دعت منظمة العفو الدولية اليوم الأربعاء إلى فتح تحقيق عاجل في وفاة أحمد باعلوي، العامل في برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الذي توفي أثناء احتجازه في سجون ميليشيا الحوثي بمحافظة صعدة شمال اليمن.

وأفادت مصادر من البرنامج في العاصمة صنعاء أن جثمان باعلوي تم تشييعه اليوم الأربعاء، حيث أُقيمت الصلاة عليه في مسجد بلال في صنعاء، قبل أن يُدفن في مقبرة "الصياح". ورغم ذلك، لم يتمكن البرنامج أو أسرة الفقيد من معرفة تفاصيل الوفاة أو ملابساتها، كما أن عملية الدفن تمت دون إجراء أي تحقيق في القضية.

وفي بيان لها، عبّرت منظمة العفو الدولية عن قلقها العميق من الأنباء حول وفاة العامل الأممي أثناء احتجازه في مركز يديره الحوثيون، معتبرةً أن هذه الحادثة "مروعة" وتستدعي تحقيقًا فوريًا ومستقلًا للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الوفاة. وأضافت أن السلطات الحوثية قد تكون مسؤولة عن استخدام التعذيب أو سوء المعاملة في مراكز احتجازها، مما يزيد من المخاوف بشأن احتمالية أن يكون العامل الإنساني قد توفي نتيجة لذلك.

ديالا حيدر، الباحثة في شؤون اليمن في العفو الدولية، أكدت أن هذه الوفاة تزيد من المخاوف بشأن سلامة بقية المحتجزين تعسفيًا في مراكز الحوثيين، بما في ذلك أكثر من 65 موظفًا من وكالات الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الدولية والمحلية. وناشدت حيدر سلطات الحوثيين بالإفراج الفوري عن جميع المحتجزين تعسفيًا، خاصة أولئك الذين يتم احتجازهم بسبب عملهم في مجال حقوق الإنسان أو المساعدات الإنسانية.

وأضافت حيدر: "الاعتقالات المستمرة للعاملين في المجال الإنساني والمجتمع المدني تزيد من تعقيد الأزمة الإنسانية في اليمن، حيث يعتمد حوالي 80% من السكان على المساعدات للبقاء على قيد الحياة". وشددت على ضرورة أن تسهم سلطات الحوثيين في تسهيل عمل العاملين في المجال الإنساني لضمان وصول المساعدات إلى ملايين الأشخاص الذين يحتاجون إليها بشكل عاجل.

يُذكر أن أحمد باعلوي كان قد اعتُقل في 23 يناير 2025 من قبل ميليشيا الحوثي، وظل محتجزًا في مركز تابع لهم في شمال اليمن حتى تم الإعلان عن وفاته يوم الثلاثاء الماضي.