أبقت أيام الشارقة التراثية على نكهة الأصالة وتنوع الإبداع في ساحة الثقافة الإماراتية، حيث تندمج الفنون الشعبية والتراثية في برنامج فريد يُبرز الهوية الخليجية والعربية.

ففي قلب الفعاليات، تألقت الفرق المحلية الخليجية بعروضها التراثية التي تمزج بين الأشعار والأهازيج والأغاني الشعبية، مع إحياء مناسبات الأفراح كالزواج، والترحيب بالمولود الجديد، وعودة الغائبين بسلام، إضافةً إلى تقديم أناشيد حربية مفعمة بالحماس تحكي قصص البطولة والشجاعة.

وقد أضفى ظهور اللباس التراثي التقليدي، مع إكسسواراته من العصي والسيوف، والمرافقة الموسيقية من طبول ودفوف وآلات وترية، رونقاً خاصاً على هذه العروض.

ومن جانب آخر، أضافت الأيام بُعداً تفاعلياً وتراثياً مميزاً بتخصيص ركن للمدرسة الدولية للحكاية، والذي يقدم 90 فعالية متنوعة تجمع بين سحر الحكايات وخيال الظل، إذ يتيح ركن الحكايات، الذي يزدان بمكتبة تراثية تحت شعار "الف حكاية وحكاية بانتظار من يرويها"، منصة للمختصين، الشعراء، والأدباء، بالإضافة إلى الأطفال، لسرد الحكايات الشعبية باستخدام تقنيات الهولوغرام والجلسات التفاعلية وورش العمل الفنية التي تحول الحكايات إلى صور ولوحات معبرة.

كما أكملت الفعاليات مسيرة الاحتفاء بالتراث عبر معرض "القاضي"، الذي يرصد مراحل تطور القضاء في الإمارات من العرفي والشرعي إلى النظامي، مع تسليط الضوء على إنجازات أعلام القضاة وأولى المحاكم، إلى جانب معرض "العطور عبر العصور" الذي يأخذ الزوار في رحلة معرفية عبر تاريخ العطور وتحولاتها التراثية.

بهذا المزيج الغني من الفنون الشعبية والعروض التراثية والمعارض التفاعلية، تؤكد أيام الشارقة التراثية مكانتها كمنصة ثقافية تجمع بين الماضي والحاضر، حاملةً رسالة الحفاظ على التراث وإحياءه بما يتناسب مع أجيال اليوم.

تواصل الدورة الـ22 من "أيام الشارقة التراثية" فعالياتها في إمارة الشارقة بدولة الإمارات العربية المتحدة، تحت شعار "جذور"، بمشاركة أردنية وعربية ودولية واسعة.

المملكة