عُمان عبر الزمان.. انعكاس التراث المحلي والكفاءة البيئية - عرب فايف

0 تعليق ارسل طباعة

مسقط: راشد النعيمي
يعبّر متحف «عُمان عبر الزمان» عن الطابع الفريد للسلطنة، والتعريف بمميزاتها، وتاريخها العريق، ونهضتها، وقد فاز مؤخراً بجائزة فرساي العالمية للهندسة المعمارية والتصميم، كأفضل تصميم خارجي، لأجمل المتاحف عالمياً، والتي أعلنتها منظمة اليونسكو في باريس من بين سبعة أخرى افتتحت، أو أعيد افتتاحها حديثاً تعمل على خدمة الإبداع، وانعكاس التراث المحلي والكفاءة البيئية، وتترك أثراً إيجابياً على بيئاتها، ليصبح الأجمل في العالم بتصميمه الخارجي للعام 2024.
صُنّف المتحف ضمن خمسة متاحف عالمية، حسب منصة (سي إن إن للسياحة)، وضمن أجمل المباني المعمارية في الشرق الأوسط وإفريقيا لعام 2023، حسب مهرجان العمارة العالمية، ونال جائزة أفضل مشروع في فئة التراث والثقافة على مستوى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024، في معرض الإضاءة بدبي، وأيضاً ضمن أفضل 5 قاعات عرض متحفي عالمياً لعام 2024، ضمن جوائز المتاحف والتراث (ميوزيمز + هيرتج).
استلهم تصميمه من سلسلة جبال الحجر، ليتناغم مع البيئة الطبيعية المحيطة، ومن خلال استخدام النحاس في الواجهات يعبّر المتحف عن تاريخ عُمـــان العريــــق فـــي استخراج هذا المعــدن واستخدامه في الصناعات المتعددة، كما يتناغم الشكل المعين الذي يميز المبنى مع العناصر الجغرافية المحيطة، ما يوجد توازناً بين التصميم الحديث والطابع التقليدي، ليبقى هذا الصرح الثقافي شاهداً على عراقة الثقافة العُمانية وابتكارها المستمر.
صديق للبيئة
يُعد مبناه صديقاً للبيئة، حيث بُني بشكل منخفض حتى تشرق عليه الشمس، ويحمي المساحات داخل الفضاءات من أشعتها المباشرة، ووُضعت في جهة الغرب نوافذ تساعد على إدخال الإضاءة للمتحف مع جدران مائلة تخفّض الطاقة التي يحتاجها المتحف في الإنارة.
ويهدف إلى إبراز النقلة النوعية للسلطنة بين ماضيها وحاضرها ومستقبلها بشكل تفاعلي وحديث صوتاً وصورة، انطلاقاً من أمجادها التاريخية، ووصولاً إلى حاضرها المشرق.
وضع السلطان الراحل قابوس بن سعيد في عام 2015 حجر الأساس لمشروع المتحف بولاية منح بمحافظة الداخلية على مساحة أرض تقدر بثلاثمئة ألف متر مربع، ويُصمّم على شكل جبال الحجر، ليُضفي إبداعاً معمارياً يمثّل البيئة العُمانية بتفاصيلها الجغرافية الفريدة.
وهدف القائمون على المشروع إلى أن يكون المبنى ذا طابع إبداعي يمثل أيقونة لعصر النهضة مبنى ومعنى، ويترجم العمارة العُمانية بأسلوب عصري متفرّدٍ بتفاصيله الهندسية والإنشائية ومواد بنائه.
التاريخ والنهضة
يتكون المتحف من قاعتين ثريّتين بمحتواهما ومقتنياتهما، هما: «التاريخ» و«عصر النهضة»، ويُبحر الزائر بين جغرافيا السلطنة وتاريخها، متأمّلاً ماضيها وحاضرها ومستقبلها، بشكل تفاعلي باستخدامِ الوسائل التقنية الحديثة، إضافة إلى المقتنيات الثرية التي يستعرضها بين جنباته، في رحلةٍ سرديةٍ تبدأ من أواخر عصور ما قبل التاريخ وحتى الآن.
ويستطيع الزائر لقاعة التاريخ التي تتكون من جناح أرض عُمان، والمستوطنين الأوائل، وحضارة عُمان، ومملكة عُمان، والتراث البحري، والأفلاج، واعتناق الإسلام، ودولتي اليعاربة، والبوسعيديين، التعرف إلى مختلف الحقب التي مرت بها السلطنة كجيولوجيا الأرض والسكّان الأوائل، وصولاً إلى عصر النهضة.
مسار زمني
تمتاز قاعة التاريخ بطريقة العرض من خلال المسار الزمني مع إبراز موضوعين اثنين هما: التراث البحري، والأفلاج، لارتباطهما بتاريخ السلطنة عبر عصور وحقب تاريخية، وهي التكون الجيولوجي لأرض عُمان، والعصر الحجري في أجنحة «المستوطنين الأوائل»، والبرونزي في «حضارة مجان»، والحديدي في «مملكة عُمان»، بالإضافة إلى أجنحة اعتناق الإسلام، ودولتي اليعاربة والبوسعيديين.
وترتكز وسائل العرض على الوسائط الرقمية لإيجـــاد بيئــات افتراضية متعـــددة الأبعــــاد تمكّـــن الزائــر مـــن معايشة الواقع الافتراضي لكل عصر، إضافة إلى مجموعة منتقاة من الشواهد المادية والخرائط لإضفاء حالة من الواقعية، بينما تستعرض قاعة التاريخ حقبة دولة اليعاربة من خلال عرض صوتي ومرئي فائق الدقة، وخرائط افتراضية، وحقبة دولة البوسعيديين.
أما قاعة عصر النهضة المباركة فتتكون من: أجنحة «فجر النهضة»، و«بناء الوطن»، و«مجتمعنا»، و«البيئة الصحية»، و«الأمن والاستقرار»، و«نحو اقتصاد مستدام»، و«البنية الأساسية والنقل»، و«الشورى»، و«عُمان والعالم»، و«التعبير الإبداعي»، و«عُمان والاتصالات»، و«الإلهام».
وتحتوي القاعة على وسائل رقميّة تفاعليّة تستعرض خطابات السُّلطان هيثم بن طارق والسُّلطان قابوس، إضافة إلى مرتكزات النهضة، كالتعليم، والرعاية الصحية، والبنية الأساسية، والعلاقات الخارجية والسياحة، والاقتصاد، وغيرها من الموضوعات.
معروضات فريدة
يحتوي المتحف على ثلاثمئة وعشر مواد فلمية، وألف ومئتي شاشة تفاعلية/ثنائية وثلاثية الأبعاد/تقنية إسقاط الخرائط، وألف وثلاثمئة من المقتنيات، وثمانين من النماذج طبق الأصل وخمسمئة من اللوحات النصية والرسومات، ومئة وخمسين صندوق عرض، وواحد وستين كيلومتراً من كابلات الألياف البصرية، وواحد وعشرين كيلومتراً من كابلات الصوت والصورة.
يضم المعرض فك حيوان عمانثيريوم الذي يعود إلى نوع من الفيلة البدائية الضخمة التي عاشت على أرض عُمان قبل 35 مليون سنة، وعُثر عليه في محافظة ظفار، وثلاثيات الفصوص، وهي عبارة عن حجر عُثر عليه في ولاية محوت بمحافظة الوسطى، ويعود إلى قبل حوالي مئتين وخمسين مليون سنة، إلى خمسمئة مليون سنة، إضافة إلى النقش على الصخور التي اكتشفت في ولاية مدحا بمحافظة مسندم.
كما يحتوي المتحف أيضاً على سفينة مجان، التي صُنعت من حزم القصب، وحبال ألياف النخيل، والحصير المنسوج، وشراع من الصوف، وطُليـــت بمــــادة القــــار الأسود، وهـــي إعادة تصــور لسفن حضارة مجان، بالإضافة إلى رسالة السُّلطان قابوس بن سعيد، رحمه الله، إلى معلّمه في شهر رجب من عام 1374هـ، الموافق لشهر فبراير/ شباط من عام 1955م، ويتضمن ألعاباً تعليمية للأطفال بتقنيات تفاعلية حديثة تقدم تجربة فريدة.
ويسعى لإيصال فكرة كل جناح للزائر بأفضل الوسائل الحديثة من خلال استخدام تقنيات عدة، منها إسقاط الخرائط، وشاشات عرض مختلفة الأنواع بمساحة 800 متر مربع.
ويوفر للزوار استكشاف المحتوى باللغتين العربية والإنجليزية في آنٍ، من خلال استخدام سماعات الرأس التزامنية مع الأفلام، وجميع النتاجات الفنية، إضافة إلى استخدام تقنية الواقع الافتراضي المكونة من شاشات متعددة تحتوي على كاميرات معلقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق