د. مايا الهواري
الإنسان مجبول على الأحاسيس، فهو كتلة من المشاعر المرهفة التي لولاها لما استمرّت الحياة، وخاصّة الحياة الأسريّة، التي يسودها الحبّ والتّفاهم والوئام، فكلمة «أحبّك» تحمل بين طيّاتها الكثير من ذرّات السّعادة التي تحطّ في قلب السّامع وأذنه، ومن الجدير بالذّكر أن يقولها الزوج لزوجته وبالعكس، لتبقى حياتهما مفعمة بالودّ والسّعادة، ولكنّ المفاجأة عندما وصلتني رسالة من أحد الأزواج يخبرني فيها أنّه يتّصل بزوجته ليضع كلمة في أذنها أنّه يحبّها ويشتاق إليها، إلّا أنّ الرّدّ كان صادماً، إذ وصفته بأنّه شخصٌ بلا عمل ولديه من الوقت الكثير ليضيّعه على هذه الأقوال، بينما هي لديها الكثير من الأعمال لتقوم بها ولا تمتلك الوقت لسماع مثل هذه الكلمات بلا فائدة، فما كان من الزّوج إلّا التّوقّف عن ذلك علماً أنّه لا يرى زوجته إلّا في عطلة نهاية الأسبوع بسبب ظروف عمله، كما أنّ زوجته على قدرٍ من العلم والثّقافة والعمل متّهمة زوجها بأنّه لا يهتمّ إلّا بأموره الخاصّة فقط، في حين الزّوج يكرّس إجازته لرعاية أسرته ومتطلّباتها.
الأمر عجيب يا سادة، إنْ مدَح الزّوج زوجته أو إن لم يمدحها لا يعجبها الأمر، طبعاً هذا الأمر على وجه الخصوص لا العموم فليست كلّ النّساء سواسية، ومن الجميل أن نجد زوجاً يقوم بمدح زوجته في ظلّ ظروف الحياة القاسية ويرمقها بالكلمات الغزليّة الجميلة، وخاصّة بعد عدّة سنوات من الزّواج ومع انشغالهم بالأبناء وتربيتهم، ولا بدّ من اتّخاذ الجميع أسلوب الكلام الجميل وستتغير الحياة وتصبح أجمل، وتثبيتاً لهذا الكلام صادفتُ أحد طلّابي الشّباب، متزوّج ولديه أبناء وهو كثير السّفر لكنّه يعرف كيف يهتمّ بزوجته وأطفاله ويحثّ رفاقه على الاتّصال بزوجاتهم وإسماعهم بعض الكلمات الغزليّة الرّقيقة لعلّها تخفّف من وطأة بُعدهم عنهم حتّى ولو كانت هذه الكلمات ليست حقيقيّة وصادقة، ولكن لها إيجابيّات في قلب الزّوجة، يتسلّل داخلها شعور رائع ينقلها من تعبها اليوميّ إلى حالة شعوريّة جميلة تنسيها ما عانته خلال نهارها، كما أنّ الحبّ وكلماته لا يقتصر على الشّباب والعشّاق، بل إنّه لا يعرف عمراً أو سبباً أو مناسبة، فكلمة لطيفة للزّوجة دون مناسبة تأخذها لعالم آخر من السّعادة.
نستنتج ممّا سبق أنّ للكلمة الطّيّبة أثرها الجميل في القلب والعقل، فلتكن كلماتنا طيّبة لتزرع الفرح في القلوب، وخاصّة بين الأزواج، وذلك لتجديد الحياة والرّومانسية بينهما فيما يعود على الأسرة بالخير والفرح والسّعادة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.
0 تعليق