يستضيف ملعب «جوديسون بارك» الأربعاء، المواجهة الأخيرة في ديربي مرسيسايد الـ 245 في جميع المسابقات، بين فريق إيفرتون الإنجليزي الأول لكرة القدم وجاره ليفربول وذلك للمرة الأخيرة، في مباراة مؤجلة من المرحلة الخامسة عشر من الدوري الممتاز، إذ سيتم الانتقال إلى الملعب الجديد، والذي يتسع لـ 53 ألف مشجع في «بارملي مور دوك» ابتداء من الموسم المقبل، لتطوى بذلك صفحة أحد أقدم ملاعب الكرة الإنجليزية بعمر يبلغ 133 عامًا.
ويتصدر ليفربول جدول ترتيب الدوري بـ65 نقطة، وسيمكنه الفوز من الابتعاد بتسع نقاط عن أرسنال الثاني، بنهاية المرحلة الـ 23، بينما تعني النقاط الثلاث لإيفرتون مزيدًا من التأمين لموقفه، إذ يحتل المركز السادس عشر بـ 26 نقطة. ولا شك أن وضع الأشواك في طريق الجار، نحو معادلة الرقم القياسي لمانشستر يونايتد بـ 20 لقبٍا، سيكون الوداعية الأجمل بالنسبة لجماهير الـ«توفيز» الذين عانوا الأمرين من صراعات الهبوط في المواسم الأخيرة، وفقًا للحساب الرسمي لنادي إيفرتون الثلاثاء، الذي استذكر بعض اللمحات التاريخية من تاريخ الملعب.
وكان «جوديسون بارك» بمثابة شرارة انطلاق الخصومة التاريخية بين قطبي مدينة ليفربول، إذ سبق لإيفرتون، الذي تأسس في 1878، أن اتخذ من «أنفيلد» ملعبًا له قبل أن يحصل خلاف حول الإيجار بين مالك الملعب جون هولدينج، وهو رجل أعمال وسياسي، ومجلس إدارة النادي. وعوضًا عن تلبية طلبات المالك، تم الانتقال إلى أرض جديدة لا تبعد أكثر بقليل من كيلومتر. ودفع هذا الانفصال هولدينج الى تأسيس فريقه الخاص وأسماه ليفربول وكان ذلك في يونيو 1892. وانتظر الفريقان حتى 13 أكتوبر 1894 لخوض أول ديربي والذي عرف بـ«الميرسيسايد»، وفاز حينها «التوفيز» على ملعبه بثلاثية نظيفة، وسط حضور جماهيري بلغ 44 ألفًا وهو رقم قياسي آنذاك في الدوري.
ومنحت الشهرة الأكبر للملعب، الذي استضاف نهائي كأس إنجلترا مرتين في 1894 و1910، الفرصة لإيفرتون بأن يصبح أغنى نادٍ في البلاد في ذلك الوقت، بفضل قدرته الاستيعابية الكبيرة. وكان له دور مهم في استضافة مونديال 1966. كما ساهمت العمليات التطويرية في استمرار ريادته للملاعب الإنجليزية لأكثر من قرن من الزمن، حيث كان أكثرها استضافة للمباريات، بعد ويمبلي، خلال مونديال 1966 الذي فاز به منتخب «الأسود الثلاثة».
لكن في الوقت الذي حارب فيه إيفرتون للهروب من الهبوط في المواسم الثلاثة الماضية، لعبت الأجواء الصاخبة في «جوديسون بارك» دورًا مصيريًا للحفاظ على موقع النادي في الدوري الممتاز، والمستمر من دون انقطاع منذ 71 عامًا.