نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
الذكاء الاصطناعي: أين تكمن فرص ألمانيا؟ - عرب فايف, اليوم الثلاثاء 18 فبراير 2025 02:31 صباحاً
يريد الاتحاد الأوروبي مواكبة الذكاء الاصطناعي ولذا أعلن عن برنامج واسع النطاق بهذا الخصوص. وفي وقت سابق أعلنت الولايات المتحدة الأمريكية في عهد دونالد ترامب عن مشاريع للذكاء الاصطناعي بمليارات الدولارات، وتصدرت الصين عناوين الصحف مؤخرا من خلال الأداء المتميز الذي أظهره برنامج "ديبسيك" اللغوي.
ويقول الباحث بيورن أومر إن الذكاء الاصطناعي يخلق نماذج أعمال جديدة بشكل أسرع من أي وقت مضى. وقال أستاذ الذكاء الاصطناعي في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ لـ DW: "إن تفويت هذا الأمر سيكلفنا الكثير، ولهذا السبب علينا أن نسرع في ذلك".
ويعتبر أومر أحد رواد الذكاء الاصطناعي في ألمانيا. وتحت قيادته تم وضع الأساس لواحدة من أشهر الشركات الألمانية الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي وهي مختبرات بلاك فورست/ Black Forest. وتحظى الشركة التي طورت مولدًا للصور بدعم مستثمرين من الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنها مدمجة في أداة إنشاء الصور على منصة التواصل الاجتماعي X.
فرص ألمانيا "بعيدًا عن النماذج الأساسية"
لكن مختبرات بلاك فوريست حالة منفردة، لأن الولايات المتحدة الأمريكية والصين تتصدران المشهد عندما يتعلق الأمر بالنماذج الأساسية. يغطي المصطلح جميع نماذج الذكاء الاصطناعي التوليدي. وتشمل هذه النماذج اللغوية التي يمكنها توليد النصوص والنماذج التي تنشئ مقاطع الفيديو والصور بشكل مصطنع.
مصنع سيارات فولكسفاغن في مدينة إمدن الألمانية، 25 مايو2025 مصنع سيارات فولكسفاغن في مدينة إمدن الألمانية، 25 مايو 2025
وتهيمن الشركات الأمريكية هنا بتطبيقات مثل تشات جي تي بي/ ChatGTP وغوغل جيمني/ Google Gemini و بيرب ليكستي/ Perplexity وميدجورني/ Midjourney و دال إي/ DALL-E. كما قدمت شركة ديبسيك الصينية مؤخرًا نموذجًا أساسيًا لمعالجة النصوص بكفاءة، حسب تقارير إعلامية.
هذا وقد حاولت الشركة الألمانية الف الفا/ Aleph Alpha من هايدلبرغ أيضاً طرح مثل هذا النموذج في السوق. ومع ذلك لم تكن النتائج مقنعة، ولهذا السبب تحولت الشركة الآن إلى تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي مخصصة للمؤسسات والشركات والهيئات.
ويفترض الباحث بيورن أومر أنه يمكن كسب الكثير من المال في ألمانيا خارج النماذج الأساسية. وفي رأيه تكمن الفرص المتاحة للشركات الألمانية في تطبيقات الذكاء الاصطناعي، في مجالات الطب والتواصل مع العملاء، إضافة إلى الصناعات المتخصصة في مجالات تتميز بها ألمانيا.
"نحن في الطليعة على صعيد البحث"
وتتبنى كاتارينا موريك وجهة نظر مماثلة. فقد شاركت الباحثة المتقاعدة في تأسيس معهد لامار للتعلم الآلي والذكاء الاصطناعي في دورتموند. وهي ترى أن النماذج اللغوية الكبيرة هي نوع من بوابة للذكاء الاصطناعي.
وكما انتشرت الهواتف الذكية على نطاق واسع، فإن النماذج اللغوية تسهّل الآن على الكثير من الناس الوصول إلى الذكاء الاصطناعي. "نحن نستخدم النماذج اللغوية كواجهة ثم يأتي خلفها روبوت أو نظام حجز أو نظام توصيات على سبيل المثال".
ويمكن أن تكمن فرص ألمانيا في تطوير هذه التطبيقات المحددة بوصفها قطاعاً موجهاً نحو التصدير. "فيما يتعلق بالبحوث، نحن في الصفوف الأمامية. لدينا أشخاص رائعون".
إلا أن المشكلة تكمن في أن العديد منهم يذهبون إلى الولايات المتحدة الأمريكية بعد دراستهم. وتقول موريك في مقابلة مع DW: "لدينا المواهب، لكنها تغادر البلاد لأنه لا يُعرض عليها سوى عقود مؤقتة هنا".
وقد عملت الباحثة أيضا على تأسيس شركة رابد ماينر/ RapidMiner وهي أداة ذكاء اصطناعي لتحليل البيانات تم إنشاؤها في جامعة دورتموند التقنية، ولكنها نمت بعد ذلك في الولايات المتحدة الأمريكية وتم بيعها هناك في نهاية المطاف. في ألمانيا لم يكن هناك استعداد للدفع مقابل خدمات الشركة، وهنا تضيف الباحثة "لقد لاحظت مراراً أن الشركات الألمانية تريدها مجاناً".
الذكاء الاصطناعي مع إمكانات هائلة لعمليات التصنيع
من أجل جعل ألمانيا دولة ذكاء اصطناعي، هناك حاجة إلى "تغيير ثقافي" بشكل عام. وهنا تقول موريك: "لا أعرف سبب قلة الاستعداد للتجربة هنا".
وأحد المجالات التي تعتبر ألمانيا رائدة فيها بالفعل هو الأنظمة الذكية المدمجة والمستقلة. فعلى سبيل المثال تراقب أجهزة الاستشعار الصغيرة العمليات ويمكنها التدخل بنفسها وتغيير العمليات في الإنتاج. ويقول موريك: "إنها ليست عالية المستوى، لكنها مفيدة للغاية في الصناعة التحويلية".
وينطوي الذكاء الاصطناعي على إمكانات مذهلة للصناعة. على سبيل المثال في تعاون مع شركة ويلو/ Wilo المصنعة للمضخات من دورتموند تم تحديد 82 تطبيقاً محتملاً للذكاء الاصطناعي في مصنعهم الذكي. وحسب موريك: "فإن إمكانيات الذكاء الاصطناعي هائلة، وإذا لم نستفد منها فسوف نصبح متحفاً صناعياً".
معركة البيانات من الشركات الصناعية
وتنظر الباحثة موريك بعين النقد إلى إعلان شركة أوبن/ آي OpenAI عن افتتاح فرع لها في ميونيخ. وتعلل ذلك بالقول: "أريد أن يعمل موظفونا الجيدون هنا. أريد أن تستفيد شركاتنا وصناعتنا من ذلك".
ولهذا السبب من الضروري أيضًا مواصلة العمل على نماذج أساسية واسعة النطاق في أوروبا وجمع بياناتنا بأنفسنا. علاوة على ذلك، فإن الذكاء الاصطناعي أكثر جدارة بالثقة في أوروبا. وتستشهد بنموذج تويكان 7 بي/ Teuken-7B الخاص بمعهد فراونهوفر وتطبيق شركة ميسترال الفرنسية كأمثلة ناجحة يجب توسيع نطاقها.
كما يعتقد بيورن أومر من جامعة ميونيخ أن المبادرات الوطنية والأوروبية مهمة أيضًا. فعلى الرغم من أن ألمانيا لا تحتاج إلى "الذكاء الاصطناعي المطلق الذي سيتغلب على كل شيء في المستقبل"، إلا أنه من الجيد الاستعداد للنماذج الأساسية.
ويقول أومر: "نحن لا نعرف كيف ستتصرف شركات التكنولوجيا الكبرى. وإذا تم تقييد الوصول إلى التكنولوجيا فجأة، فستكون السيادة ضرورية بالتأكيد".
0 تعليق