزيد، إذ ستقدّم واشنطن رزمة مساعدات إضافية له». ورداً على سؤال عما إذا كانت السفيرة جونسون حددت موعداً نهائياً للانسحاب الإسرائيلي من الجنوب، قال: «لم تعطِ أي مهلة وهذا الأمر يتطلب مزيداً من المباحثات». وعن لقائه بالسفير الإيراني مجتبى أماني، كشف رجي أن «اللقاء كان للبحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، وكنت واضحاً جداً في ما يخصّ العلاقات القديمة والحالية بينهما وكان الحديث صريحاً جداً». وعن أزمة الطيران الإيراني، قال رجي: «أكدت للسفير الإيراني أنني طلبت من شركة طيران الشرق الأوسط تنظيم رحلات إلى إيران لإعادة اللبنانيين العالقين في الخارج، لكنني شددت على أهمية عدم المساس بالسيادة اللبنانية والعلاقات بين البلدين». ولم ينفِ رجي في حديثه فرضية إجراء «ترانزيت للبنانيين العالقين في إيران إلى العراق أو أي بلد آخر ثم إلى بيروت».

في غضون ذلك، لفت تعليق حركة الطيران في مطار رفيق الحريري الدولي خلال تشييع السيد نصر الله الأحد من الساعة ١٢:٠٠ حتى ٤:٣٠ على أن يصار إلى إعادة جدولة مواعيد الرحلات. ليس بعيداً، أكّد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الإيرانية – إرنا، «أننا سنشارك بشكل حاشد في مراسم تشييع الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله ضمن وفد عالي المستوى يمثل الحكومة والمجلس وجميع الأجهزة».

إلى ذلك، غادر رئيس الحكومة السابق سعد الحريري بيروت متوجّهاً إلى الإمارات العربية المتحدة. ودعا الحريري «جميع الأفرقاء في لبنان إلى التواضع والتفكير ملياً في مصلحة البلد، لا سيما بعد التطورات الكبيرة التي شهدتها المنطقة»، مشدداً على «ضرورة العودة إلى وضع لبنان أولاً وفوق كل الاعتبارات في كل شأن يهم المصلحة العامة».

على خط آخر، أشار وزير المالية ياسين جابر لـ«رويترز»، إلى أنه التقى الممثل المقيم لصندوق النقد الدولي في بيروت، وأكد عزم الحكومة المضي قدماً في الإصلاحات، وذكر بأنه من المتوقع أن تزور بعثة من صندوق النقد الدولي لبنان في آذار.

المصدر: صحف

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق