كشفت دراسة حديثة أن الصداع العنقودي يُعد أشد أنواع الألم التي يمكن أن يتعرض لها الإنسان، متفوقاً على آلام الولادة، وجروح الطلقات النارية، وكسور العظام. وأظهرت النتائج، التي نُشرت في مجلة "Headache"، أن هذا النوع من الصداع يسبب نوبات مؤلمة بشكل حاد ومفاجئ تستمر لساعات، بينما تفشل المسكنات العادية في تخفيفه.

أكد المشاركون في الدراسة، وعددهم 1604 مرضى بالصداع العنقودي، أن الألم الذي يعانونه يفوق أي إصابات أو حالات طبية أخرى. وجاءت الولادة في المرتبة الثانية بدرجة 7.2 على مقياس الألم، فيما حلّ التهاب البنكرياس ثالثاً، وهو حالة تُسبب ألماً حاداً نتيجة تورم البنكرياس، غالباً بسبب حصوات المرارة أو الإفراط في شرب الكحول.

وُجد أن حصوات الكلى والمرارة من بين أكثر الآلام الحارقة التي تم تسجيلها، بينما أعطى المصابون بجروح الطلقات النارية تقييمًا للألم بلغ 6 نقاط في المتوسط، مع اختلاف شدته حسب موضع الإصابة. كما ظهر الانزلاق الغضروفي عند 5.9 نقاط، متجاوزًا الصداع النصفي، الذي سجل 5.4، والنوبات القلبية التي لم تتجاوز 5 نقاط.

أشارت الدراسة إلى أن تصنيف الألم يظل تجربة ذاتية تختلف من شخص لآخر، إلا أن النتائج تعكس نمطاً مشتركاً بين المرضى. وشملت القائمة أيضاً حالات مثل الطعن، الذي جاء عند 4.9 نقاط، في حين كان التهاب المفاصل أقل إيلامًا بدرجة 4، لكنه لا يزال يُعتبر ألماً مزعجًا لمن يعاني منه.

ورغم أهمية هذه النتائج، حذّر الباحثون من أن تقييمات الألم قد تتأثر بذاكرة المشاركين، حيث استندت بعض الإجابات إلى تجارب حدثت قبل سنوات. ومع ذلك، توفر الدراسة رؤية جديدة حول مدى قسوة الصداع العنقودي، ما قد يساهم في تعزيز الأبحاث لإيجاد علاجات فعالة لهذه الحالة المؤلمة.