سجاد الحرانية اليدوي.. إبداع يبهر العالم - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

القاهرة: «الخليج»
تجذب قرية الحرانية التابعة لمحافظة الجيزة المصرية، عشاق الفنون اليدوية من كل سحنة ولون، بما تنتجه أنامل نسائها من منتجات نسيجية، تضاهي في دقة صناعتها وجمال ألوانها، وما يتم استخدامه من مواد طبيعية، أشهر اللوحات الفنية العالمية.
ويحترف سكان القرية الواقعة على تخوم محافظة الجيزة، صناعة منتجات النسيج، وبخاصة السجاد اليدوي، في مهنة تضرب بجذورها إلى أكثر من نصف قرن مضت، منذ حطت رحال الفنان المصري الكبير الراحل رمسيس ويصا واصف، الذي يصنف ضمن قائمة أكبر الفنانين التشكيليين في مصر، خلال فترتي الستينات والسبعينات، إلى تلك القرية الصغيرة مطلع الخمسينات، ليبني فيها مرسمه، ويشرع في اكتشاف مواهب سكانها الفطرية، فيحولهم من مجرد مزارعين صغار، إلى صناع مهرة لمختلف المنتجات النسيجية والحرف اليدوية الأخرى.
أطلق رمسيس واصف حرية التعبير لكل سكان الحرانية، وبخاصة النساء ليفتح لهن طاقات متجددة من الإبداع، عن طريق الخيال أو محاكاة المناظر الطبيعية المحيطة بالقرية، وتحويل هذا الخيال إلى فن واقعي مجسداً في صناعة السجاد اليدوي، وما يسجله الفنان من خلاله، من مشاهد تتعلق بالريف المصري، وألوان الحياة فيه، وقد بدأ رمسيس واصف تجربته الملهمة، مع مجموعة صغيرة من الأطفال، لم يكملوا وقتها العقد الأول من أعمارهم، قبل أن تمتد تجربته مع الوقت، لتشمل قطاعات واسعة من سكان القرية، وبخاصة النساء اللاتي احترفن تلك المهنة، وتعلمن فنونها مع مرور الزمن.
على مدار عقود، تولى واصف تسويق ما تنتجه نساء الحرانية من أعمال فنية رائعة الجمال، مقابل نسبة محددة، حتى أصبحت منتجاتهن ملء السمع والبصر في العديد من بلدان العالم، وحظيت بشهرة دولية غير مسبوقة، وهو ما دفع الحكومات المصرية المتعاقبة إلى دعم مركز ويصا واصف للفنون، بشراء العديد من منتجاته الفنية، وإهدائها لضيوف مصر كهدايا رسمية من إنتاج المركز، الذي جابت أعماله مختلف البلدان الأوروبية.
يستغرق إنتاج قطعة السجاد الواحدة في الحرانية، ما يتراوح بين 3 إلى 7 أشهر من العمل المتواصل، وقد تطول المدة حسب حجم السجادة الواحدة إلى نحو عام كامل، تعكف خلاله النساء على غزلها بالطرق اليدوية التقليدية، حيث يتم الإنتاج بخامات طبيعية خالصة، مثل الأصواف والأقطان، كما تستخدم النباتات الطبيعية أيضاً في صناعة الصبغات التي تستخدم في تلوين خيوط الكتان والصوف المستخدمين في صناعات السجاد بالقرية، ومن بينها نبات «فوة» الذي تستخرج منه الصبغة الحمراء، ونبات «رزدا لوتيلا» الذي تستخرج منه الصبغة الصفراء.
تستخدم نساء الحرانية الأنوال الخشبية، سواء كانت عمودية أو أفقية، في صناعة أجمل قطع السجاد بمختلف أحجامه وأشكاله، وقد يستغرق غزل خيوط المتر المربع الواحد من اللوحة شهراً كاملاً، إذ يختلف الأمر بين لوحات السجاد المصنوعة من خيوط الصوف، فيتم غزلها على الأنوال الرأسية، بينما يستخدم النول الأفقي في صناعة السجاد المصنوع من خيوط القطن، لكن النوعين يعتمدان على الأصباغ الطبيعية، ويتميزان بدقة الصناعة وكثرة التفاصيل.
على مدار أكثر من سبعة عقود، طافت منتجات قرية الحرانية مختلف دول العالم، وشاركت في العديد من المعارض الدولية، لتحظي باهتمام غير مسبوق، أعاد للصناعات اليدوية التقليدية في مصر ألقها القديم.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق