في تطور لافت ضمن النقاش السياسي حول الأوضاع في الجنوب اليمني، نشر المناضل الجنوبي ورئيس منتدى الشراكة الوطنية الجنوبية، أديب العيسي، مقالاً مطولاً عبر منصات التواصل الاجتماعي، طرح فيه رؤيته بشأن الوضع السياسي المتأزم وأهمية تحقيق الشفافية والوضوح في الخطوات التي تتخذها القيادات السياسية.

وأكد العيسي على ضرورة أن تكون حركة القيادة ومخططاتها واضحة للجميع، سواء داخليًا أو خارجيًا، خاصة في هذه المرحلة الحساسة التي يمر بها الجنوب.

الدعوة إلى الشفافية وتوضيح التحركات السياسية

أكد العيسي في مقاله على أهمية إعلان ما يدور في كواليس السياسة وعدم ترك الشعب الجنوبي في حالة من التوتر والتوجس بسبب غياب المعلومات الدقيقة حول اللقاءات والتحالفات السياسية.

وأشار إلى أن من يدعي القيادة يجب عليه أن يكون صريحًا مع الجماهير وأن يعمل على بناء الثقة بدلاً من تعزيز الشكوك.

كما شدد على أن القطيعة بين القيادات السياسية وجماهير الشعب قد تؤدي إلى انهيار أكبر في المشهد السياسي.

غياب الشراكة الوطنية: تحدي كبير أمام القضية الجنوبية

أشار العيسي إلى أن قضية الجنوب أصبحت في وضع حرج نتيجة الانفراد بالسلطة وتهميش الفئات الأخرى، مشيرًا إلى غياب الشراكة الوطنية الحقيقية بين المحافظات الجنوبية.

وأكد أن هذا التهميش يؤدي إلى فقدان الثقة بين المواطنين والقيادات السياسية، مما يجعل القضية الجنوبية أكثر هشاشة أمام الضغوط الخارجية.

الصراع الجنوبي-الجنوبي واستخدام أدوات شمالية

في سياق حديثه عن الصراع الحالي، أكد العيسي أن الصراع الذي يشهده الجنوب اليوم هو صراع جنوبي-جنوبي ولكن يتم استخدام أدوات شمالية لتحقيق أهداف داخلية.

وأشار إلى أن بعض الجهات التي ترفع شعار الدفاع عن القضية الجنوبية أصبحت تمثل عبئًا على الشعب بسبب سوء الإدارة وغياب الحلول العملية للأزمات الاقتصادية والخدماتية.

ضرورة تحسين الأوضاع الاقتصادية والأمنية

انتقد العيسي بشدة الأوضاع الاقتصادية المتردية التي تعيشها المدن الجنوبية، محملًا المسؤولية لبعض العقليات السياسية التي تستغل السلطة لمصالحها الشخصية على حساب مصلحة الشعب.

وأكد أن الجيش والأمن يجب أن يكونا في خدمة الشعب وليس في قمعه، مشددًا على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات الأمنية والعسكرية لتكون أكثر انسجامًا مع تطلعات المواطنين.

تحقيق الوفاق السياسي وتقاسم السلطة

شدد العيسي على ضرورة تحقيق الوفاق السياسي بين مختلف الأطراف الجنوبية وتقاسم السلطة والثروة بشكل عادل بين جميع المحافظات.

وأوضح أن هذا الوفاق هو المفتاح لحل الأزمة السياسية والإعداد لمرحلة جديدة من الاستقرار والتنمية.

خيار الشعب بين الاستمرار أو البحث عن بديل

في ختام مقاله، وجه العيسي رسالة مباشرة للشعب الجنوبي، مؤكداً أن الخيار يبقى بيده إذا لم تتحقق معالجات واضحة وصادقة من قبل القيادات السياسية.

وأشار إلى أن تأجيل القضية الجنوبية لن يؤدي سوى إلى تآكل الرصيد الشعبي، محذرًا من خطورة إلقاء اللوم على التحالفات السياسية دون الاعتراف بالأخطاء الداخلية التي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة.

ودعا العيسي القيادات الجنوبية إلى تحمل مسؤولياتها التاريخية والعمل الجاد لإيجاد حلول مناسبة للأزمة، مشددًا على أن القضية الجنوبية ليست مجرد شعار بل هي قضية شعب بأكمله تحتاج إلى رؤية شاملة وخطوات عملية لتحقيق العدالة والمساواة.